أهالي جرجناز السورية يخافون النزوح مجدداً مع عودة الغارات

14 اغسطس 2019
أهوال الحرب ترعب الأهالي (فيسبوك)
+ الخط -


يتخوف آلاف المدنيين في بلدة جرجناز القريبة من مدينة معرة النعمان بريف إدلب، والتي تبعد نحو 9 كلم عن أوتوستراد حلب دمشق، من أن يجبرهم الطيران على النزوح من بلدتهم من جديد، بعد عودتهم إليها أخيراً، خصوصاً إثر الغارة الجوية التي طاولتها أمس، الثلاثاء، وتسببت بسقوط عدد من الجرحى ووقوع أضرار مادية.

وقال محيي الدين أبو محمود، وهو من سكان جرجناز، في حديث مع "العربي الجديد": "غارة الطيران الحربي يوم أمس على أطراف البلدة أعادت لنا آلام القصف والموت الذي استمر لأشهر، وأجبرنا على النزوح من البلدة لعدة أسابيع قبل أن نعود لمنازلنا بعد الهدنة التي أعلنت بداية الشهر، والتي انسحب منها النظام سريعا".

وأضاف "حديث أهل البلدة اليوم يدور عن عودة القصف، واحتمال أن يجبروا على النزوح من جديد، واسترجاع تجاربهم مع النزوح، مع الدعاء بألا يعيدها عليهم".

من جانبه، قال محمد عزو، وهو من سكان جرجناز: "لا نشعر بالاستقرار في البلدة، وكل الأحاديث تدور عن مصيرها في ظل تجدد القصف وما يتم تناقله من أن الروس والنظام يريدون السيطرة على الطريق الدولي القريب علينا". وأضاف "قبل قصف أمس كانت الأوضاع المعيشية مقبولة نوعا ما، إن كان من توفر المواد الغذائية أو مياه الشرب".

وأضاف "لكن كل ذلك مرتبط بالاستقرار، فمجرد عودة القصف، الحركة في الشوارع تراجعت، وهناك من خرج في الصباح إلى الأراضي المحيطة بالبلدة، وأصبح الناس يترقبون أخبار الطيران وحركته".






من جانبه، قال الرئيس السابق للمجلس المحلي في بلدة جرجناز حسين دغيم، في حديث مع "العربي الجديد": "لا يقل عدد سكان جرجناز اليوم عن 17 ألف نسمة من أصل أكثر من 22 ألف نسمة، عاد معظمهم للبلدة أخيرا، ولكن القصف جدد الهواجس، وخاصة أن المعارك لا تبعد عنا أكثر من 15 كلم، ما تسبب في نزوح عدد من العوائل اليوم، وهناك آخرون خرجوا إلى أطراف البلدة".



وأضاف "الوضع في جرجناز لم يكن قد عاد إلى طبيعته، فالمدارس الصيفية لم تعمل بالشكل الأمثل، والنقطة الطبية تعمل بخجل وتفتح أبوابها ساعة أو ساعتين في اليوم، حتى المجلس المحلي متوقف عن العمل منذ أشهر بسبب توقف الدعم عنه تماماً، حتى أن وسط البلدة لم يعد سكانه إليه، بل سكن أهالي البلدة على أطرافها، في حين اقتصرت الحركة في وسطها على المحال التجارية".

وذكر أنه "حتى يوم أمس كانت المواد الغذائية متوفرة في البلدة، وبأسعار مقبولة مقارنة مع الأسعار في البلدات المحيطة، إلا أنها مرتفعة بالنسبة لدخل الأهالي، أما المياه فهي غير متوفرة في البلدة، ويعتمد الأهالي على الصهاريج لجلب المياه من الآبار الخاصة".

ورأى أن "الوضع الإنساني مرتبط بحالة الاستقرار، وهو غير جيد بشكل عام عقب انقطاع الدعم والمساعدات الإنسانية منذ نهاية العام الماضي، حيث يقتصر النشاط على جهود الأهالي فقط".

وذكر الدفاع المدني، أمس، على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن "غارتين جويتين للطيران الحربي استهدفتا بـ8 صواريخ بلدة جرجناز بريف معرة النعمان الشرقي وتسببت بإصابة 9 أشخاص، من بينهم طفلان و4 نساء، وأضرار مادية كبيرة لحقت بالمنازل والممتلكات، وتوجهت فرق الدفاع المدني إلى أماكن الاستهداف، وقامت بتفقدها وإسعاف المصابين إلى النقاط الطبية القريبة وإخماد الحرائق الناتجة عنها".