أهالي الرقة يستعيدون الأجواء الرمضانية بعد زوال "داعش"

20 مايو 2018
زيارة الأقارب والجيران بعد الإفطار كانت ممنوعة(فيسبوك)
+ الخط -


أجواء مختلفة يعيشها من بقي من أهالي مدينة الرقة فيها، فهو أول رمضان لهم منذ سنوات دون حكم تنظيم "داعش". ويسعى السكان على الرغم من سيطرة "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) على مدينتهم، إلى خلق أجواء تلائم عاداتهم وتقاليدهم والطقوس التي اعتادوا عليها في شهر الصيام.

الأربعينية سناء هويش تحدثت عن حرمان تنظيم "داعش" لأهالي المدينة من مشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات التي تعرض في رمضان، مضيفة أن "الجميع الآن هنا عادوا ليتابعوا المسلسلات التي تعتبر ثقافة شعبية بالنسبة لأبناء مدينة الرقة، وتضفي جوا جميلا على ليالي رمضان".

وتقول هويش لـ"العربي الجديد": "كانت النساء مجبرات على ارتداء الخمار أو الجلباب، وكنّ مطاردات أكثر في رمضان من قبل جهاز الحسبة النسائية، وكن محرومات من زيارات الأهل والجيران بعد الإفطار، وهي أجواء من الصعب التأقلم على فقدانها، لأنها ترسخت فينا عبر سنين وانتقلت إلينا عبر أجيال".

وأضافت "الوضع تغير اليوم كثيراً، فرغم الأوضاع الصعبة في الرقة، إلا أن الأهالي بدأوا يستعيدون تقاليد حياتهم الطبيعية".

وقال محسن العلي، وهو أحد أهالي حيّ المشلب في مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد": "شعورنا لا يوصف هذه الأيام، فنحن لم نعد نعاني الآن من رقابة تنظيم داعش أو مضايقاته. كان التنظيم يعاقب من يفطر في نهار رمضان ويزج به في قفص حديدي موضوع في ساحة النعيم، وتضربه أشعة الشمس الحارقة، ويشاهده جميع المارة من المنطقة، ما يضعه في موقف لا يحسد عليه، وبعد إخراجه من القفص يشعر بإهانة كبيرة. وكان العديد من الأهالي يصومون خوفاً من تنظيم داعش أو ملاحقته أما اليوم فهو إيمان".

وتحدث جابر البكر، وهو تاجر خضار في مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد"، عن حركة السوق قائلا: "عاد الناس للتنقل بحرية، ولم نعد نخشى جهاز الحسبة الذي شكل هاجسا لنا، والأسعار اليوم مقبولة ومناسبة للجميع والسوق يعج بالحياة وليس كما كان سابقا تحت حكم التنظيم". وتابع "كنا نعيش بظل الخوف من ضربات جوية من الطائرات دون طيار، أو تدخل عناصر التنظيم بحركة السوق".

أما عبدو الحسن، وهو أب لأربعة أطفال ويسكن في شارع تلّ أبيض، فيوضح أن "رمضان خلال الأعوام الأربعة الماضية جاء ضمن سنوات عجاف، فحرم الناس من العديد من الطقوس، أما اليوم فالمشاهد مختلفة في المدينة عمّا كانت عليه سابقا".

وتابع خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يمكن المقارنة بتاتا بين رمضان الماضي ورمضان الحالي. على سبيل المثال، وجوه الناس مختلفة بعد زوال الخوف، والجيران يتسامرون ويتبادلون أطباق الطعام بحرية دون قلق. نعاني من نقص في الخدمات، كالكهرباء والماء، لكن رمضان كريم وأجمل هذا العام".