أهالي إدلب ينزحون تحسباً لانتقام النظام

30 مارس 2015
+ الخط -

بعد يومين من تحرير المدينة، تشهد شوارع إدلب حركة طفيفة من قبل الأهالي، لتكسر حظر التجول غير المعلن منذ أيام، يقصد معظمهم السوق لشراء المواد الغذائية، بعد أيام من الاحتماء داخل المنازل، فيما يقصد آخرون استكشاف الملامح الجديدة لمدينتهم، بعد أن غابت عنها صور الأسد وأعلام النظام وملأ عناصر الجيش الحر شوارعها.

الخوف من الانتقام القادم من النظام، دفع المئات من العائلات للنزوح من المدينة، وتوجّه معظمهم إلى القرى والبلدات المحيطة بالمدينة علّها تكون أكثر أمناً.


يقول عبد الإله القاسم، وهو سائق، إنّ "جميع الطرق مفتوحة إلى المناطق المحررة، أوصلت بسيارتي الكثير من العائلات إلى بلدة معرة مصرين وآخرين إلى سلقين". ويضيف "يوجد الكثير من حواجز الجيش الحر، على طول الطريق، يحملون قوائم بأسماء الشبيحة الموالين للنظام في إدلب ويبحثون عنهم".

في الوقت ذاته، يعود العديد ممن هجّروا من المدينة قسرا خلال تواجد قوات النظام، يقول سامر "كنت مطلوبا للأمن السوري، تركت عائلتي ومنزلي في

إدلب منذ سنتين وعشت في البلدات المحررة، وقد عدت اليوم إلى منزلي وعائلتي من جديد".

تقول أم أحمد "نزحت وعائلتي إلى معرة النعمان، أنا عند أقاربي فنحن لا نملك غير منزلنا في إدلب، لا نعرف إلى أين سنذهب، لا بد أنّ النظام يحضر لضربات جوية على المدينة، نزح معظم جيراني أيضا، أما من بقي فقد حزم حقائبه استعدادا للنزوح مع بداية أي عملية عسكرية على المدينة، الأمور بخير حتى الآن، لكننا لا نريد لمدينتنا أن تصبح مدمرة كحلب أو تقع بيد داعش".

وأشارت الإعلامية زينة أرحيم عبر وسائل التواصل، إلى أنّ "العائلات المسيحية المتواجدة في المدينة لا تزال في منازلها، وأن هناك حواجز للحر في أحيائهم لحمايتهم من أي اعتداءات محتملة"، ولفتت إلى التدفق الكبير لمقاتلين أجانب إلى داخل المدينة.

إلى ذلك، قامت قوات النظام قبيل انسحابها بقطع الاتصالات وخدمة الإنترنت عن كامل المدينة، ما تسبب في قطع أخبار أهالي المدينة عن ذويهم خارجها، يقول أحمد سفلو من تركيا "لم أعرف أي شيء عن عائلتي منذ أيام، يتملكني القلق على مصيرهم".

اقرأ أيضاً:
المعارضة في إدلب تمشط المدينة تمهيداً لمعركة الحسم بالمسطومة
هواجس إدارة إدلب: سيناريو الرقة هل يتكرر؟