وصلت الدفعة الأولى من مهجري محافظة درعا جنوب سورية وعددهم 430 مهجراً، قادمين
ونقلت 14 حافلة و5 سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري، 430 مهجّراً في وقت متأخر أمس، إلى إدلب عبر معبر قلعة المضيق شمال حماة، الفاصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة قوى المعارضة السورية.
هدى المحاميد (50عاماً) من ضمن النازحين الذين قدموا لإدلب في حافلات التهجير، تحدثت لـ "العربي الجديد" عن الظروف الصعبة التي عاشتها وعائلتها تحت قصف وغارات النظام السوري على مدينتها بصرى الشام في الريف الشرقي لدرعا. وقالت: "قبل شهر تقريباً بدأ الهجوم العسكري لقوات النظام على درعا، بغارات الطائرات والقصف مستهدفين البشر والحجر، وتهجرنا من مدينتي بصرى لعدة مناطق أخرى في المحافظة بحثاً عن الأمان، وانتهى بنا المطاف إلى خروجي مع زوجي المقاتل في الجيش الحرّ نحو إدلب، لأن زوجي رفض أن يسلم سلاحه ويستسلم لقوات الأسد".
وعن مجريات رحلة تهجيرهم من درعا إلى الشمال مروراً بمناطق سيطرة النظام ومناصريه، قالت المحاميد: "بالمجمل كانت الرحلة هادئة نسبياً، ولم نتعرض لمضايقات إلا أثناء مرورنا ببعض القرى الموالية في محافظة حمص، حيث ألقت بعض النسوة والشباب الحجارة على الباص الذي ينقلنا، ورفعوا بوجهنا صورة رئيسهم بشار الأسد الذي قتل أطفالنا وشردنا بعيداً عن ديارنا".
الفرق التطوعية ودورها
كان باستقبال الدفعة الأولى مجموعة من منظمات المجتمع المدني والفرق التطوعية التي تبذل جهوداً كبيرة في مساعدة المهجرين، وإعادة توزيعهم على البلدات والقرى والمخيمات، في ظل أزمة سكن كبيرة باتت تشهدها مناطق الشمال بعد الأعداد الضخمة التي توافدت عليها إثر عمليات التهجير المستمرة التي يقوم بها النظام السوري.
وعن بعض ما تقوم به هذه الفرق، تحدث محمد أحد متطوعي فريق "بنفسج"، لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنهم مستنفرون على مدار الأسبوع لاستقبال النازحين في ظل تهجير يكون غالباً مفاجئاً وعلى عجل تبعاً للتطورات العسكرية. وتابع "نحاول بذل أقصى طاقتنا، فالقادمون يكونون بحالة نفسية سيئة، وهم بحاجة لأن يجدوا باستقبالهم من هو مهتم بهم، نقدم لهم المياه ووجبات الطعام، ثم ننقلهم بمساعدة الفرق والجهات المهتمة الأخرى إلى المخيمات التي لدينا تنسيق معها، وأيضاً إلى المدن والبلدات التي يتواجد فيها عدد من البيوت غير المأهولة".
وأضاف محمد "أكثر ما يؤثر فينا عند استقبال المهجرين، هي نظرات كبار السن القادمين إلى مكان يعتبرونه مجهولاً بالنسبة لهم، تشعر بهم كأنهم شجرة زيتون معمرة اقتلعت من شروشها (جذورها) لتزرع في أرض أخرى، تفاصيل وجوههم ونظراتهم توحي لك بكثير من قصص القهر".
— ™ Omar Alhariri (@Omar_Hariri_Dr) ١٥ يوليو ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
بيوت إدلب مفتوحة للمهجرين
رغم الأعداد الكبيرة من المهجرين نحو مدينة إدلب والذين تجاوز عددهم المليون ونصف المليون نسمة من مختلف المناطق السورية، لا يزال سكان مدينة إدلب يستقبلون المزيد من الهاربين من بطش قوات الأسد.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) ١٦ يوليو ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
مروان الهاشم، أحد سكان مدينة جرجناز في إدلب، تحدث لـ "العربي الجديد" عن انتظاره الطويل عند معبر قلعة المضيق لعائلة صديق له قادمة من درعا مع المهجرين، وقال: "أنا انتظر هنا في المعبر منذ أربع ساعات، أحد أصدقائي من درعا ضمن قافلة المهجرين، هو من الثوار الأوائل، ومعه أسرته المؤلفة من زوجته وستة أولاد". وأضاف الهاشم "أنا وكثيرون من أهالي إدلب هنا بانتظار القادمين، لاستضافتهم، فهم أخوتنا المظلومون، هُجّروا من ديارهم بغير ذنب، وبيوتنا في إدلب ستبقى مفتوحة لكل السوريين".
ونشر منسقو الاستجابة في الشمال على صفحتهم الرسمية على موقع "فيسبوك"، بياناً وضّحوا فيه أن عدد مهجري القافلة الأولى القادمة من درعا وصل إلى 430 مهجراً بينهم 140 طفلاً و77 امرأة تم توزيعهم على بلدات جرجناز، وأريحا، وتفتناز بالإضافة إلى مخيمات ساعد وميزناز.