وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع، وطلقات الخرطوش، في محاولة لتفريق الأهالي الغاضبين، وهو ما أثار موجة واسعة من التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما مع دعوات التظاهر التي أطلقها ناشطون عبر هاشتاغ "#كفاية_بقى_ياسيسي"، رداً على وقائع الفساد التي طاولت مؤسسات الحكم أخيراً.
وزعمت محافظة القاهرة، في بيان، أنه تم توفير أماكن بديلة لأصحاب هذه المقابر بمدينة 15 مايو، جنوبي القاهرة، والتأكيد عليهم بنقل رفات أسرهم بمعرفتهم بواسطة سيارات إسعاف قبل البدء في أعمال الهدم.
وتواصل حكومة السيسي عمليات تهجير الأهالي البسطاء من المنطقة المعروفة بـ"القاهرة التاريخية"، والتي تضم أحياء الفسطاط والقطائع والقاهرة الفاطمية، بحجة تطويرها كمقصد سياحي عالمي، وإقامة منطقة مطاعم، وأماكن لانتظار السيارات، بعد إزالة كافة المناطق "العشوائية" المحيطة بها.
وحسب التصريحات الرسمية؛ تبلغ مساحات المناطق العشوائية المقرر إزالتها؛ عين الصيرة (1.8 فدان)، وعين الحياة (3.2 فدادين)، وعزبة أبو قرن (57 فداناً)، وأبو السعود (5.5 فدادين)، والمواردي (3.67 فدادين)، وتل العقارب (7.5 فدادين)، وقلعة الكبش (3.6 فدادين)، والحطابة (13.29 فدانا)، وعرب يسار (11.85 فدانا)، ومنطقة المدابغ (83.5 فدانا).
وقال سعيد بدوي، أحد المتضررين في المنطقة، والذي هدمت أحدى المقابر المدفونة فيها والدته، في تصريح خاص، إن الحكومة "لم تراع حرمة الموتى وهدمت المقابر دون نقل الرفات، مما أثار غضب الأهالي الذين اشتبكوا مع قوات الأمن بعد اعتراضهم على ما يحدث".
وأكدت محافظة القاهرة مؤخرا، في بيان لها، هدم 53 جبانة "مقبرة" بعد التفاوض مع أصحابها، ونقل رفات موتاهم بمقابر عين الصيرة تمهيدا لنقلها لمدينة 15 مايو، كما تم نقل السكان إلى أماكن بديلة بمدينة 6 أكتوبر.
وتستهدف الحكومة تحويل منطقة عين الصيرة، وهي منطقة شعبية، إلى مزار سياحي، وإنشاء مطاعم وبازارات فيما تسميه خطة تطوير منطقة عين الصيرة.
ويقول سيد عيسى إنه اعتاد زيارة مقبرة جدته في تلك المنطقة إلى أن جاءت الحكومة وأزالت المقابر، وهو ما استفزهم، حيث حددت الحكومة إزالة 56 مقبرة كمرحلة أولى لتنفيذ مشروع التطوير، وأخبرتهم أنه سيتم نقل رفات الموتى بمعرفتهم بواسطة سيارات إسعاف قبل البدء في أعمال الهدم، و"هو ما لم يحدث، حيث انتهكت الحكومة حرمة موتانا، وتركت رفاتهم وجثثهم في عرض الطريق للكلاب تنهشها"، حسب تعبيره مشيراً إلى أن قوات الشرطة ألقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى حدوث إصابات واختناقات بين الأهالي.
وقال حامد إبراهيم، في تصريح خاص، إن الحكومة تستهدف إنشاء كوبري يربط منطقة متحف الحضارات بطريق الأوتوستراد والطريق الدائري، مشيراً إلى أن الهدم سيشمل أيضا مقابر طريق الخيالة والإمام الليثي والإمام الشافعي، لافتاً إلى أن المنطقة بها 270 أسرة، وتستهدف الحكومة نقلهم إلى مشروع الأسمرات 3 ضمن خطتها.
وتشغل مقابر عين الصيرة مساحة 2019 فدانا، وتشمل خطة التطوير الحكومية إنشاء 6 كباري ضمن تطوير المتحف القومي للحضارة المصرية بتكلفة مليار جنيه.