أهالي "جسر الشغور" يعيشون النزوح الثالث

26 نوفمبر 2015
دمار واسع من القصف الروسي (الأناضول)
+ الخط -
للمرة الثالثة، حمل أبو مصطفى وزوجته ما تيسّر لهما حمله بأيديهما، أقفلا باب منزلهما، غادرا مدينتهما المنكوبة على عجل، باحثين عن سيارة تقلهما إلى مكان نزوح جديد.

"إنهم يقصفوننا من جديد. عدت إلى منزلي قبل عشرة أيام فقط، رمّمته بيديّ، أصلحت الأخشاب وأعدت تركيب النوافذ المتطايرة. لم أجد عمال بناء. كنت آمل أنني سأقضي هذا الشتاء فيه بأمان. لا أعرف ما سيحل به الآن"، يقول أبو مصطفى.

وكان أبو مصطفى وكثيرين غيره قرروا بعد أشهر من سيطرة المعارضة على مدينة "جسر الشغور"، الرجوع إلى منازلهم وإصلاح الأضرار، يقول "شعرنا أن القصف على المدينة قد هدأ منذ فترة، وكنا قد استُنزفنا دفع إيجارات في مكان آخر. نفدت أموالنا ونحن الآن بلا عمل، لذا قررنا الرجوع. وجدنا الأبنية مدمرة، فرحت لأن منزلي تعرّض للشظايا ولم يصب مباشرة، لكن إقامتنا لم تطل".

كانت مدينة جسر الشغور، في ريف إدلب، تعرضت صباح أمس، لقصف مكثّف من قبل القوات الجوية الروسية، وراجمات الصواريخ التابعة لقوات النظام في مناطق قريبة، ما تسبب بموجة نزوح جديدة لأهالي المدينة إلى القرى والأرياف المحيطة.
وقبلها، شهدت المدينة موجتي نزوح سابقتين، أولاها في 2011، حيث نزحت حينها مئات العائلات تخوفاً من اقتحام عسكري للمدينة من قبل الجيش السوري، إثر اندلاع أولى الاشتباكات المسلحة بين المعارضين والنظام، وكثير من العائلات عادت لمنازلها بعد استقرار نسبي للأوضاع الأمنية.

أما موجة النزوح الثانية فكانت في نهاية أبريل/ نيسان من العام الحالي، بسبب القصف المكثف الذي تعرضت له المدينة بعد وقوعها في أيدي الفصائل المعارضة.

من جهتها، تقول دلال، وهي نازحة من جسر الشغور: "نزحنا صباح اليوم إلى قرية مجاورة. لم نحتمل البقاء تحت القصف. تحولت مدينتنا إلى جحيم. لامنا كثيرون لأننا عدنا لمنازلنا منذ فترة رغم الخطر، لكننا لم نكن نملك خياراً آخر. إننا نخاف بالطبع، لكننا أصبحنا فقراء. الفقر يعني أن عليك أن تقبل الخطر. قصفونا فنزحنا. لديّ أطفال صغار لا أستطيع احتمال إبقائهم تحت البرد في العراء فعدت، ثم عادوا وقصفونا فنزحت من جديد".


اقرأ أيضا:روسيا تقصف ريف إدلب بقنابل فوسفورية