تحتلّ الأهازيج الشعبية مكانة كبيرة في نفوس الحجازيين الذين لم يتوقّفوا عن الاعتناء بها، بعد الطفرة النفطية وما تبعها من تغييرات بنيوية في المملكة العربية السعودية.
تحفل المدينة المنوَّرة وجدَّة ومكَّة المكرَّمة وينبع والطائف، بأهازيج غنيّة تشكِّل وعاء العادات المتوارثة جيلاً بعد جيل، وهي أحد أوجه التعبير عن الفرح والتكاتف والعودة إلى الجذور في المناسبات السعيدة الكثيرة في منطقة الحجاز.
والأهازيج الشعبيَّة الحجازيَّة نابعة من قلب الاجتماع الثقافي التقليدي القديم، الذي صاغ كلماتها وألحانها وإيقاعاتها، لتصدح بها حناجر المنشدين كشكل من أشكال التعبير عن مساءات السرور وحكايات الأفراح. وقد تخصصَّت فرق شعبيَّة عديدة في أداء تلك الأهازيج المتنوّعة، وعلى رأسها "المجرور" و"الدانة". وتختلف الأهازيج من مدينة حجازيَّة إلى أخرى، في الإيقاع والأداء، رغم أنَّها تشترك في كثير من السمات الفنيَّة والقوالب الرئيسية للأهزوجة. وتعدُّ الفرق الشعبيَّة التي تؤدي الأهازيج الفلكلوريَّة الحجازية هي الحاضن الرئيسي لهذا التراث النابض.
والأهازيج الشعبيَّة الحجازيَّة، بشكل عام، والمدينيَّة بشكل خاص، تشكّل موروثاً مهمّاً في معناه وقيمته، وهي وثيقة تراثيَّة حيَّة وناطقة، خاصة في الأعياد، حين يؤدي المؤدّون أهازيج "سيدي شاهن يا شربيت"، وأهزوجة "جابوه ما جابوه"، التي تترافق مع رقصات وفنون مثل "المزمار" و"العجل"، و"الخبيتي"، وغيرها.
ولم تبقَ الأهازيج الحجازيَّة في قوالب ثابتة، فقد تطوّرت على أيدي الجيل اللاحق. ولا تزال أهزوجة فن "الخبيتي" تتردَّد بين جمهور أعرض، بعدما تحوَّلت إلى أغنية مشهورة، مطلعها "لا لا يا لخيزرانة.. في الهوى ميلوكي... لا لا وان ميلوكي.. مالت الروح معاكي".
تتنوّع الأهازيج الحجازية بين المجرور والمجس والينبعاوي ويماني الكف.
أما "المجرور"، فهو رقصة حجازيَّة تصاحبها الأغنية، وهو فنٌّ فلكلوري اشتهرت به مدن الحجاز، خاصّة الطائف، وتصحب آلات الطبلة والطار الراقصين في الرقص. وفي هذه الرقصة يقف فريقان متقابلان ومتناظران من الراقصين. ويبدأ أحد الفريقين بالغناء، وغالباً ما يكون من الغناء الموروث، والفريق الآخر يستمع ما عدا التوقيع على "الطيران"، وهو أشبه بالرق، الذي يخرج صوت إيقاعاته بشكل مشترك من الفريقين المتواجهين. وبعد ذلك يرفع الفريق الآخر الكلمات الشعريَّة التي بدأ بها الفريق الأول ليكملها. والمجرور فنٌّ أُغرم به فنانون كبار زاولوه وغنّوه وقلّدوه، مثل الفنان طلال مداح، الذي غنى هذا اللون في أغنياته: "يا ساجعات الحمام" و"عشقته ولا لي في المقادير حيلة"، و"يا طير يا للي ورا الطائف".
أما "المجسّ"، فهو فن الموال الحجازي الأصيل، وينتشر في مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة وجدَّة، وهو لون تراثي عريق. ويُغنّى من بيتين أو أربعة أو سبعة أبيات، ويختص بالمدائح النبويَّة.
و"الينبعاوي"، وهو الغناء الساحلي الشعبي لأهالي ينبع الساحلية في منطقة المدينة المنوَّرة، وقد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأغاني البحر وأهازيجه، ويشتهر بأداء ألوانه على آلة السمسميَّة الحجازيَّة. وهو لون شبيه بالألوان الشعبيَّة لمدينة جدَّة والساحل المصري، ويتخلّله "الموَّال الينبعاوي"، وله خصائص مختلفة عن الموَّال المصري، ومغاير لقوالب الموَّال الحجازي أيضاً، وهناك الكثير من أغاني فريد الاطرش وأم كلثوم، تُغنى بألحان ينبعاويَّة.
أما "يماني الكف"، فقد ظهر في مكّة المكرّمة ثم شاع في الطائف والبادية، وهو عبارة عن غناء جماعي مع التوقيع بأكفّ اليدين. وسبب التسمية يعود لمبتكر اللون، وهو شاب صغير من أسرة البيتي بمكة، والتي كانت تقيم في حارة الشبيكة في القرن 12 الميلادي، وكانت ملامح وجهه تشبه ملامح أهل اليمن، فلُقّب بين أقرانه باليماني.
باتت هذه الأهازيج مرافقة للمهرجانات والفعاليات السعودية المختلفة، وعنصر جذب سياحي. وهي جذبت الشباب إلى منافسة واضحة مع الألحان الحديثة والغناء والطرب الجديدين، فأصبح شعراء العرضة والمحاورة نجوماً يتداول الشباب تسجيلاتهم وأشهر مساجلاتهم وقصائدهم. وقد استغل هواة تلك الفنون جميع التقنيات الحديثة من أجل تقديم الفنون الشعبية في قالب جميل يرضي الأذواق.
والأهازيج الشعبيَّة الحجازيَّة نابعة من قلب الاجتماع الثقافي التقليدي القديم، الذي صاغ كلماتها وألحانها وإيقاعاتها، لتصدح بها حناجر المنشدين كشكل من أشكال التعبير عن مساءات السرور وحكايات الأفراح. وقد تخصصَّت فرق شعبيَّة عديدة في أداء تلك الأهازيج المتنوّعة، وعلى رأسها "المجرور" و"الدانة". وتختلف الأهازيج من مدينة حجازيَّة إلى أخرى، في الإيقاع والأداء، رغم أنَّها تشترك في كثير من السمات الفنيَّة والقوالب الرئيسية للأهزوجة. وتعدُّ الفرق الشعبيَّة التي تؤدي الأهازيج الفلكلوريَّة الحجازية هي الحاضن الرئيسي لهذا التراث النابض.
والأهازيج الشعبيَّة الحجازيَّة، بشكل عام، والمدينيَّة بشكل خاص، تشكّل موروثاً مهمّاً في معناه وقيمته، وهي وثيقة تراثيَّة حيَّة وناطقة، خاصة في الأعياد، حين يؤدي المؤدّون أهازيج "سيدي شاهن يا شربيت"، وأهزوجة "جابوه ما جابوه"، التي تترافق مع رقصات وفنون مثل "المزمار" و"العجل"، و"الخبيتي"، وغيرها.
ولم تبقَ الأهازيج الحجازيَّة في قوالب ثابتة، فقد تطوّرت على أيدي الجيل اللاحق. ولا تزال أهزوجة فن "الخبيتي" تتردَّد بين جمهور أعرض، بعدما تحوَّلت إلى أغنية مشهورة، مطلعها "لا لا يا لخيزرانة.. في الهوى ميلوكي... لا لا وان ميلوكي.. مالت الروح معاكي".
تتنوّع الأهازيج الحجازية بين المجرور والمجس والينبعاوي ويماني الكف.
أما "المجرور"، فهو رقصة حجازيَّة تصاحبها الأغنية، وهو فنٌّ فلكلوري اشتهرت به مدن الحجاز، خاصّة الطائف، وتصحب آلات الطبلة والطار الراقصين في الرقص. وفي هذه الرقصة يقف فريقان متقابلان ومتناظران من الراقصين. ويبدأ أحد الفريقين بالغناء، وغالباً ما يكون من الغناء الموروث، والفريق الآخر يستمع ما عدا التوقيع على "الطيران"، وهو أشبه بالرق، الذي يخرج صوت إيقاعاته بشكل مشترك من الفريقين المتواجهين. وبعد ذلك يرفع الفريق الآخر الكلمات الشعريَّة التي بدأ بها الفريق الأول ليكملها. والمجرور فنٌّ أُغرم به فنانون كبار زاولوه وغنّوه وقلّدوه، مثل الفنان طلال مداح، الذي غنى هذا اللون في أغنياته: "يا ساجعات الحمام" و"عشقته ولا لي في المقادير حيلة"، و"يا طير يا للي ورا الطائف".
أما "المجسّ"، فهو فن الموال الحجازي الأصيل، وينتشر في مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة وجدَّة، وهو لون تراثي عريق. ويُغنّى من بيتين أو أربعة أو سبعة أبيات، ويختص بالمدائح النبويَّة.
و"الينبعاوي"، وهو الغناء الساحلي الشعبي لأهالي ينبع الساحلية في منطقة المدينة المنوَّرة، وقد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأغاني البحر وأهازيجه، ويشتهر بأداء ألوانه على آلة السمسميَّة الحجازيَّة. وهو لون شبيه بالألوان الشعبيَّة لمدينة جدَّة والساحل المصري، ويتخلّله "الموَّال الينبعاوي"، وله خصائص مختلفة عن الموَّال المصري، ومغاير لقوالب الموَّال الحجازي أيضاً، وهناك الكثير من أغاني فريد الاطرش وأم كلثوم، تُغنى بألحان ينبعاويَّة.
أما "يماني الكف"، فقد ظهر في مكّة المكرّمة ثم شاع في الطائف والبادية، وهو عبارة عن غناء جماعي مع التوقيع بأكفّ اليدين. وسبب التسمية يعود لمبتكر اللون، وهو شاب صغير من أسرة البيتي بمكة، والتي كانت تقيم في حارة الشبيكة في القرن 12 الميلادي، وكانت ملامح وجهه تشبه ملامح أهل اليمن، فلُقّب بين أقرانه باليماني.
باتت هذه الأهازيج مرافقة للمهرجانات والفعاليات السعودية المختلفة، وعنصر جذب سياحي. وهي جذبت الشباب إلى منافسة واضحة مع الألحان الحديثة والغناء والطرب الجديدين، فأصبح شعراء العرضة والمحاورة نجوماً يتداول الشباب تسجيلاتهم وأشهر مساجلاتهم وقصائدهم. وقد استغل هواة تلك الفنون جميع التقنيات الحديثة من أجل تقديم الفنون الشعبية في قالب جميل يرضي الأذواق.