أنقرة ماضية في "درع الفرات" لحين "زوال التهديدات"

31 اغسطس 2016
أنقرة تسعى لإزالة التهديدات أولاً (شيم اوزيل/ الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من إحراز الفصائل المنضوية ضمن عملية "درع الفرات" تقدما واسعا في ريف  جرابلس الجنوبي، خلال الأيام السبعة الأولى من انطلاق العملية بدعم جوي ومدفعي تركي، إلا أن وتيرة المعارك بدت أقل زخماً خلال الساعات الماضية، مع هدوءٍ يسود تلك الجبهات صباح اليوم الأربعاء، وسط حديثٍ أميركي نفته أنقرة، عن التوصل إلى اتفاق على وقف القتال بين فصائل الجيش الحر ومقاتلين أكراد.


وأكدت مصادر "العربي الجديد" في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، أن "جبهات القتال تشهد هدوءاً حذراً منذ ساعات فجر اليوم"، متحدثة عن "سقوط جرحى من الجيش السوري الحر يوم أمس، باشتباكات مع داعش الذي صد هجوماً نحو مناطقه قرب قرية الكلية غربي جرابلس".

إلى ذلك، قال مصدرٌ عسكري بالمعارضة السورية المسلحة المشاركة في معارك تلك الجبهات لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك ستتجه خلال الفترة المقبلة إلى الجبهات الواقعة إلى الغرب من جرابلس"، أي نحو مدينة الراعي التي تبعد عن جرابلس نحو 55 كيلومتراً.

وكان تنظيم "داعش" يسيطر على المدينتين وما بينهما، قبل أن تنتزع المعارضة السورية السيطرة على الراعي وجرابلس، وتقلص المسافة التي تفصل بينهما، إذ تسعى لربط مناطق سيطرتها الجديدة بين المدينتين على طول الشريط الحدودي مع تركيا.



وسيطرت فصائل الجيش السوري الحر المنضوية في المعارك المدعومة تركياً، خلال الأسبوع المنقضي من المعارك، على نحو أربعين قرية بريفي جرابلس الجنوبي والجنوبي الغربي، كانت معظمها خاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" التي تتشكل بشكل رئيسي من مقاتلين أكراد. وكانت باقي المناطق التي بسطت المعارضة السورية نفوذها عليها خاضعة لسيطرة "داعش".

سياسياً، أكد رئيس الحكومة التركي بن علي يلدريم ظهر اليوم، عزم بلاده على المضي قدماً في "العملية العسكرية التركية شمالي سورية"، قائلاً إنها "ستستمر لحين زوال جميع التهديدات". وكانت أنقرة نفت قبولها باتفاقٍ، يفضي إلى وقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد، وهو ما كانت واشنطن تحدثت عنه أمس، رغم إشارة الأخيرة إلى أنه ما زال "غير رسمي".

كما نقلت وكالة "الأناضول" صباح اليوم، عن وزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جيلك قوله، إن بلاده تعتبر وجود مقاتلين أكراد غربي نهر الفرات غير مقبول، مضيفاً أن "حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية وتركيا دولة ذات سيادة لا يمكن أن تعقد هذا الاتفاق" الذي كان ورد ذكره أمس على لسان المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى، الكولونيل جون توماس.

كما أن جيلك نفى أي اتفاق وقف إطلاق نار، موجهاً انتقادات شديدة لتصريحات بعض المسؤولين الأوروبيين فيما يخص تركيا. وقال جيلك "نحن لا نقبل بأي حال من الأحوال أن يتم الحديث عن التوصل لتسوية أو وقف إطلاق نار بين تركيا والعناصر الكردية"، مضيفاً أنّ "الجمهورية التركية هي دولة شرعية ذات سيادة، ولا يمكن أبداً رسم خط من المساواة بين تنظيم إرهابي وتركيا".

وكان توماس قد قال أمس، إنه "خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيداً على أن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار في ما بينها، وستركز على تهديد داعش". وأضاف أن "هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الأقل، ونأمل في أن يترسخ"، مضيفاً أن الأتراك وقوات سورية الديمقراطية فتحوا اتصالات مع الولايات المتحدة وبين بعضهم البعض بهدف وقف الأعمال القتالية".

ورداً على تصريحات المفوض الأوروبي للمجتمع والاقتصاد الرقمي، غوينتر أوتينغر، التي أكد خلالها أن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ستكون أمراً تتم مناقشته بعد تقاعد أردوغان، اعتبر جيلك تصريحات المفوض الأوروبي "تمييزاً عنصرياً ثقافياً".

وفي تعليقه على بيان وزير الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، بعد المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو/تموز الماضي، قال جيلك:" لقد تم توجيه الأسلحة إلى رؤوسنا بينما يدعون الأحزاب إلى الهدوء، لم يساندونا، كيف يطلبون منها الهدوء تجاه من كان ينوي قتلنا".

المساهمون