لا يبدو أنّ أنقرة مقتنعة بما سمّاه مسؤولٌ تركيٌّ بـ "التذاكي الروسي"، في نفي إقامة موسكو قاعدة عسكرية روسية في منطقة عفرين، التابعة لمحافظة حلب السورية، والخاضعة لسيطرة قوات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني).
وأكد المسؤول التركي لـ"العربي الجديد"، أن "المخابرات التركية علمت بالتحركات الروسية في وقتٍ سابق، ولكنها لم تُبلّغ سابقاً من قبل موسكو بالأمر"، قائلاً "حصلنا في وقت سابق على معلومات تفيد بوجود اتصالات مكثفة، بين كل من حزب "الاتحاد الديمقراطي" وموسكو. ومن ثم علمنا من مصادر مخابراتية بتحرك قافلة عسكرية روسية، مكونة من أربع عربات عسكرية، من مدينة حلب عبر مناطق سيطرة "الاتحاد الديمقراطي"، حول مطار منغ قرب اعزاز نحو منطقة عفرين".
وأضاف "نعلم تماماً بأن موسكو لا تحتاج لبناء مركز في عفرين لمراقبة الهدنة، لأن قاعدتها في مطار حميميم في مدينة اللاذقية السورية، قادرة على القيام بهذا العمل من مكانها، رغم أن المنطقة لا تشهد بالأساس أي اشتباكات".
ويبدو أنّ التحرك الروسي كان رسالة موجّهة لأنقرة، بأن موسكو ملتزمة بحماية المناطق التي سيطر عليها "الاتحاد الديمقراطي"، بدعمٍ من الطيران الروسي، ولقطع الطريق بشكل نهائي أمام قوات "درع الفرات" من توسيع مناطق نفوذها، خاصة بعد الاتفاق الذي رعته موسكو، بين "قوات سورية الديمقراطية" والنظام السوري، على تسليم مناطق شرق منبج للأخير.
وتزامن التحرك الروسي باتجاه عفرين، مع الحديث عن مبادرة ومفاوضات بين "درع الفرات" و"قوات سورية الديمقراطية" بهدف إخراج الأخيرة من المناطق التي تسيطر عليها، ودخول المعارضة إليها بكامل سلاحها وعتادها العسكري، حيث أشرف على التفاوض بين الطرفين "لواء المعتصم"، وهو أحد الفصائل المعارضة التابعة لبرنامج التدريب، الذي ترعاه وزارة الدفاع الأميركية.
وكان المتحدث باسم مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية ريدور خليل، قد أعلن الإثنين، أن روسيا "بصدد إقامة قاعدة عسكرية في شمال غربي سورية، وتدريب مقاتلي الوحدات"، في حين قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها "لا تعتزم إقامة أي قواعد عسكرية جديدة في سورية".
وأضافت أن "فرعاً "لمركز المصالحة" الذي يتفاوض على هدنات محلية، بين الأطراف المتحاربة في سورية يتواجد في محافظة حلب، قرب عفرين".