وبعد ساعات على الاقتحام، ذكر شاهد من "رويترز" أن عضوين بجماعة مسلحة عراقية أصيبا خارج السفارة بعد إطلاق قنابل صوت من داخل مجمع السفارة فيما يبدو، لتفريق المحتجين. وقال الشاهد إن الدماء شوهدت على وجه أحدهما وعلى بطن الثاني بينما نقلهما زملاؤهما بعيدا عن المكان.
وأطلق حراس الأمن داخل السفارة قنابل صوت على المحتجين خارج بوابة المجمع، وسمع مراسلون من "رويترز" دويا قويا أربع مرات. وقال مسؤولان عراقيان إنه تم اليوم إجلاء السفير الأميركي وموظفين آخرين من السفارة لتأمينهم.
ولم يكشف المسؤولان اللذان يعملان في وزارة الخارجية العراقية عن وقت مغادرة السفير الأميركي والموظفين الآخرين، لكنهما أضافا أن عددا قليلا من العاملين القائمين على حماية السفارة بقوا فيها.
ورشق محتجون البوابة بالحجارة بينما هتف آخرون "كلا.. كلا أميركا!... كلا.. كلا ترامب". وانتشرت القوات العراقية الخاصة حول البوابة الرئيسية لمنع المحتجين من دخول السفارة.
كما انتشرت قوات عراقية متخصصة في مكافحة الإرهاب، دربتها وجهزتها الولايات المتحدة، لتعزيز هذه الوحدات. وبعد ساعات قليلة من بدء الاحتجاج أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع خارج السفارة الأميركية لتفريق المحتجين.
وفي وقت سابق، قال مراسل "العربي الجديد"، إن أنصار المليشيا تجمعوا بالمئات عند بوابة السفارة ومحيطها الخارجي، فيما أطلقت صفارات الإنذار من داخل السفارة. ونقل عن مسؤول أمني عراقي قوله إن أنصار المليشيا اعتدوا على "اللواء 56"، المكلف بحماية المنطقة الخضراء، خلال محاولتهم منع الدخول إلى الشارع الذي توجد فيه السفارة الأميركية.
وأكد المسؤول ذاته أن أنصار المليشيا قاموا بتحطيم كاميرات المراقبة والزجاج الخارجي لمبنى الاستعلامات التابع للسفارة. وكتب أنصار المليشيات عبارة "مغلق بأمر الشعب" على جدار السفارة، في محاكاة للعبارة التي دونها المتظاهرون في كربلاء والنجف على القنصليتين الإيرانيتين هناك. وجاء احتشاد أنصار المليشيا بعد تشييع لعدد من قتلى الغارة الأميركية، أمس الأول الأحد، جرى في بغداد اليوم الثلاثاء.
ووصل عدد من زعماء المليشيات إلى محيط السفارة الأميركية، في مؤشر على أن التحشيد ضد السفارة كان مرتباً له، ومن أبرزهم المطلوبان على لائحة الإرهاب أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، فضلاً عن زعيم مليشيا "الخراساني" حامد الجزائري، وزعيم مليشيا "بدر" والقيادي بتحالف "الفتح"، هادي العامري.
Facebook Post |
وقال أحد أعضاء مليشيا "كتائب حزب الله"، يُدعى وحيد الناصري، لـ"العربي الجديد"، إنهم سيبدؤون اعتصاماً مفتوحاً مقابل السفارة الأميركية، مؤكداً أنه سيتم نصب خيام مقابل باب السفارة رداً على القصف.
إلى ذلك، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" أن قوات عراقية بدأت عملية لإخراج أنصار المليشيات من داخل حرم السفارة الأميركية، فيما دعاهم رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، إلى الانسحاب فوراً من السفارة. كما وصل وزير الداخلية العراقي، ياسين الياسري، إلى مبنى السفارة وطالب أنصار المليشيات بمغادرة حرمها. يأتي ذلك فيما أعلن بيان لمليشيات "الحشد الشعبي" عن إصابة 20 من أنصارها خلال الاحتجاج أمام السفارة.
وقبل الاقتحام لم يلحظ أي أثر لقوات الأمن العراقية، ولم تبادر إلى إبعاد المتجمعين حولها، غير أن مصادر أكدت لـ"العربي الجديد"، وجود عناصر شركة أمنية أجنبية في مقر السفارة.
Facebook Post |
يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه وكالات أنباء عراقية محلية عن نقل الولايات المتحدة أكثر من 80 موظفاً من موظفي سفارتها ببغداد، إلى أربيل، تحسباً لأي اعتداءات قد تتعرض لها السفارة من قبل عناصر المليشيات الموالية لإيران.
وحذّر المرجع الديني علي السيستاني ومسؤولون وسياسيون عراقيون، من خطورة تحويل العراق إلى ساحة حرب بالنيابة بين واشنطن وإيران، وسط دعوات لأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها بإبعاد شبح الحرب عن البلاد، وإدراك مخاطر جر البلاد نحوها.