أنصار الأسد يحرضون على التركمان انتقاما من أردوغان

01 ابريل 2014
الجيش السوري يقصف بلدة الزارة التركمانية قبل اقتحامها (Getty)
+ الخط -

أصدر مؤيدو نظام الرئيس بشار الأسد في الساحل السوري جملة من النداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون بـ "تهجير وقتل" التركمان السوريين.
ووصف الناشطون الالكترونيون الموالون للأسد، التركمان بأداة "تركيا أردوغان" وأنهم السبب الرئيس في تقدم "الثوار" في معركة "الأنفال" المحتدمة في منطقة الساحل منذ 21 مارس/ آذار الماضي.
تحميل تركمان سوريا الموجودين في باير بوجاق، شمال اللاذقية، مسؤولية هزيمة جيش النظام السوري وتهديدهم، دفع "الكتلة الوطنية التركمانية" المعارضة للاستنكار ومطالبة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بإصدار بيان يندد بتلك الدعوات.
واستنكرت الكتلة خلال بيان أصدرته أخيراً هذه اللغة العرقية البغيضة، خصوصاً أن النظام السوري "نافق لعقود بحماية الأقليات". وحمّلت "الكتلة التركمانية" نظام الأسد مسؤولية حفظ أمن التركمان في سوريا بشكل عام وفي قرى الساحل السوري على وجه التحديد.
ودعتِ "الكتلة التركمانية" في بيانِها من أسمتهم عقلاءَ الطائفة العلوية إلى أن يبدأ الحل من عندهِم، والدخول في المصالحة الوطنية على حدِ قول البيان، وشددت الكتلة على أن "التُركمان جزءٌ لا يتجزأ من الشعب السوري الأصيل وثورتِه". 
من جهة أخرى، روت الناشطة الصحافية، سلمى إدلبي، لـ "العربي الجديد" قصة الكمين الذي تعرض له مقاتلون تركمان بعد حملة "التهجير والإبادة".
وقالت إدلبي إن "التركمان فقدوا 40 شهيداً وكان لديهم 60 جريحاً، وذلك عبر كمين أعده مقاتلون تابعون لنظام الأسد". كان ذلك على بعد أمتار من خط الدفاع الاول، حيث تقع كتيبة "فرقة الفتح الثاني".


وحول ظروف الكمين قالت إدلبي، وهي تغطي معركة الساحل، حالياً "لم يتسن لنا الوصول لموقع كتيبة الفتح، لكن من نجا قال لنا بأنهم فوجئوا بالتفاف عناصر النظام عليهم، من طرق من المفترض ان تكون قد قطعت، لمنع قوات النظام من التقدم لكنها في الحقيقة لم تقطع. وإن كمية السلاح لم تكن كافية بحوزتهم".
وأضافت إدلبي أنه ينتشر الخوف الآن، بعد تقدم الثوار من استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، لكن طبيعة المنطقة الحرجية تبدد بعض تلك المخاوف.
واسترجعت إدلبي، وهي مرافقة لمعارك "الثوار في الساحل"، ما جرى في قرية الزارة الواقعة في الريف الغربي لمدينة حمص في منطقة تلكلخ، ويبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة وهم من التركمان.
فقد توعد مؤيدو الأسد بإحراق القرية وتهديمها فوق رؤوس ساكنيها و"ليزرعوا البطاطا بدلاً منهم" من دون أن يصدر ردود أفعال موازية للجريمة من قبل "الائتلاف" أو حتى من المجتمع الدولي.

وأشارت إدلبي إلى أن الزارة " قرية سنّية بنسبة 100 في المئة، ووضعتها الأقدار بين 72 قرية ينتمي سكانها إلى الطائفة العلوية ويناصرون النظام، ليقتصوا بشكل مستمر من أهلها".

يذكر أنه ومنذ بداية الثورة، تعتدي قوات الدفاع الوطني (الشبيحة) وعناصر من الحزب القومي السوري الاجتماعي بالاشتراك مع اهالي وادي النصارى على قرية الزارة.

ويتزعم جماعة الحزب القومي السوري وزير السياحة السوري في الحكومة السورية، بشر اليازجي. وشن على أهالي الزارة أشرس الهجمات وأعتبرهم "ارهابين وليسوا بسوريين، وبأنهم من مخلفات العثمانيين ولا بد من ابادتهم ليتخلصوا من قذارة تركمان المنطقة الذين لا يمتون لسوريا بأية صلة على الاطلاق"، بحسب ما تروي الناشطة إدلبي.

وكان الجيش السوري قد اقتحم قرية الزارة في الفترة الأخيرة، بعد اتباع سياسة "الأرض المحروقة" عبر قصف جوي ومدفعي ممنهج.

من جهته، قال أمين سر الكتلة التركمانية المعارضة، زياد كنعنان، في تصريحات صحافية إن "التركمان سوريون بامتياز وليسوا أقلية في المجتمع السوري، وإن تهديدات النظام لهم كانت منذ بداية الثورة، حيث قام النظام بإبادة قرى تركمانية بالكامل في محافظة حمص ومنطقة تلكلخ تحديداً، ووجه لهم تهديداً بعدم الوقوف مع الثوار كونهم أتراكاً ولا علاقة لهم بما يجري داخل سوريا".
وأضاف كنعنان أن "حملة طرد التركمان وابادتهم"، لن تثنيهم عن القيام بواجبهم تجاه سوريا.

يذكر أن التُركمان السوريونَ يتوزعون بنسب متفاوتة في المدنِ السورية الكبرى، كحمص، حماه، حلب، دمشق، اللاذقية، وحوض نهر العاصي وبعضِ قرى هضبة الجولان.