أنشطة تهويد الأقصى تتعاظم عشية "الفصح"

23 ابريل 2016
بدء التحضيرات لـ"قداس الأضاحي" اليهودي (إيليا ييفيموفيتش/Getty)
+ الخط -
إن كان ثمة أحد معني بالوقوف على الشوط الذي قطعته المنظمات اليهودية في سعيها لتهويد المسجد الأقصى، فما عليه إلا مراقبة طابع وحجم الأنشطة التي تقوم بها عشية الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، المُصادف اليوم السبت.  
في هذا السياق، أعلنت المنظمات التي تُطلق على نفسها "حركات الهيكل"، التي تدعو وتعمل من أجل إعادة بناء الهيكل على أنقاض الحرم القدسي، أنها ستُنظّم احتفالاً ضخماً يتم فيه الإعلان عن تخريج فوج مما يعرف بـ "سدنة الهيكل" (خدّام الهيكل). وهم "السدنة"، الذين ستُوكل إليهم مهمة "إدارة شؤون الهيكل" بعد تدشينه على أنقاض الأقصى. وهو ما تم منع حصوله.
وبخلاف التعهّدات التي قطعها نتنياهو لكل من ملك الأردن عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، فإن مرجعيات دينية وسياسية صهيونية تستغل قرب حلول عيد الفصح للمزيد من الانتهاكات داخل الحرم. وقد عرض النائب السابق ميخائيل بن آرييه، الذي يدعو بصراحة إلى طرد الفلسطينيين وتدمير الحرم، قبل أيام، صوراً تظهره وهو في الحرم برفقة مجموعة من اليهود في ظل حراسة الشرطة الإسرائيلية.

 

وقد عرض بن آرييه شريط فيديو يظهر فيه وهو يقدم شروحات لمجموعة كانت ترافقه بحثاً عن مكان الهيكل المزعوم، وما يتوجب من أجل إعادة بنائه. وقد جاهر القيادي في حزب الليكود الحاخام يهودا غليك، الذي يُعدّ أكثر المرجعيات الدينية والسياسية اليهودية حماسةً لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، بدعوته اليهود لـ"الاحتشاد لتدنيس الحرم بشكل غير مسبوق عشية العيد".

وفي خطوة وُصفت بـ "الإبداعية" شرع بعض اليهود، ممن يوصفون بـ "نشطاء الهيكل"، بتوظيف التقنيات والتطبيقات التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي، في نقل الحملات التي ينظمها اليهود كل يوم، للمسجد الأقصى ببث حي ومباشر للخارج. 

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أخيراً أن "أحد أبرز نشطاء الهيكل جلعاد هداري، يقوم بتغطية هذه الحملات ببثّ حي ومباشر عبر صفحته على موقع "فيسبوك". ونقلت الصحيفة عن هداري قوله إنه "يحرص أيضاً على توثيق تجاوزات موظفي الأوقاف ضد اليهود". كما رأى أنه "من خلال تأمين البث الحي للحملات، فإنه يشجع المزيد من اليهود على اقتحام الحرم".

ولا يقتصر تنكر نتنياهو لتعهداته لملك الأردن فقط على السماح للعناصر اليهودية المتطرفة بالمضي في انتهاكاتها الحرم، بل هو أبطل أهم إنجاز أشار إليه الأردن في الاتفاق الذي رعاه كيري، المتمثل بالالتزام بعدم السماح لليهود بالصلاة في الحرم.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، أخيراً، إلى أن "اليهود يؤدون الصلوات في الحرم، وتحديداً في محيط قبة الصخرة المشرفة". ومن المظاهر التي تعكس الجدية التي تتعامل بها المنظمات اليهودية في سعيها لتغيير الواقع في الحرم، هو الإعلان عن عقد زواج يهود ويهوديات على الحرم. وقد عرضت منظمة "معهد الهيكل" الأسبوع الماضي، شريط فيديو، يوثّق قيامها بعقد قران عدد من اليهود واليهوديات داخل الحرم.