أندري جيبلينسكي... بطل بولندي جديد

21 ديسمبر 2016
بات جيبلينسكي واجهة للمعارضين (Getty)
+ الخط -
تبدو سيرة رئيس المحكمة الدستورية البولندية، أندري جيبلينسكي، نموذجية بالنسبة لرجل يبلغ الـ67 من العمر. الرجل المولود في تسيخانوف، محامٍ وبروفسور وقاضٍ. عامل في مجال حقوق الإنسان وعضو في منظمة حقوق الإنسان في هلسنكي الفنلندية، ويترأس المحكمة الدستورية منذ عام 2010، بعد أن انتسب إليها عام 2007. برز اسم جيبلينسكي في التظاهرات الأخيرة للمعارضة، مع تجمّع المتظاهرين يوم الأحد أمام مقرّ المحكمة الدستورية للتعبير عن شكرهم له، إذ يعتبرونه "رمزاً لمقاومة سلسلة من القوانين التي تهدف إلى إضعاف المحكمة المكلّفة بمطابقة القوانين للدستور". ومع انتهاء ولاية جيبلينسكي أمس، يُشكّل تعيين خلف له محور مواجهة بين المحكمة نفسها، التي يعارض أغلب قضاتها إصلاحات حزب "القانون والعدالة" الحاكم من جهة، والبرلمان الذي يعتبر المحكمة أداة بيد المعارضة من جهة أخرى.

وسبق أن بدأت معركة جيبلينسكي مع السلطات، العام الماضي، حين وقّع الرئيس البولندي، أندري دودا، حينها قانوناً مثيراً للجدل يتعلق بالمحكمة الدستورية، على الرغم من المعارضة الداخلية الواسعة وتزايد القلق حياله في الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. وأفادت متحدثة باسم رئيس المفوضية الأوروبية، جان ـ كلود يونكر، في بروكسل، وقتها، بأن "المفوضية تتابع التغييرات الدستورية في بولندا بقلق". وبموجب القانون الذي سرى فوراً، يتعين على المحكمة الموافقة على الأحكام بغالبية الثلثين وليس بالغالبية البسيطة كما كانت الحال عليه، كما يجب أن يحضر 13 من 15 قاضياً هم أعضاؤها لبت القضايا المستعصية، في حين نصّ القانون السابق على وجوب وجود 9 فقط.

وينص القانون أيضاً على فترات انتظار إلزامية تتراوح بين 3 و6 أشهر من موعد تقديم طلب إصدار حكم وحتى إصداره، علماً بأن هذه الفترة لم تكن تتجاوز أسبوعين. واندلع الخلاف عندما عين الحزب الحاكم 5 قضاة من اختياره في المحكمة عبر اللجوء إلى آلية مثيرة للجدل تلغي تعيينات الحكومة الوسطية السابقة، وذلك لزيادة عدد الأصوات المحافظة في المحكمة. كما سبق للمحكمة الدستورية أن حكمت بـ"عدم دستورية التعديلات التي يتضمنها القانون الذي أقرته الحكومة المحافظة على قواعد عمل المحكمة"، والتي يُقدر المعارضون وقضاة المحكمة ذاتها بأنها تشلّ تقريباً قدرة هذه الهيئة الدستورية على أداء واجباتها، وذلك في مارس/آذار الماضي. ويبدو جيبلينسكي مرشحاً لأداء دور كبير في المرحلة المقبلة، كواجهة تجمع كل معارضي السلطة، في نسخة مكررة عن زعيم حركة "التضامن" في الثمانينيات، ليش فاليسا.




دلالات
المساهمون