أنت لم تسأل لكنني أجيب (الموسم الخامس)

02 مايو 2019
+ الخط -
أواصل الإجابة على الأسئلة التي تلقيتها من الأعزاء الذين أحبوا لعبة (أنت لم تسأل لكنني أجيب) في مواسمها الأربعة السابقة. أجيب على هذه الأسئلة آملاً في فهم نفسي أكثر، وأتمنى أن تساعدك الأسئلة وإجاباتها على فهم نفسك أكثر، وأن تشجعك على طرح مزيد من الأسئلة عليّ وعلى نفسك وعلى من حولك، عملاً بمبدأ "أفشوا السؤال بينكم".

.....

ـ حكايتك المفضلة قبل النوم حين كنت طفلاً؟
حين تكون فرداً في أسرة كثيرة العيال، سيكون آخر ما تسمعه قبل النوم: "خش اتخمد يالله عشان ما تقرفناش بكره في الصحيان".

ـ حركة مميزة تثير دهشة من حولك؟
إذا كنت تقصد قدرتي على تحريك أذنيّ في نفس الوقت الذي أقوم فيه بتلعيب حواجبي، فأنا لست موهوباً في هذه الحركات، لكن ابنتي الكبرى موهوبة في مجال الحركات المدهشة الخاصة بتلعيب الحواجب والآذان والمناخير، أما أنا فحركتي المميزة التي تثير دهشة من حولي، هي قدرتي العالية على التنبؤ بالمصائب.

ـ هل تتذكر أول واجب مدرسي فشلت فيه؟
ذكريات المدارس والتعليم أتفه وأسمج من أن أضيع وقتي ووقتك في تذكرها.

ـ عبارة تعبر عن هدفك في الحياة؟
"وأعرف يا كتاكيت أحكي حواديت".

ـ أكثر ما تقدره في الحياة؟
زمان كنت أقدر الراحة والأنتخة وتضييع الوقت في المباهج، أما الآن فأعتبر أن أعظم شيء في الحياة هو أن تعمل في مجال تحبه.

ـ أفضل وسيلة علاجية للتوتر والقلق؟
الغناء بمنتهى الاندماج مع "بليي ليستك" المفضلة.

ـ أكثر ما تحبه في التجمعات العائلية؟
لحظات الفراق السريعة.

ـ ما هو "إيموجيهك" المفضل؟
أكثر إيموجيهين أستخدمهما هذه الأيام هما على التوالي: الوجه المبتسم أبو قلبين حُمر مكان العينين، يليه الإيموجي الخرائي الشهير، ولا أظنك كإنسان تشاركنا في هذه اللحظة الزمنية بحاجة إلى تفصيل الأسباب.

ـ أحدث أغنية أعجبتك؟
أغنية (هات لنا بالباقي لبان) من غناء وألحان وتوزيع كايروكي وكلمات عطوة، وأغنية (بتوصفني بتكسفني) لأنغام، من كلمات أمير طعيمة وألحان أحمد زعيم وتوزيع توما، وهي أغنية آسرة، وتغري أمثالي من هواة الغناء، ولو أنك لا بد أن تقوم بتحضير أسرتك لهذه اللحظة، لكي يتفهموا مشيك فجأة في الصالة وأنت تغني: "تقولي الليل على شعري بقى بينام، كلام ما سمعتوش عمري ولا في دنيا ولا في أحلام"، كما لا يليق بشحط مثلك.

ـ هل سبق وأصبت بحالة ملل من القراءة؟
سبق وأن أصبت بحالة ملل من الكتابة، لكن لا أتصور أنني يمكن أن أزهق من القراءة، بالعكس اضطرتني ظروف شخصية للابتعاد عن القراءة المنتظمة لفترة، فكادت تزهق روحي.

ـ بماذا تنصح من يصاب بالملل من القراءة؟
أعتقد أن اختيار الكتب الممتعة أكثر من الكتب المهمة يمكن أن يساعد في حل هذه المشكلة واستعادة العلاقة بالقراءة، سبق وأن قدمت في نهاية كتابي (في أحضان الكتب) قائمة بما أتصور أنه الأحلى من الكتب، ثم قدمت في هذه المدونة قائمة بمفضلاتي المئة من الكتب، ربما تجد هذه الاختيارات مفيدة، وربما تزيدك اختياراتي مللاً من القراءة، لا يوجد ضمانات نهائية لأي شيء.

ـ أعظم طبق شوربة شربته في حياتك؟
أنا من عشاق جميع أنواع الشوربة، وأخص بالذكر شوربة العدس بطبعتيها التركية والمصرية، وأعظم مكان شربت فيه طبق شوربة عدس في حياتي، كان مطعماً صغيراً في بولاق أبو العلا أمام سينما رويال، أظن أنهم هدموه الآن، ولا أدري هل كان حقاً يقدم أعظم شوربة عدس في العالم، أم أن إحساسي كان له علاقة بمن كانت تشاركني في احتساء الشوربة.

ـ هل تعتبر أنك حر بشكل كامل؟
لا يمكن أن يدعي الحرية الكاملة شخص يضطر شهرياً لدفع الإيجار والأقساط.

ـ في رأيك من هم أكبر أعداء الكاتب الآن؟
السلطات الغشيمة وأنصارها المنتشون بالقمع، وسلفيو الصوابية السياسية الذين لن يتركوا قضية عادلة إلا وطلّعوا دين أبوها.

ـ ما هو أقرب الحلول الممكنة إذا انشغلت بغير الطريق؟
تذكر حوادث الطرق المميتة التي تنتج عن الانشغال بغير الطريق.

ـ ما الذي يحميك من تضخم الإيجو؟
التفكير في الالتزامات المالية والمسئوليات وتذكر المخاوف الصحية والخوازيق المادية، في الغالب الأعم، لا تجتمع ذات متضخمة مع نفس مهمومة.

ـ لماذا لا تحب ارتداء البدلة والكرافتة؟
سؤال وجيه، كنت أجيب عليه عادة بالقول أن أغلب المناسبات التي ارتديت فيها بدلة، لم تفض إلى نهايات سعيدة، لكن عدم ارتداء البدلة أفضى بي إلى نهايات غير سعيدة أيضاً، لذلك أعتقد أنني لا أحب ارتداء البدلة والكرافتة لأنها لا تشعرني بالراحة، فأشعر أنني أمثل شخصية مختلفة عن شخصيتي التي تحب الرحرحة، ولا تؤمن بفكرة "كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس".

ـ هل ما زلت قادراً على الانبهار بالكتب، وما هو آخر كتاب انبهرت به؟
الاحتفاظ بالقدرة على الانبهار بالكتب والأفلام نعمة أتمنى أن تدوم، صحيح أنها تقل كثيراً مع الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، لكنها لا زالت متاحة مع الكتب، هناك كتب كثيرة أعجبت بها مؤخراً، لكن آخر كتاب انبهرت به هو رواية (1234) للكاتب الأمريكي بول أوستر.

ـ وصفتك المفضلة للمجاملة والإفلات من حرج مواجهة أصدقائك بالحقيقة؟
أفضل وصفة في ظني هي "فقرة الأدعية"، ويمكن تطبيقها كالتالي، يسألك صديقك الذي لا أمل في إقناعه بهجر الكتابة عن رأيك في روايته الرديئة، فتجيب عليه هكذا: "بسم الله ما شاء الله، اللهم صلي على النبي، ربنا يبارك لك، ربنا يزيدك، ربنا يحفظك، ما شاء الله"، شريطة ألا تفرط في حماسك في الدعاء، فتفلت منك أدعية مثل "ربنا يعينك، ربنا يهديك، ربنا يسعدك ويبعدك".

ـ هل تخطط ليومك بشكل مسبق؟
كنت من قبل أخطط لكل أسبوع، وأضع له برنامج عمل محدد، وأحاسب نفسي بعدها على ما حققته وما أضعته، لكني أصبحت الآن أكتفي بوضع خطة عامة للسنة وخطة أكثر تفصيلا لكل شهر من شهور السنة، ولا أجد غضاضة في ترحيل ما لم أحققه من شهر إلى الذي يليه، وأعتقد أن هذا مهم جداً لمن يرغب في الإنجاز، أو من لا يرغب في الإنجاز، لكنه يرغب في التظاهر بأنه يرغب في الإنجاز.

ـ أكثر شخص خفيف الظل عرفته في حياتك؟
كان من حسن حظي أن أعرف الكثير من الظرفاء، أظرفهم على الإطلاق الأعمام والأساتذة: صلاح السعدني وعبد الرحمن الأبنودي وعمار الشريعي وأحمد فؤاد نجم وأحمد زكي، وكان لكل منهم بصمته المتفردة في خفة الظل.

ـ لعبتك الإلكترونية المفضلة؟
أدمنت لعبة Chicken Invaders الشهيرة عندي بلعبة (افشخ الفِراخ) لمدة سنة كاملة، وساعدتني على تخفيف الضغوط الناتجة عن تجربة حياتية سيئة، كنت أيضاً أقضي أوقاتاً طويلة في لعب السوليتير والشطرنج، مع أني لا أعرف قواعد الشطرنج، لكن كنت أحب تحريك أحجاره الإلكترونية، لكنني منذ سنوات عدت لتفضيل لعب المقاهي الواقعي على لعب الفضاء الإلكتروني، وهي هداية أتمناها للجميع.

ـ آخر صورة قمت بالتقاطها؟
صورة فردة شمال من جزمة قديمة ملقاة على الرصيف قرب بيتي، وهي صورة انضمت إلى مئات الصور التي قمت بتصويرها عبر السنين الماضية لقفازات وأحذية وشرابات ونظارات مكسورة ومتعلقات شخصية خلفها أصحابها وراءهم دون سبب واضح، كنت أنوي إقامة معرض لهذه الصور بعنوان (على قارعة الطريق)، وأحكي إلى جوار كل صورة شيئاً ما عن المكان الذي التقطت فيه الصورة، لكني مع الوقت نسيت الكثير من الأماكن التي التقطت فيها الصور، في حين بقيت التواريخ فقط، وبالتالي سأترك فكرة المعرض لحركة التاريخ، فهي أقدر مني على التذكر.

.....

أستقبل المزيد من أسئلتكم إن وجدت على البريد الالكتروني belalfadl@hotmail.com
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.