أنتم
أنتم يا أصدقائي من الضفّة الأخرى!
عبر الطرقات الخالية
تلوّحون ببهرج الأمل القرمزيّ
الّذي سيرقص على قمم فرح
مستقبل ديمقراطي نضج أخيرا!
أفكّر فيكم في شوارع دمشق
متفاديا القنابل والبصاق
باحثا عن مأوى بريء
بين الكتب والنبيذ الملوّن
العلم الأبيض قمصانكم وفساتينكم!
أفكّر فيك يا كاظم من بابل
أفكّر فيك يا سهام من أوسلو
طارق من نابلس
أيمن من الحمّامات
فاتنة من بروكسيل
هالا من باريس...
أنا في رقّة صوتي
حركة تكاد تكون شفّافة كالمطر
أتردّدُ بين الصّوت والمعنى
وأكتشفُ ضفافكم الخضراء
حيث لا يزال للكتابة معنى
أقول للجامعيّ وللمبرّز الباحثين
عن مكان في الشّمس الكاذبة للمنظومة لا تزيدون
في شيء عن هؤلاء المرتقبين للتحرّر
الّذين يحاربون بلكمات حقيقيّة وكلمات حيّة ومُحبّة
ضدّ ليل التطرّف والحروب
أقول لهم خبئوا عنّا نظّارات اختصاصكم!
هي لا تعنينا نُريدُ شعراء حقيقيّين
أشخاصا حقيقيّين يعتنون بالعالم وبالشّعر كما هو
كما أراده رامبو وبروتون
أشخاصا خارقين للعادة كما يوجد ذلك دائما
وأبدا في تلك البقاع البعيدة من العالم حيث دوّت ولا تزال تدوّي المدافع...
■ ■ ■
فلاديمير مايكوفسكي إلى لِيلِي بريكْ
جميلةٌ هي الثورة
لها عيناكِ
لها شفتاك
لها نهداك
لها شَعرك
لها صوتك
لها جنسك
وأنا أدفع بها إلى الأمام
بقدم العملاق
بالصوت العاري
مثل هرقل
وهو ينظّف اسطبلات أوجياس
من البورجوازية الرأسمالية
أنا العملاق
أحرّكُ جبال الأورال
بقوّة العضلات
أجعلُ من نهر الدنيبر وشاحاً لي
بثلوج البيقال
أنا المزارع
ذو الأخلاق الفظّة
أحرثُ أراضي سهول روسيا السمينة
أبني جسوراً على ضفاف بحيرة الموسكوفا
بأغصان شجر القضبان
وصنوبر التايغا
في غرفتي
في شارع لوبيانسكي
أفكّرُ فيكِ
في أحد الأيام سيكون عليك أن تختاري
بينه هو وبيني أنا
بين زوجك وشاعرك
مجتمعنا
متآخ لكن
لن أتمكّن من مشاركة حبّي
طويلاً
مع رجل آخر
أنت تعلمين ذلك
كوني ثورتي
كوني حبّي
بندقيّتي
مصباحي الإعصاري
في شوارع موسكو عندما أمشي في الليل
وأنا فريسة هواجس الشعر
بحق القديس باسيل
أنا مجنون
أنا رجلٌ نقيٌّ
أنا السهوبُ المتوحّشة
أنا دبٌّ
أنا غول
أنا أمواج بحيرة إينيسّاي
أنا عاصفة الثلج في كوليما
أنا كلّ نجوم اللّيل
أطلق عواء ذئب
يصل صوته إلى كامشتكا
أنا متوحّش ذو رأس كبيرة
بقصائدي الصواريخ
بغضبي المستقبلي
الذي يضيء سماء موسكو
أنا مثل زوس شاهراً بَرْقه
مثل محارب سيث
قوزاق يعتلي جواده وشاهراً سيفه المعقوف
أركضُ
أركضُ
أجتاز رؤوساً مقطوعة
في حلبات القتال
من سان بيترسبورغ إلى فلاديفوستوك
كلمتي واسعة كنهر الحبّ
مثل الدون والفولغا
حلمي رحب كربوع سيبيريا
فسيح مثل البلطيق
جميل مثل قصر الشتاء
مدوّ مثل مدافع الفجر
على رصيف ميناء كرونستادت
عال مثل جبال القوقاز
هنا
في هذه الغرفة
في شارع لوبيانسكي
بين كتبي
ومسدّساتي
التي تنتظر
أنتظرك
مثلما أنتظر الثورة
أؤسّس مدناً
حتى في شبه جزيرة القرم
أرفع مسلّات
على الساحة الحمراء
أملأ قارب كارون
لا أخاف الموت
عودي إليّ
أنا بانتظاركِ
سنُسقط حائط المال بلكماتنا وكلماتنا
بحنان حركاتنا بحبّنا جميعاً
الأمميّة الخامسة ستكون غداً
ستكون قريباً
حلمُنا لن ينتهي بهذه السّرعة...
* الترجمة من الفرنسية: أيمن حسن