يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
عدتُ للملعب من جديد، وكنا بحاجة لنقطة واحدة من أجل حسم بطولة الدوري الإيطالي، وكم كان جميلا ذلك الأمر، لقد كنت بعيدا بسبب إيقافي لكن الآن عدتُ وبإمكاني أن ألعب المباراة الحاسمة للقب، لا أقول ذلك بسبب أنها ستكون مباراة سهلة، فلقد كانت الأمور أشبه بحرب بين روما وميلان، فهما مدينتان كبيرتان ضد بعضهما البعض، والأهم هو أنها سوف تكون مباراة هامة لكلا الفريقين، فنحن كنا نقاتل من أجل اللقب وروما من أجل المركز الرابع، من أجل المشاركة في دوري الأبطال، وهذا بدوره يعني الكثير من الأموال ومبيعات الحقوق التلفزيونية.
في روما، توتي هو النجم الأكبر، لعب للنادي منذ أن كان عمرهُ 31 عاما، هو مثل الإله في المدينة، فاز بكأس العالم، لقب الهداف، والحذاء الذهبي، وكل شيء، وعلى الرغم من أنهُ لم يعد شابا، إلا أنهُ كان قد أظهر مستويات عظيمة مؤخرا، لهذا المدرجات كانت مليئة باللافتات الخاصة بتوتي وبروما، لكن أيضا كانت هناك الكثير من اللافتات لميلان ولإبرا؛ فقد كان لدينا مشجعون انتقلوا معنا أملا في الاحتفال بلقب الأسكوديتو، وكانت الألعاب النارية قد انطلقت في المدرجات.
انطلق اللقاء وكنتُ أنا وروبينيو في الهجوم، وكاسانو وباتو في الدكة. بدأنا بشكل جيد، وشعرنا بأن الأمور لن تكون سهلة؛ روما كان قد فاز علينا في السان سيرو، وهذا ما جعلنا نعاني أكثر. بدأنا نلعب هُناك ونتحرك، سنحت لي عدة فرص، حتى روبينيو سدد واصطدمت كرتهُ بالقائم، وبرينس بواتينغ كانت لديه الكرة في موقع أكثر من رائع، لكنه لم يسجل. الدقائق مرت، النتيجة كانت 0-0 والوقت كان يمر ويمر حتى انتهت 90 دقيقة. أصبحنا نعتقد أن الأمر يجب أن يكون واضحا أننا فزنا باللقب لكن كما قيل: اللعـنة على الحكم، لقد أضاف 5 دقائق وقت بدل ضائع خمس دقائق.
استمررنا باللعب، وفي الحقيقة كنت أتمنى نهاية اللقاء أكثر من غالياني. سبع سنوات وقت طويل على ناد مثل الميلان، والآن نحن قريبون جدا من اللقب، وهل تتذكرون؟ لقد وعدت الجميع بأننا سوف نفوز مُجددا.
كان ذلك أول شيء قلتهُ عندما تم تقديمي في السان سيرو، وبالتأكيد، لاعبو كرة القدم بإمكانهم أن يعدوك بكل شيء، بإمكانهم أن يقدموا لك وعودا بجلب القمر وفي النهاية تكون كل وعودهم هُراء. لكن بعضهم، مثل محمد علي كلاي: كانوا يحافظون على وعودهم. وأنا حقا أردت أن أفعل ذلك، أردت أن أتكلم وأن أقدم. كذلك لقد جئت إلى ميلان بكل رغبتي المجنونة بالفوز ولقد أقسمت، وعدت وقاتلت وقدمت كل ما لدي، من أجل الوفاء بوعدي.
أطلق الحكم صافرة النهاية، واقتحم الجميع الملعب، والدخان بدأ يتصاعد، بدأت الأغاني والأهازيج. لقد كان أمرا جميلا وهستيرياً. الأمر كان جنونيا حولي وبشكل كامل، الناس كانوا يمرون بجانبي ويقولون "شكرا زلاتان، فعلت ما وعدت به!".
انتهت الاحتفالات، لكن شيئاً ما حدث لي مُجددا، لم أعد متعلقا بكرة القدم، كانت لدي عائلتي، وكنت قد رفضت اللعب مع المنتخب السويدي، أحببت لارس لاغرباك لكنني لم أنس ما حدث في غوتنبيرغ، ليس من السهل نسيان ذلك. أردت قضاء المزيد من الوقت مع هيلينا والأطفال، لهذا لم ألعب مع المنتخب السويدي لفترة، لكن لابد من أن ذلك تغير مع فترة الصيف التي قضيتها مع برشلونة، لقد كان ذلك ثقيلا جدا علي، حينما شعرت بأنني ذلك الفتى المُختلف، الغير اللائق في ذلك الصيف. العديد من زملائي في برشلونة فازوا بكأس العالم، حينها شعرت بأنني أفتقد اللعب في المنتخب، لكنني لم أكن لأعود فقط بسبب ذلك الأمر فالمنتخب كان يأخذ مني وقتا كبيرا، لم أكن أجلس تقريبا مع أطفالي في المنزل، افتقدت البقاء معهم بشكل كبير.
- لكن في تلك الفترة تمت إقالة لارس لاغرباك، وتعيين إيريك هامرين الذي اتصل بي فورا:
- "مرحبا، أنا مدرب المنتخب الجديد".
- "حسنا، يجب علي قول ذلك مباشرة، ليست لدي أي خطط للعودة إلى المنتخب".
- "ماذا؟".
- "لا أعرف ماذا قيل لك، لابد من أنك تلقيت وعودا كاذبة، لكنني لن أعود للمنتخب".
- "اللعـنة زلاتان، لقد صدمتني بهذا الكلام، لم تكن لدي فكرة".
لكن هامرين كان عنيدا، وأنا أحب هذه النوعيات. بدأ يقنعني: هيا زلاتان، ستكون الأمور رائعة، سنسير بشكل صحيح.. وهكذا استمر في محاولة إقناعي. استقبلتهُ في منزلي في مالمو، حينها أدركت فورا، هذا شخص لطيف وبإمكاننا أن نعمل معاً. لم يكن مدربا سويديا تقليديا. كان جريئاً وبإمكانه أن يتخطى بعض الحدود، وهؤلاء الأشخاص هم الأفضل بنظري. أنا لا أحب الشخص المثالي كما تعلمون. في بعض الأحيان يجب عليك أن تكسر بعض القواعد، حينها بإمكانك أن تتقدم. وهنا أقول: ما الذي حدث مع أولئك الشبان الذين كانوا يتصرفون بمثالية في فريق مالمو للشباب؟ هل قاموا بوضع كتب عن مسيرتهم؟
وافقت في النهاية على طلب هامرين، واتفقنا أن أكون القائد في فريقه. أحببت ذلك وأحببت حتى أن أكون ذلك الشخص الذي سوف يتلقى جميع أنواع الانتقادات. إذا خسرنا من وسائل الإعلام تحمست للأمر، وعندما التقيت باللاعبين في المنتخب، نظرت إليهم، أعتقد أنهم قالوا لأنفسهم: ما هذا بحق الجحيم؟ في العادة، تأتي مجموعة بسيطة من الناس يتابعون تدريبات المنتخب، لكن الآن كان هناك حوالي 6 آلاف مشجع في تجمع بسيط للمنتخب في مالمو، حينها قلت لهم بهدوء: "مرحبا بكم في عالمي".
كانت هناك الكثير من اللافتات والمطبوعات الجنونية التي كانت تتواجد طوال الطريق، كنت قد قلت بعض الهراء عن مالمو طوال السنين، لم أكن أنسى ما فعله كل من هاس بورغ وبراين ماديسون لي، لكن رغم ذلك أنا أحب النادي، ولن أنسى ما حدث عندما وصلنا إلى مالمو في ذلك اليوم، المدينة كلها رحبت بي، شعرت بأنهُ كرنفال، كانت هناك فوضى وحواجز وهستيريا وحشود، الناس كانوا يصرخون ويقفزون عندما يروني.
الكثيرون بقوا هناك لساعات فقط لأخذ لمحة عني، مالمو بأكملها كانت تحتفل، كلهم كانوا بانتظار زلاتان، لقد ركضت داخل الكثير من الملاعب التي كانت تغلي وتمتلئ بالصراخ، لكن هذا أمر خاص، أمر يتعلق بالماضي والحاضر.
ولم يكن ذلك ليتحقق بدون كل أولئك اللاعبين العظماء والمدربين الكبار الذين عملت ولعبت معهم، شعرتُ بالامتنان، هُناك تقع روزينجارد، وهنا يقع ذلك النفق، ومن مسافة بعيدة جدا سمعنا صوت قطار قادم عبر الجسر، أحدهم أشار باتجاهي، بعد ذلك جاءت أمرأة بالحجاب باتجاهي وأرادت أن نأخذ صورة لنا معاً، ابتسمت لها، بدأ الناس يتجمعون حولي، كانت تلك قصة خيالية، عني أنا، زلاتان إبراهيموفيتش.
الكتاب كاملا
أنا زلاتان(1)... غوارديولا اشترى فيراري واستعملها كـ "فيات"!
أنا زلاتان(2)...عندما صرخت بوجه غوارديولا "أنت تخاف من مورينيو"!
أنا زلاتان (3).. سرقة الدراجات والطفولة القاسية
أنا زلاتان(4)..بدون الكرة لكنت مجرماً..وعندما قررت تقليد محمد علي
أنا زلاتان (5)...عندما صرخت "كلكم حمقى، وكرة القدم حماقة"
أنا زلاتان (6)... عندما تعلمت تقليد مهارات البرازيليين
أنا زلاتان (7).. رحلة الصعود للفريق الأول مع مالمو
أنا زلاتان (8).. ما الذي حدث في هذه الحياة؟
أنا زلاتان (9)... الدرجة الثانية ونقطة التحوّل
أنا زلاتان(10)...الهدف الذي أذهل أياكس لدفع 85 مليون كراون!
أنا زلاتان(11).. مواصلة التألق قبل الرحيل لأياكس
أنا زلاتان(12).. البداية مع السويد ومواصلة رحلة التمرد
أنا زلاتان (13).. نهاية رحلة مالمو ووداع بطريقة سيئة
أنا زلاتان(14)..المراوغة التي ذهبت بمدافع ليفربول لشراء الهوت دوغ!
أنا زلاتان (15)..عندما طردني كومان" اذهب إلى بيتك"!
أنا زلاتان (16).. عندما قذفني ميدو بالمقصات.. فصفعته!
أنا زلاتان (17).. مهمّة هيلينا المستحيلة!
أنا زلاتان(18)..عندما أهنت فان غال.."أأستمع لك أم لفان باستن"!
أنا زلاتان (19)...ما يفعلهُ كارو بالكرة..أستطيع فعلهُ ببرتقالة
أنا زلاتان (20).. هدف الكونغ فو المذهل في إيطاليا
أنا زلاتان (21).. حينما قفز كومان جنوناً..بسبب هدفي المارادوني!
أنا زلاتان (22)..كابيلو الرجل الذي تشعر أنك ميت بجواره
أنا زلاتان (23)عندما طالبني كابيلو بالتفوق على فان باستن!
أنا زلاتان (24).. قصة الوشوم والسيارة الفيراري المتفردة
أنا زلاتان (25).. حرب البلقان مع الإنتر وميهايلوفيتش الحقير!
أنا زلاتان (26) أزمة "كالتشو بولي" وسفينة اليوفي الغارقة
أنا زلاتان..(27) مونديال متواضع وخطة الرحيل من اليوفي
أنا زلاتان (28)..حين رفضت أمر ديشامب..واتفقت مع إنتر ميلان
أنا زلاتان (29) الإصابة الخطيرة وترنح الإنتر
أنا زلاتان (30).. عندما حققت ما عجز عنه رونالدو
أنا زلاتان (31) مورينيو..مدرب استفزني لأكون أفضل
أنا زلاتان (32) حلم الليغا وانقلاب جماهير الإنتر
أنا زلاتان (33)..صراع الهداف..وبالوتيلي الحقير..وفرحة مورينيو
أنا زلاتان (34).. معاناتي من أجل الانتقال إلى برشلونة
أنا زلاتان (35) الانتقال للبرسا وجنون الكامب نو..وإيتو الطمّاع
أنا زلاتان (36) أول كلاسيكو..والشعور بغربة وسط هدوء البرسا
أنا زلاتان (37) بداية الحرب مع غوارديولا "معدوم الكاريزما"
أنا زلاتان (38) أزمة غوارديولا "الجبان" واختيار الميلان
أنا زلاتان (39)عندما فضل البرسا الخسارة..من أجل رحيلي للميلان
أنا زلاتان (40) عندما وصلت إلى ميلان وكأنني أوباما
أنا زلاتان (41) بداية المشاكل مبكراً في الميلان
أنا زلاتان (42) ديربي الغضب الأول بقميص الميلان
أنا زلاتان (43)عندما كاد تهوري أن يكلف ميلان الكثير
أنا زلاتان (الأخيرة) الأسكوديتو..ووعد محمد علي..والعودة إلى مالمو