وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، إن أمير قطر سيستقبل ديسالين في الديوان الأميري صباح غد، الثلاثاء، وسيبحث الجانبان "سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وكان في استقبال ديسالين والوفد المرافق لدى وصوله إلى مطار حمد الدولي، وزير الاقتصاد والتجارة، الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وسفير دولة قطر لدى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، عبد العزيز بن سلطان الرميحي، والسفير الإثيوبي لدى الدوحة، ميسغانو أرغا مواش.
وأعلنت إثيوبيا، في شهر يونيو/ حزيران الماضي، دعمها للكويت في جهودها لحل الأزمة الخليجية، ودعت الحكومة الإثيوبية بدورها إلى "تغليب الحوار والدبلوماسية لحل الأزمة"، وأضافت أن "إثيوبيا تدعم الجهود التي يبذلها أمير دولة الكويت لتسوية الأزمة الخليجية" وأن وزارة الخارجية الإثيوبية ستلعب دوراً لحل الخلاف الخليجي.
واتخذت الدول الكبرى والمؤثرة في القارة، مثل إثيوبيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا، موقفاً محايداً من الأزمة إلى جانب الدول الأفريقية العربية، كالسودان ودول المغرب العربي، رغم محاولات حثيثة قادتها السعودية بهدف التأثير على القرار الأفريقي، وهو الموقف الذي عبر عنه في يوليو/ تموز الماضي، رئيس جمهورية غينيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ألفا كوندي، والذي يقوم على عدم الانحياز لصالح طرف محدد في الأزمة الحالية وفي أي أزمة أخرى.
وزار أمير قطر العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ضمن جولة أفريقية في شهر إبريل/ نيسان من العام الجاري، حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، أكدت على أهمية تنسيق الجهود مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب.
كما أبدى استعداد الدوحة لتقديم مساعدات إنسانية إلى ضحايا الجفاف في مختلف أنحاء إثيوبيا، ودعم جهود حكومة إثيوبيا الرامية لتطوير التعليم والصحة والبنية التحتية والطاقة.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، خلال الزيارة، عن تقديره لدور دولة قطر في حل النزاعات في القرن الأفريقي، وفي إقليم دارفور بالسودان.
وتسعى أديس أبابا لجذب الاستثمارات القطرية، وفتح المجال أمام رجال الأعمال من مختلف الفئات والقطاعات لإنشاء مشروعات مشتركة بين البلدين لتعزيز وتنشيط الاقتصاد الإثيوبي، وخلق فرص استثمارية للمستثمرين القطريين.
ووقعت قطر وإثيوبيا في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، 11 اتفاقية للتعاون في مختلف المجالات على هامش زيارة وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أديس أبابا.
وتنوعت الاتفاقيات في قطاعات السياحة، والاستثمار، والبنية التحتية، ودعم التقارب الثنائي بين رجال الأعمال والمال في البلدين، وسبل تعزيز التعاون في مجال السلم والأمن على المستويين الدولي والإقليمي.
وتعزز الدوحة التعاون مع أديس أبابا ضمن خططها لإقامة شراكة استراتيجية مع الدول الأفريقية بما فيها إثيوبيا، لتنويع استثماراتها الخارجية، تحقيقاً لرؤية قطر 2030 الهادفة إلى تقليل الاعتماد على النفط والغاز.
وتلعب إثيوبيا دوراً مهماً في القارة باعتبارها مقراً للاتحاد الأفريقي، كما تعد واحدة من الدول الصاعدة بسرعة اقتصادياً، وبضخامة عدد سكانها (100 مليون نسمة)، وبما تتمتع به من أراض زراعية شاسعة وخصبة، ومياه غزيرة، وثروة حيوانية ضخمة، إلى جانب نفوذها الجيوسياسي الكبير على المستوى القاري والإقليمي.
وكان وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد صرّح خلال زيارته العام الماضي إلى إثيوبيا، بأن "دولة قطر تعول كثيراً على دور إثيوبيا على المستوى الدولي في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وذلك من خلال عضويتها في مجلس الأمن 2017 - 2019، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية". وأعرب عن تطلعه لإسهاماتها الإيجابية لوضع حد لمعاناة الشعوب العربية في سورية والعراق وليبيا واليمن.