أمير قطر يطرح استراتيجية بلاده للتعامل مع الأزمات

26 فبراير 2015
اللقاء تركز حول قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية (مارك ويلسون/Getty)
+ الخط -
تشكل مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما، لدى استقباله أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الابيض، يوم الثلاثاء الماضي، وإشادته بالدور الذي تقوم به الدوحة في إطار الائتلاف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتأكيده أنها "شريك قوي" في هذا المجال، رداً واضحاً من واشنطن على الاتهامات التي تُكال لدولة قطر بأنها تموّل الإرهاب.

وكان أمير قطر، الذي استبق لقاءه بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض، بنشره مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز"، قد عبرّ عن رؤية بلاده لما يوصف بالإرهاب. وهي رؤية لا تتفق في جوانب منها مع رؤية البيت الأبيض ورؤية بعض الدول الأوروبية وبعض دول المنطقة، وهو ما يتسبب في توجيه الاتهامات للدوحة من بعض الأطراف المتضررة.
ومما قاله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مقاله إنه "للأسف، في بعض الحالات، حربنا على الإرهاب تساعد على بقاء مستبدين ملطخة أيديهم بالدم، ساهموا في تناميه (الإرهاب)". وتحدث خصوصاً عن الحكم المستبد للرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن "على الدول العربية أن تعمل معاً من أجل التوصل إلى حل لسورية".

إقرأ أيضاً: أوباما يشيد بدور قطر بإطار التحالف الدولي ضد "داعش"

وفي معرض إشادته بالعلاقات الثنائية القوية بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية، لفت أمير قطر إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وقال: "علينا أن نجد حلاً لفلسطين"، وهي قضية محورية واستراتيجية في السياسية الخارجية لدولة قطر.

كما لخّص أمير قطر الرسالة التي حملها معه إلى واشنطن، المتعلقة برؤية بلاده واستراتيجيتها للتعامل مع كل أزمات المنطقة، بالدعوة إلى العمل بين الدوحة وواشنطن "لسحب الشرق الأوسط من حافة الانهيار". واعتبر أن هذا الأمر "يتطلّب التزاماً جريئاً على أساس رؤية طويلة الأجل من العدل والأمن والسلام لجميع شعوب المنطقة". وأضاف: "نحن في قطر على استعداد للقيام بكل ما يلزم للمساعدة في تحقيق هذه الرؤية. وتحقيقاً لهذه الغاية، ستكون لدينا علاقة ثنائية قوية، توفر أساساً متيناً للتعاون بين أميركا وقطر، سواء في المنطقة أو خارجها، وبالفعل، تعمّقت شراكتنا الاستراتيجية في السنوات الأخيرة، على الرغم من الاضطرابات الإقليمية".
ويؤكد أمير قطر على "أن اليأس الذي ينتشر في مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وفي المناطق والقرى التي أنهكتها الحرب، في سورية والعراق واليمن وليبيا وغزة، واليأس الذي نراه في الأحياء الفقيرة المجاورة للمدن الأوروبية الكبيرة، بل وحتى في الولايات المتحدة. هذا هو اليأس الذي يجب معالجته، والذي لا يعرف دولة ولا ديناً"، مضيفاً: "ليس الإسلام هو سبب الإرهاب، كما يُتّهم في بعض الأوساط الغربية"، وهو ما "يستدعي مقاربة جديدة في التعامل مع قضية الإرهاب التي أصبحت قضية عالمية، تهدّد الجميع".
وفيما أبدى أمير قطر تفاؤلاً حيال تحقيق واقع أفضل للعالم العربي حين تحدث عن الربيع العربي، انتقد ضمناً المجتمع الدولي، الذي وقف موقف المتفرج أمام توق الشباب في العالم العربي للحصول على الحرية والعدالة والأمن الاقتصادي.
وأشار إلى أنه "على الرغم من كل هذا التشاؤم الذي تولّده قوى العنف والقمع، فإن شباب العالم العربي لا يزال صامداً وملتزماً بمستقبل أفضل، إنه لا يزال يأمل في العيش بشرق أوسط يحترم الكرامة الإنسانية، ويحقق عدالة فعلية وصحيحة، لكن آماله لن تستمر، إذا لم نتحرك كما يجب، ونسعى إلى استعادة ثقته ودعمه، من خلال تجديد التزامنا بالقيم التي تظاهر من أجلها في الربيع العربي".

إقرأ أيضاً: وزير الخارجية القطري يدعو لعمل عربي ينهي الاحتلال الإسرائيلي

المساهمون