وفي 5 يونيو/حزيران 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها.
وأضاف أمير الكويت في كلمة ألقاها خلال افتتاح دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، أن "علينا على المستوى العربي أن نتجاوز خلافاتنا وأن نضع المصالح العليا لأمتنا فوق كل اعتبار، وهي مسؤولية تاريخية سيحاسبنا عليها المولى عز وجل قبل حساب التاريخ".
وأشار إلى أنه: "إزاء هذه الظروف الدقيقة علينا أن نأخذ العبرة مما يجري حولنا، ولا خيار أمامنا إلا ترسيخ وحدتنا الوطنية وتلاحم مجتمعنا ونبذ أسباب الفتن والفرقة، وإثارة النعرات العصبية البغيضة".
وتابع: "تشهد منطقتنا ظروفاً عصيبة غير مسبوقة، ونتابع بكل قلق وألم ما يجري من مظاهر التصعيد وعدم الاستقرار في دول الجوار، وهو ما يهدد أمننا ومستقبل أجيالنا". ورأى أن "علينا على المستوى العربي تجاوز خلافاتنا، ووضع المصلحة العليا لأمتنا فوق كل اعتبار".
وفي مطلع سبتمبر/أيلول، عبّرت الكويت عن تفاؤلها بحل الأزمة الخليجية ورأب الصدع. وجاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، الذي قال في تصريحات لصحيفة "الرأي الكويتية"، أن "الأجواء العامة أقرب إلى التفاؤل من التشاؤم في ما يتعلق برأب الصدع الخليجي".
وفي التاسع من سبتمبر/أيلول الماضي، ردّت وزارة الخارجية القطرية، على البيان الذي أصدرته السعودية في السابع من الشهر عينه، الذي أعاد تكرار المزاعم السعودية بحق قطر بـ"دعم وتمويل الإرهاب"، وادعى عدم اتخاذ أية إجراءات تعسفية بحق الشعب القطري، وأن ما جرى كان "قطعاً للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية" وحسب.
وجاء في البيان أنه "من المؤسف أن تكرر السعودية أسطوانة دعم الإرهاب المشروخة التي لم يصدقها أحد في العالم، حيث إن دولة قطر تستضيف التحالف العالمي ضد "داعش"، كما أنها عضو مؤسس لمركز مكافحة تمويل الإرهاب، والذي أنشئ في الرياض في مايو/أيار 2017، أي قبل فرض الحصار الجائر على دولة قطر بشهر واحد فقط، علما بأن جهود قطر لمكافحة الإرهاب إلى جانب دول الخليج الأخرى في المركز مستمرة".
وتقود الكويت وساطة لإنهاء الأزمة الخليجية، على أمل وضع نهاية لأسوأ أزمة في تاريخ منطقة الخليج.
ومن ناحية أخرى، حذّر أمير الكويت من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "أصبحت وسائل التواصل وسيلة هدم وفتنة وتعرّضَت لأعراض وكرامات الناس، فلنحافظ على الوحدة الوطنية ولتكن مصلحة الكويت هي العليا".
وأضاف: "الكويت أمانة غالية، واعلموا أن التاريخ لا يجامل ولا يرحم من يفرط في هذه الأمانة المقدسة".
وتوجه لأعضاء البرلمان قائلاً: "إننا في دور الانعقاد الأخير ولعلّها فرصة طيبة لتحقيق إنجازات تضاف إلى سجلكم.. ولتكن مصلحة الكويت همكم الأول وشغلكم الشاغل".
وجدد الأمير ثقته في كل من رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.