ويواصل أمير الكويت جهوده المضنية لاحتواء الأزمة الخليجية، والتي تتصاعد يوماً بعد آخر، إذ وصل في وقت سابق اليوم إلى دبي، على رأس وفد رسمي رفيع، بحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، قبل أن يغادرها إلى الدوحة.
وقالت مصادر "العربي الجديد" إنّ القيادة الكويتية ترى أنّ "الأمور قد تعقّدت"، بسبب التصعيد الذي يسلكه محور "أبوظبي - الرياض"، وإصراره على موقفه من التدخّل، في توجيه السياسات القطرية الخارجية، مقابل رفض الدوحة الوصاية على أي قرار لها، رفضاً قاطعاً.
لكن ذلك لم يمنع أمير الكويت من مواصلة جهوده، انطلاقاً من معرفته بأنّه في حال نجحت الحملة ضدّ قطر اليوم، وفي حال تنازلت الدوحة في موضوع سيادي، فإنّ الحملة ستصل عاجلاً أم آجلاً إلى بلاده لاحقاً.
وتأتي زيارة أمير الكويت إلى الدوحة، بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عصر اليوم الأربعاء، وعرض فيه استضافة اجتماع في البيت الأبيض لحل الأزمة السياسية في الخليج، كذلك اعتبر ترامب أن وحدة مجلس التعاون الخليجي وعلاقته القوية بالولايات المتحدة الأميركية "أمران أساسيان لهزيمة الإرهاب".
وتسعى السعودية والإمارات إلى توجيه السياسة الخارجية لقطر، تحت ستار اتهامها بدعم وتمويل الإرهاب، وهي الاتهامات التي ترفضها الدوحة، كما ترفض التنازل عن قرارها المستقل وفرض الوصاية عليها.
وكان موقف الكويت واضحاً تجاه الأزمة، منذ اليوم الأول لها، إذ أعلنت رفضها أي قرار يتم اتخاذه ضدّ دولة قطر، كما وجّهت القيادة السياسية الكويتية وكالة الأنباء الرسمية والصحف الكويتية الخاصة بعدم الانجرار خلف الحرب الإعلامية على قطر، بأي طريقة، كذلك فتحَ الطيران المدني الكويتي الأجواء أمام الطيران القطري، لنقل المواطنين، مع تقديم تسهيلات لهم.
وتشارك سلطنة عُمان الكويت في الجهود المبذولة، لنزع فتيل الأزمة المفتعلة ضد قطر، والتي بدأت باختراق الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أواخر الشهر الماضي، وفبركة تصريحات على لسان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن ثم حملة افتراءات إعلامية ضد الدوحة، ما زالت مستمرة حتى الآن.
وتفاقمت الأزمة خلال اليومين الماضيين، مع بدء الدول الخليجية الثلاث طرد المواطنين القطريين المقيمين أو الزائرين للدول الخليجية الثلاث، وإغلاق مكاتب الخطوط الجوية القطرية، ومنعها من استخدام المجال الجوي للدول الثلاث، الأمر الذي تسبب في إلغاء المئات من الحجوزات، وتحويل مسار الطائرات القطرية إلى مسارات جديدة، كذلك استؤنفت إمدادات الشحن إلى ميناء الدوحة عن طريق موانئ سلطنة عُمان بعد منع شركة "ميرسك" للشحن استخدام خط جبل علي بالإمارات العربية المتحدة، في التصدير إلى قطر.