وجه القضاء الأميركي في ولاية أريزونا أمس الثلاثاء، تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى لرجل أقدم على طعن مراهق من ذوي البشرة السوداء طعنات قاتلة في ولاية أريزونا الأميركية بحجة أن الأخير كان يستمع إلى موسيقى الراب، وهذا جعله يشعر بأنه "غير آمن".
وبيّنت وثائق المحكمة أن المدعو مايكل بول آدمز(27 عاماً) أقدم يوم الرابع من يوليو/تموز الجاري على قتل المراهق إيليا الأمين داخل متجر في محطة للوقود في منطقة بيوريا سيركل في ولاية أريزونا، فحز عنقه وطعنه بسكين جيب قبل أن يفر من المكان.
بعد وقت قصير على ارتكابه الجريمة، ألقي القبض على آدمز بالقرب من المتجر والدماء على يده والسكين لا يزال في حوزته. أشار بيان أصدرته إدارة شرطة بيوريا في اليوم ذاته إلى أن الضباط يواصلون التحقيق في دوافع آدمز، لكن تقريرًا صادرا في 5 يوليو/ تموز من سلطات ولاية أريزونا ذكر إن آدمز هاجم المراهق لأنه "شعر بالتهديد من الموسيقى".
ونقلت الصحف الأميركية عن سجلات الشرطة المودعة في محكمة محلية أن "آدمز أخبر الشرطة أن موسيقى الراب تجعله يشعر بأنه غير آمن لأنه تعرض للهجوم من قبل أشخاص استمعوا إلى موسيقى الراب في الماضي". وأوضحت السجلات "قال أيضًا إن الأشخاص الذين يستمعون إلى موسيقى الراب يشكلون تهديدًا له وللمجتمع".
— Daryle Lamont Jenkins (@DLamontJenkins) ٨ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضاف التقرير أن آدمز قال إنه تعرض للتهديد فقط من الموسيقى وليس لديه أي تفاعل مع المراهق قبل طعنه. وقيل إن آدمز ادعى أنه شعر بالحاجة إلى أن يكون "استباقيًا وليس تفاعليًا".
اتُهم آدمز بالقتل من الدرجة الأولى، وهو محتجز على سند بقيمة مليون دولار، بانتظار استكمال محاكمته.
— #R9 | the Hanbin stan (@ikonavy) ٨ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
أثارت القضية غضب عائلة الأمين وكذلك الجمهور الأوسع، الذي يجادل بأنه في وقت يتعرض فيه ذوو البشرة السمراء للمضايقة أو المواجهة في الأماكن العامة، فإن الاستماع إلى موسيقى الراب لا ينبغي أن يكلف إيليا حياته. وانتشر هاشتاغ #JusticeForElijah على "تويتر" منذ أول من أمس الاثنين، وتبادل المستنكرون للجريمة مقالات عن مقتل الفتى، وطالبوا وزارة العدل بالتحقيق في القضية باعتبارها جريمة كراهية.
— EricVenom (@RealEricVenom) ٩ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
في حين شجب الغاضبون ادعاء محامي القاتل، جيسي كوتيريل، بأن الهجوم لم يكن مدفوعًا بالعنصرية بل بسبب مرض آدمز العقلي الذي لم يتم علاجه. وتقول عائلة الأمين إن هذه الحجة تستخدم لتخفيف جرم القاتل الذي هاجم ابنهم، معربة عن اعتقادها بأنه كان ضحية لجريمة الكراهية، وذلك من خلال تصريحات أدلت بها العائلة لوسائل الإعلام المحلية.
— Andrea Issa (@PublicAdvocacy) ٨ يوليو ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Andrea Issa (@PublicAdvocacy) ٨ يوليو ٢٠١٩
|
وذكرت الصحف أنه قبل يومين من مقتل الأمين، تم إطلاق سراح آدمز من سجن الدولة. وجادل محاميه أمام المحكمة أن موكله لم يحصل على الدواء أو أي دعم آخر عند إطلاق سراحه. وقال في جلسة استماع بعد فترة وجيزة من اعتقال آدمز: "أطلقوا سراحه في الشوارع بدون علاج(...) هذا فشل في إدارة الإصلاحيات، هذا يمكن التنبؤ به بسهولة".
— XslumpdCommentary (@XslumpdC) ٩ يوليو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأكدت "سي أن أن" أن المحامي كوتيريل لم يمثل آدمز إلا في الجلسة الأولى ولم يعد محاميه. كما لم يعين محامياً عاماً آخر لتمثيل آدمز.
ورد قسم الإصلاح في أريزونا منذ ذلك الحين أن آدمز "لم يعان من مرض عقلي خطير" عندما أطلق سراحه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بيل لامورو، في بيان: "الموت المأساوي رهيب وسيتعين على السيد آدمز أن يتحمل مسؤولية أفعاله".
— ANGELA (@angelaw676) ٩ يوليو ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— ANGELA (@angelaw676) ٩ يوليو ٢٠١٩
|
وجادل والدا إيليا، رحيم الأمين، بأن محامي آدمز كان يستخدم "العذر" للدفاع عن قاتل ابنهما، وهو طالب في المدرسة الثانوية وقتل قبل أسابيع من بلوغه الثامنة عشرة. وقال في مقابلة مع موقع "أخبار أريزونا": إذا كنت تقول إن موسيقاه مرتفعة للغاية، فهل تقتله؟ وتابع "لو طلب من إيليا أن يخفض صوت الموسيقى كان فعل، هكذا هو إيليا بالضبط".
في الأيام الأخيرة، أبرز النشطاء والمراقبون أوجه التشابه بين وفاة الأمين وحوادث عنف أخرى ضد المراهقين من ذوي البشرة السمراء. منها وفاة جوردان ديفيس عام 2012 ، وهو مراهق من أصول أفريقية يبلغ من العمر 17 عامًا قُتل بالرصاص عندما أطلق رجل أبيض البشرة النار على السيارة التي كان ديفيس داخلها. وجادل القاتل ديفيس وأصدقاءه حول موسيقاهم، واشتكى من أنها كانت عالية جدًا.
وأشار متابعون إلى وفاة نيا ويلسون طعناً عام 2018، وهي سوداء تبلغ من العمر 18 عامًا وكانت تنتظر القطار في محطة أوكلاند بارت. جادل المدافعون وأفراد المجتمع بأن وفاة ويلسون كانت بوضوح نتيجة جريمة كراهية ذات دوافع عنصرية، لكن الرجل الذي هاجمها، ويدعى جون لي كويل، لم يتوجه إليه تهمة ارتكاب جريمة كراهية.
وتنتظر أسرة إيليا والأصدقاء والمتابعون استكمال المحاكمة، ومن المقرر عقد الجلسة التالية يوم 15 يوليو الجاري.