أميركا وفرنسا وبريطانيا تطالب بـ"إجلاء آمن" للمدنيين في حلب

13 ديسمبر 2016
بريطانيا وفرنسا دعتا لجلسة طارئة (تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -

طالبت الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن حلب، مساء اليوم الثلاثاء، بإجلاء آمن للمدنيين من الأحياء المحاصرة شرقي المدينة، وذلك على خلفيّة الاتّفاق التركي الروسي الذي أُعلن قبل وقت قصير من انعقاد الجلسة، ويقضي بـ"خروج آمن" لمقاتلي المعارضة.


ودعت المندوبة الأميركية إلى المجلس، سامنثا باور، إلى إجلاء آمن للمدنيين، مخاطبة "مليشيات النظام وإيران": "عار عليكم على ما فعلتموه في حلب".

وحذّرت سفيرة الولايات المتّحدة من أنّ النظام وحلفاءه سيسعون إلى استنساخ مثال حلب في مناطق أخرى.

وعزا مندوب فرنسا إلى مجلس الأمن، فرانسوا ديلاتر، سقوط حلب إلى عجز المجتمع الدولي، قائلًا إن "حلب تشهد أسوأ مأساة إنسانية في القرن الـ21.. علينا جميعًا العمل على وقف إراقة الدماء، وإجلاء السكان بشكل آمن، وتقديم المساعدة لمن هم بحاجة إلى ذلك".

بدوره، قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، إن على النظام وأتباعه تسهيل إجلاء المدنيين من حلب، معتبرًا أن "سيطرة (داعش) على تدمر تكذّب ادعاءات النظام عن محاربة الإرهاب".

في المقابل، نفى سفير روسيا الدائم، فيتالي تشوركين، ما وصفها بـ"مزاعم الانتهاكات والاعتقالات في حلب": "نرفض تحميل النظام مسؤولية الانتهاكات والتغاضي عن ممارسات المسلحين".

وأكّد أن الإجلاء من حلب سيتم عبر الممرات المتفق عليها، في حين طالبت واشنطن بمراقبين دوليين للإشراف على إجلاء المدنيين من شرقي المدينة.

وأعلن مندوب روسيا عن انتهاء الهجمة العسكرية في حلب خلال ساعات، قائلًا: "جميع المسلحين، برفقة أفراد أسرهم والجرحى، يغادرون الآن عبر الممرات المنسقة في الاتجاهات التي يختارونها، بما فيها اتجاه إدلب".

وقبيل الجلسة، دعا تشوركين المدنيين إلى البقاء في حلب: "ستكون حلب تحت سيطرة النظام السوري. لا ضرورة لمغادرة المدنيين المتبقين".

وكان مندوب بريطانيا قد أعلن، في وقت سابق اليوم، أن بلاده وفرنسا دعتا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع المأساوية في مدينة حلب.

ونقلت عنه "الأناضول" قوله للصحافيين في مقر المنظمة الدولية في نيويورك إن "تقارير الإعدامات والاختفاء (للمدنيين) في حلب باتت مرعبة، ولذلك فقد دعونا اليوم مع فرنسا إلى اجتماع عاجل بمجلس الأمن".

وردًّا على أسئلة بشأن ما يمكن أن يفعله مجلس الأمن حاليًّا لإنقاذ حلب، قال مندوب بريطانيا: "أعتقد أن ما يمكن تحقيقه هو أن يرانا كل العالم ونحن نسلط الضوء على حلب الشرقية، وسيرى أن الغالبية العظمى من البلدان تقف على الجانب الأيمن من هذا النزاع".

يأتي ذلك في وقت توصّلت فيه تركيا وروسيا لاتفاق يقضي بـ"خروج آمن" لمقاتلي المعارضة من أحياء حلب المحاصرة، بعد حصار خانق دام عدّة أشهر، وهجمة دموية آلت إلى إحراز قوّات النظام والمليشيات المساندة له تقدّمًا في العديد من تلك الأحياء، رافقته انتهاكات وإعدامات ميدانيّة بحق المدنيين، ونزوح كبير لأهالي المناطق المحاصرة.

وقال عضو المكتب السياسي، لـ"الجبهة الشامية"، أبو اليسر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اتفاقاً بين أنقرة وموسكو، تم مساء اليوم، سيتم وفقه إجلاء من يرغب من مقاتلي المعارضة والمدنيين إلى الريف الغربي لحلب"، موضحاً أنّ "تنفيذ الاتفاق سيبدأ خلال ساعات الليل".