أميركا: لولا تركيا لما نجحت معركة منبج ضد "داعش"

19 يونيو 2016
بلينكن: أميركا تدعم الجهود التركية لقتال "العمال الكردستاني" (الأناضول)
+ الخط -
كشف نائب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن أن عملية منبج، التي يدعمها التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الشرقي بسورية، "لم يكن ليكتب لها النجاح لولا التعاون مع تركيا"، مشيرا إلى أن المعركة هناك تجري من محورين، أحدهما من الغرب والآخر من الشرق.

وذكر بلينكن، خلال مقابلة أجراها مع قناة "سي إن إن" التركية، أمس السبت، بعد يوم من الاجتماعات المكثفة التي أجراها مع المسؤولين الأتراك في العاصمة التركية أنقرة: "في الواقع، نحن نعمل معا في مدينة منبج، وهذه عملية هامة للغاية. هناك جزء من الحدود التركية السورية مازال تحت سيطرة "داعش"، والتي استخدمها التنظيم لتعويض خسارته من المقاتلين الأجانب، وأيضا لإرسال مقاتلين من سورية بعد تدريبهم لشن هجمات في كل من تركيا وأوروبا والولايات المتحدة".

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن العملية ضد التنظيم انطلقت من الشرق ومن الغرب في عدة محاور بقوات محلية يشكل العرب ثقلها الأساسي، قائلا: "لقد أتينا معا لشن عملية عسكرية للسيطرة على الحدود التركية السورية من جهتين، من الغرب باتجاه الشرق، وأيضا من الشرق ومن الجنوب باتجاه الشمال والغرب. إن العملية حققت نجاحا حقيقيا، وهي نتاج للتعاون بين الولايات المتحدة وتركيا"، في إشارة إلى دعم طيران التحالف للهجمات التي تشنها "قوات سورية الديمقراطية" التي يشكل حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني"، عمودها الفقري من الشرق والجنوب ضد التنظيم، وكذلك العمليات التي تشنها قوات "الجيش السوري الحر" المتواجدة في خط مارع-اعزاز من الغرب باتجاه الشرق.



وفيما يخص التعاون بين واشنطن وقوات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي يلاقي اعتراضا كبيرا من قبل أنقرة، أكد بلينكن أن بلاده تتعاون مع عدد من القوى المحلية الراغبة في قتال "داعش"، آخذة بعين الاعتبار التحفظات التركية بالقول: "لدينا اهتمام ومصالح كبيرة بضرب "داعش"، ونحن في سورية نعمل مع عدد من المجموعات التي لديها الاهتمام ذاته، ونحاول أن نكون فعالين قدر المستطاع لإزالة الخطر الذي يشكله التنظيم، ولكننا أيضا حساسون للغاية حيال التحفظات التركية حول "العمال الكردستاني". في الحقيقة، نحن ندعم الجهود التركية لقتال "الكردستاني"، وكررنا دعواتنا للحزب لوقف أعماله الإرهابية، وإلقاء السلاح، والعودة إلى المفاوضات".

ودعم بلينكن صراحة العمليات التي تقوم بها قوات الأمن التركية ضد مسلحي "العمال الكردستاني" في جنوب وشرق البلاد، قائلا: "إن الواجب الأول لأي حكومة هو حماية أمن مواطنيها، و"العمال الكردستاني" يرتكب أعمالا إرهابية، ويهدد أمن الشعب التركي، ونحن كنا واضحين للغاية بدعوتنا له لوقف العنف والإرهاب، وإلقاء السلاح، والعودة إلى عملية السلام التي أقيمت بفضل رؤية قيادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في محاولته لإيجاد حل من خلال طاولة المفاوضات، ولكن لسوء الحظ قام "الكردستاني" باتخاذ قرار خاطئ بترك عملية السلام والعودة للعنف".

وفي رده على السؤال المتعلق بالوعود المطروحة حول ترك قوات "الاتحاد الديمقرطي" منطقة منبج بعد طرد "داعش"، تهرب بلينكن من الجواب بالتشديد على أن بلاده لن تدعم أي مجموعة تحاول الحصول على ميزات لصالح مصالحها السياسية بسبب الوضع الحالي في سورية، مشيرا إلى أن هدف بلاده هو الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية.



وأوضح، أيضا، أن هدف بلاده هو إزالة خطر "داعش" بهزيمته، و"تهيئة الشروط لعملية انتقال سياسي من دون الأسد بعد عملية منبج"، مشيرا إلى أن كلا من واشنطن وأنقرة تعملان على هذا الأمر.

وشدد بلينكن على أن العلاقات التركية الأميركية عميقة وواسعة، حيث إن "الطرفين لهما اهتمام مشترك للعمل معا لحل مختلف القضايا"، مشيرا إلى أن الخلافات أمر طبيعي في أي تحالف، وأضاف: "أنا متأكد من أن تركيا شعرت في لحظات بالخيبة من الولايات المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة شعرت بلحظات بالخيبة من تركيا، ولكن في الأساس فإن علاقة البلدين هي علاقة صداقة وشراكة وتحالف".

وبحسب نائب وزير الحارجية الأميركي، فإن "أكبر نقاط الخلاف بين الجانبين هي تلك المتعلقة بحرية التعبير والتجمع"، مبرزا أن بلاده تدعم بشده الجهود المبذولة لإعادة تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، مؤكدا: "نحن ندعم بشدة الجهود المبذولة من قبل كل من تركيا وإسرائيل لإعادة تطبيع العلاقات. إن البلدين هما صديقان قويان ومقربان للولايات المتحدة، ومن الواضح أن مصلحتنا تصب في أن يكون أصدقاؤنا معا.. لكن ذلك لم يكن جزءا من زيارتي الحالية".