ألمانيا: الاشتراكي "المأزوم" يتصدى لخصوم "غروكو" داخل صفوفه

19 يناير 2018
الاشتراكي لم يحسم موقفه من الـ"غروكو"(ألين جوكارد/فرانس برس)
+ الخط -

يحسم الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" في ألمانيا، نهاية هذا الأسبوع،  قراره بإمكانية الدخول في مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية مع "الاتحاد المسيحي" بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، بعدما أصبح الملف برمته بعهدة المندوبين المشاركين في مؤتمر الحزب، الذي سينعقد الأحد المقبل في مدينة بون.

ولا تزال النظرة العامة غير مكتملة داخل الحزب لأسباب مختلفة، حيث يتم العمل على حساب التفاضل والتكامل ومحاولات استرضاء المندوبين للتصويت بـ"نعم" للتفاوض، مع تصاعد موجة من الاستفزازات التي يقودها المعارضون داخل الحزب والرافضون لعودة الائتلاف الحكومي "غروكو".


هذا الأمر فرض على رئيسة كتلة "الاشتراكي الديمقراطي" في البوندستاغ أندريا ناليس، تكثيف حملاتها للدفع بمفاوضات التحالف مع الاتحاد، كما عمدت إلى مهاجمة زعيم "الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية" والمعارض للائتلاف كيفن كونيرت، واتهمته بتحريف المعلومات التي تم التوافق عليها مع الاتحاد.


كما صرحت لمجموعة "فونكه" الإعلامية، بأنّها مقتنعة بأن حزبها حقق وخلال الأسابيع الماضية نتائج جدية وملموسة من أجل تحسين حياة المواطنين، مضيفةً أنه "لا يمكنها التكهن برفض مفاوضات غروكو". غير أنها استدركت بالقول "ليس لدي من خطة باء"، محذرةً "من الأوهام".

في المقابل، رد كونيرت على تصريحات ناليس، قائلاً "في النهاية، الحجج الصحيحة سوف تفوز وأن خصوم "غروكو"، لديهم فرصة حقيقية للفوز بالتصويت نهار الأحد".

بدوره، قال الأمين العام الجديد للاشتراكي، لارس كلينغبيل، إنّه "يتعين أن يكون واضحاً لدى كل مندوب من أعضاء الحزب، وقبل التصويت في المؤتمر أن يعرف أنه لا يوجد سوى سيناريوهين واقعيين هما: إعادة التفاوض أو إجراء انتخابات جديدة".

إلى ذلك، تقود الغالبية العظمى من المجموعة البرلمانية داخل الحزب حملة تعبئة مضادة لتمهيد الطريق لإجراء المزيد من المحادثات مع الاتحاد، رافعة شعار أن الحزب العريق يجب أن يبقى في القمة، وهو ما اعتمده أيضاً رئيس نقابات العمال الألمانية راينر هوفمان من أجل الدفع لإصدار طبعة جديدة من الائتلاف الكبير.

علاوة على ذلك، أعلن العديد من رؤساء البلديات عن دعمهم مفاوضات التحالف مع ميركل، انطلاقاً من وجود جملة أمور يمكن أن تكون سبباً للتفاوض، ومن ألا تضيع الفرص المرتبطة بها، علماً أن المستشارة ميركل أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، من برلين أنّ النقاط الأساسية للاتفاق لم تعد قابلة للتفاوض ومن أن حزبها قدم بالفعل تنازلات صعبة".

في السياق، قال رئيس كتلة الاجتماعي المسيحي في البرلمان، الحزب الشقيق لحزب ميركل؛ ألكسندر دوبراندت، في حديث صحافي، إنه على الاشتراكي التعامل مع محتوى نتائج المحادثات الاستكشافية بشكل إيجابي.

على النقيض من ذلك، اقترح الأمين العام للمجلس الاقتصادي في الحزب "المسيحي الديمقراطي" فولفغانغ ستياغر، أمس الخميس، في حديث لصحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ"، على الاشتراكي أن ينسحب إلى صفوف المعارضة.

وأوضح ستياغر أنّه من الأفضل أن ينظم الاشتراكي مشكلة قيادته ويجدد نفسه في المعارضة، منتقداً زعيمه مارتن شولتز، لأنه يحاول استرضاء المعارضين لسياسته من مندوبي الحزب، والرافضين لتحالف حكومي مع الاتحاد المسيحي.


يشار إلى أن مندوبي الاشتراكي المشاركين في المؤتمر، والذين يمثلون الولايات الألمانية الست عشرة، لا تزال مواقف غالبيتهم غير محسومة.



دلالات
المساهمون