أكرم محمدي أميني.. إيرانيّة عشقت طاولة البلياردو منذ طفولتها

09 مايو 2015
(العربي الجديد)
+ الخط -

تعدّ لعبة البلياردو حديثة العهد في إيران، علماً أن الاتحاد الرياضي المشرف على هذه اللعبة تأسّس عام 2000، قبل أن تبدأ البلاد بالعمل على تكثيف التدريبات لفريقها الوطني واستضافة مسابقات آسيوية والمشاركة في أخرى عالمية. مع ذلك، بقيت هذه اللعبة حكراً على الرجال، إلى أن أسس الاتحاد نوادي للسيدات الراغبات في احتراف هذه اللعبة، بالإضافة إلى فريق وطني خاص بلاعبات البلياردو قبل ثلاث سنوات.

أكرم محمدي أميني (26 عاماً) هي إحدى اللاعبات اللواتي عشقن البلياردو منذ الصغر، علماً أنها ما زالت تُتابع دراستها الجامعية في كلية الرياضة. كانَت قد احترفت السباحة والغوص وكرة السلة خلال السنوات الماضية، لأنها لم تستطع احتراف ما أحبّته منذ الصغر. لم تكن الأماكن متوفرة ولا الفرص متاحة للتدريب أو الاحتراف، لكنها عادت لتُحقّق حلمها.
حين نسأل أكرم عن سبب انضمامها للفريق الوطني للبلياردو، أو رغبتها في احتراف هذه اللعبة، تقول إنها عشقت هذه الطاولة الخضراء منذ الصغر، وكانت تنتظر الفرصة المناسبة للعب والتعرّف على قواعدها الصعبة. ومع إنشاء نوادٍ خاصة للنساء، لم تتردّد في الالتحاق بها، وباتت تقضي ساعات طويلة في التدريب. تضيف أن "البلياردو باتت إحدى الألعاب المعروفة، وتتطلب قوة بدنية وعقلية وراحة نفسية. كما أن هذه اللعبة تساهم في زيادة التركيز لدى الإنسان، الذي يعدّ شرطاً أساسياً يتوجب على كل لاعب التحلي به".

التدريب لساعاتٍ طويلة حقق حلمها ولو بشكل جزئي. حازت بطولة البلاد مرتين، ومثلت إيران في مسابقات عالمية عدة كان أبرزها في الهند، على حد قولها. وعلى الرغم من أنها لم تنل أي لقب أو ميدالية في هذه المسابقة العالمية، لكنها عزت الأمر إلى قلة تجربتها وحاجتها إلى مزيد من التدريب. مع ذلك، تقول إنها حصلت على شرف المشاركة في هذه المسابقة كونها الوحيدة التي مثلت إيران إلى جانب عدد كبير من المحترفين والمحترفات، مضيفة أنها ضاعفت ساعات تدريبها، علّها تحصد ألقاباً دولية في المستقبل القريب.

وحول مدى تقبّل المجتمع للفتيات الإيرانيات اللواتي يلعبن البلياردو، وخصوصاً أن العديد من الإيرانيين يرون أن هذه اللعبة عادة ما تكون حكراً على الأغنياء، توضح أكرم أن اللعبة باتت مرغوبة للغاية من قبل شريحة الشباب على وجه الخصوص، وصار العديد من أفراد المجتمع يشجعون الفتيات على التدرب عليها، وخصوصاً أنهن بتن يمثلن البلاد في مسابقات إقليمية وعالمية. تشير إلى ازدياد عدد الفتيات في صالونات البلياردو، واصفة الأمر بـ"الإيجابي"، بغض النظر عن رأي آخرين.

وفي ما يتعلّق بوجهة نظر المسؤولين أو الدور الذي تلعبه الحكومة في هذا الصدد، تبدو راضية عن الاتحاد الرياضي للعبة، لافتة إلى أنه لعب دوراً أساسياً في إنشاء نوادي للإيرانيات، وإشراكهن في مسابقات محلية، ما جعلهن يتقدمن ويكتسبن الخبرات.
في المقابل، تشير إلى أنه يتوجب على وزارة الرياضة الاهتمام أكثر بلعبة البلياردو، ودعم اللاعبات الإيرانيات، قائلة إن "ما ينقص المجتمع الإيراني الحلقة المفقودة حتى الآن، هو التعريف بهذه الرياضة أكثر، ما سيؤدي إلى زيادة الإقبال عليها، ويساعد على نيل إيران جوائز عالمية أكثر".

ترى أكرم أن الكلفة المادية لهذه الرياضة تعدّ مرتفعة. فالصالونات والأدوات تحتاج إلى تجديد دائم. صحيح أن الاتحاد الرياضي يتكفّل بالأمر، لكنه يحتاج إلى دعم أكبر من قبل وزارة الرياضة والشباب. ورداً على سؤال عن مدى قدرة الإيرانيات على المنافسة عالمياً، توضح أنه "في العالم كثير من المنافسين والمنافسات الأشداء الذين احترفوا هذه الرياضة منذ سنوات طويلة. لكن يمكن تحقيق أمور كثيرة من خلال العمل. فالنساء في إيران استطعن الحصول على العديد من الألقاب في رياضات أخرى"، متوقعة أن يزداد عدد أسماء بطلات البلياردو في المستقبل القريب.

تحاولُ أكرم التأكيد على أن الموانع المادية أو المعنوية لن تقف في وجه الإيرانيات. تعرف وغيرها من النساء أن لعبة البلياردو كانت حكراً على الرجال في السابق، وكانت النساء يكتفين بالتفرج على اللاعبين في مساحات خضراء مفتوحة، قبل أن تتغير القواعد لتمارس هذه اللعبة في صالونات مغلقة. ومع الوقت، بدأت النساء التدريب على هذه اللعبة في القرن التاسع عشر. وإن تأخرت إيران في إنشاء نوادٍ للنساء، إلا أن هذا لا يمنع تواجدهن بقوة، كما تقول أكرم، وهو "حلم لطالما رغبن في تحقيقه".
دلالات
المساهمون