أكراد العراق يخشون الانقسامات: وثيقة شرف بشأن القضايا المصيرية

13 ابريل 2018
يقود حزب البارزاني محاولة توقيع الوثيقة (سافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

يسعى برلمانيون عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، إلى توقيع "وثيقة شرف" بشأن القضايا المصيرية للإقليم، تكون ملزمة للنواب الأكراد الذين سيفوزون بالانتخابات البرلمانية المقبلة، في محاولة لتلافي الانقسامات الداخلية.

وشدد عضو البرلمان العراقي عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" شاخوان عبد الله، على ضرورة إلزام جميع أعضاء البرلمان العراقي الأكراد الذين سيفوزون في الانتخابات البرلمانية، المقررة في 12 مايو/أيار المقبل، بالتوقيع على وثيقة شرف بشأن القضايا المصيرية المتعلقة بإقليم كردستان.

وقال خلال كلمة ندوة سياسية في أربيل، إنّه "بعد الانتخابات، سيكون هناك أعضاء أكراد في الدورة المقبلة للبرلمان، ويجب بذل الجهود من أجل التوقيع على وثيقة شرف تخص القضايا الوطنية، وهذا للأسف ما لم نشاهده في الدورة الحالية، الأمر الذي جعل البعض يحمل مشاريع معادية لإقليم كردستان".

وشدد على أنّ "أعضاء البرلمان الجدد من الأكراد، يجب أن يخضعوا للمحاسبة من قبل كتلهم، وفقاً لوثيقة الشرف المفترض أن يتم توقيعها"، معتبراً أنّ "الانقسامات الكردية هي التي شجعت نواباً في بغداد للتجرؤ على إقليم كردستان"، منتقداً انضواء بعض البرلمانيين الأكراد ضمن ما وصفها بـ"الأجندات المناوئة" للإقليم.

وأجرى إقليم كردستان استفتاء للانفصال عن العراق، في 25 سبتمبر/أيلول 2017، شمل محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، بالإضافة إلى كركوك المتنازع عليها مع بغداد، وسط اعتراض عراقي ودولي.

ورغم تأييد الانفصال وفق النتائج الرسمية، بنسبة فاقت 92%، اتخذت الحكومة العراقية إجراءات على الأرض، بهدف إبطاله، استعادت بموجبها القوات العراقية مناطق كانت قد سيطرت عليها قوات "البشمركة" الكردية.

وشهد إقليم كردستان العراق أزمة داخلية حادة، وسط تبادل للاتهامات وعبارات التخوين بين الفرقاء حول تسليم تلك المناطق للقوات العراقية.

وبدأ "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بمحاولة إقناع النواب الأكراد بتوقيع وثيقة شرف "تضمن وحدتهم" في البرلمان الاتحادي المقبل، بحسب ما أكد مصدر سياسي كردي مقرّب من الحزب، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّ "قيادات الحزب قلقة من الوضع الحالي للقوى السياسية الكردية، والذي يشهد انقساماً غير مسبوق".

وأضاف المصدر أنّ "أكثر ما يزعج أربيل هو قرب بعض أحزاب مدينة السليمانية، ولا سيما (حركة التغيير)، من سلطات بغداد، وهو ما يعتبره صقور الأكراد ضرباً لوحدة الصف الكردي"، مشيراً إلى وجود خشية من خسارة الأكراد للمقاعد التي حصلوا عليها في الانتخابات السابقة، عن طريق ترشيحهم في كركوك والمناطق المتنازع عليها".


وللمرة الأولى منذ احتلال العراق عام 2003، تبدو أوضاع الأكراد في أسوأ حالاتها، بالتزامن مع الاستعدادات لانطلاق دعاية الانتخابات البرلمانية، المقررة بعد شهر من الآن، ففي الوقت الذي مُنع فيه الأكراد من رفع علم إقليم كردستان، خلال فترة الدعاية الانتخابية، يتخوّف سياسيون أكراد من انعكاس فشلهم بدخول الانتخابات ضمن تحالف واحد، على نسبة وجودهم في البرلمان العراقي.

المساهمون