وأعلنت المنظمة الوطنية للمجاهدين، التي تضم محاربي ثورة التحرير الجزائرية، أن الحراك الشعبي يعبر بوضوح عن آمال وتطلعات الشعب الجزائري، ونشرت المنظمة بيانا غير مسبوق ومفاجئا، اعتبرت فيه أن الحراك الشعبي الذي "استقطب كل شرائح المجتمع، يتمحور حول فكرة أساسية وهي طي صفحة تراكمات واقع مؤلم ترتب عن ممارسات لم تكن في مستوى مواكبة متطلبات شعبنا المشروعة في توظيف إمكانات البلاد لتنفيذ مشروع يضمن لأبناء هذا الوطن ترقية حقيقية اقتصادية واجتماعية وثقافية".
وتأتي أهمية موقف منظمة المجاهدين التي تتحدث باسم قدماء محاربي وقادة ثورة التحرير، لكونها مرجعية رئيسية في البلاد وتتمتع مواقفها بالاحترام والتأثير السياسي البالغ، إضافة إلى كونها كانت تدعم سياسات بوتفليقة لكونه رجلا ثوريا أيضا.
ووجه البيان انتقادات حادة لسياسات الرئيس بوتفليقة الذي يدير الحكم منذ عام 1999، واعتبرت أنها "تسجل بكل أسف أن الإحالة في انطلاقة تنموية حقيقية من تداعيات ما ترتب عن العشرية الدم والدموع (تشير إلى فترة حكم بوتفليقة) التي عانى من ويلاتها الشعب، حالت دون تمكنه (الشعب) من مواصلة بناء مستقبله".
واعتبر البيان أن سياسات الرئيس بوتفليقة المترتبة عن الانطلاقة الخاطئة بعد عام 1999 "بعثت اليأس في نفوس شريحة الشباب التي حرمت من حقها في فرص عمل تفتح الآفاق أمامها"، مشيرة إلى أن ذلك أتاح الفرصة "لتحالف غير طبيعي بين أطراف فاعلة في السلطة وبين عناصر مضمورة ما لبث أن فرضت نفسها على المستوى الاقتصادي كقوة استثمارية وهمية فُتحت أمامها أبواب الاستفادة بصورة غير مشروعة والاستحواذ على اموال طائلة من خزينة الدولة، تحت غطاء تشجيع المستثمرين الوطنيين، مما هيأ الظروف أمامها بحكم ارتباطها بجهات مسؤولة في هرم السلطة لامتلاك ثروات طائلة في ظرف قياسي جعلها تعرف لدى العام والخاص".
ورسم البيان صورة سوداوية لفترة حكم بوتفليقة، وبرأي منظمة المجاهدين فان ذلك أدى إلى استشراء "المال الفاسد، وهو ضع خطير يتنافى تماما مع آمال وتطلعات شعبنا وتطلعه المشروع لرؤية ثمار جهود وتوظيف قرارات وطنية بصورة مدروسة تسمح بدفع الوطن إلى الأمام".
واعتبرت المنظمة أن مجمل هذه الظروف ألمت بالمشروع الوطني و"هي التي أملت على المجتمع الجزائري بشرائحه المختلفة واجب الخروج إلى الشارع والمطالبة بتجسيد الشعارات التي رددوها باعتبارها ترجمة حقيقة لإرداته".
وأكد البيان أن المنظمة "تشعر بالاعتزاز لما ميز الحراك الشعبي الذي اتخذته الساحة الوطنية وبرهن خلاله أحفاد جيل نوفمبر عبر سلوك حضاري سادته الروح المسؤولة والانضباط ما أثار إعجاب العالم، وهي صورة مشرقة لما يتحلى به الإنسان الجزائري".
والجمعة الماضية شاركت المجاهدة جميلة بوحيرد في المظاهرات المناوئة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما أعلن القيادي في ثورة التحرير العقيد لخضر بورقعة رفضه لترشح الرئيس بوتفليقة.
ويعزز الموقف الجديد والمفاجىء لمنظمة المجاهدين، تزامنا مع الخطاب الايجابي لقائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح الثلاثاء، موقف الحراك الشعبي ويوجه ضربة قاصمة إلى مجموعة يوتفليقة، وسيدفع الكثير من الأطراف الفاعلة والوازنة إلى تغيير مواقفها من مشروع العهدة الخامسة والالتحاق بالحراك الشعبي الرافض لذلك.