تعدّ المنافسة بين الإخوة أمرًا بديهيًّا في العلاقة بينهم وقد تتحول في بعض الأحيان إلى مسابقة عائليّة لإثبات القدرات. يبدي الباحثون اهتمامًا كبيرًا لاكتشاف أفضليّة أخٍ على الآخر، ما دفعهم لدراسة أكبر المواليد بشكلٍ موسّع لتحديد مجالات أفضليّته.
أحدث الدراسات في هذا المجال اثنتين تمّ نشرهما في تموز من العام الجاري، أكّدتا على تقدّم أكبر الإخوة في العمليّات العقلية، وإن كان بشكل بسيط. الدراسة الأولى أجريت في جامعة إلينوي في الولايات المتحدة الأميركيّة، وشملت 377.000 تلميذ في المرحلة الثانويّة.
وقد أكّدت أن أكبر إخوتهم يتمتّعون بمعدّلات ذكاء أعلى بنقطة واحدة، ويميلون إلى أن يكونوا اجتماعيين ومتقبّلين لما حولهم أكثر من إخوتهم، كما أنّ تعرّضهم للقلق أقلّ نسبيًّا.
أمّا الدراسة الثانية التي أجريت في جامعة بازل في سويسرا راقبت اللغة الثانية لـ1209 أطفال بين السنتين ونصف والثلاث سنوات بعدما نزحت عائلاتهم من المنطقة المتحدّثة بالألمانيّة في بازل. ووجد الباحثون أن أكبر المواليد له أفضليّة، ولو صغيرة، في تعلّم اللغة الثانية بإتقان، لكن كلّما زاد عدد الإخوة تدهورت إمكانية إتقان اللغة الثانية.
لكنّ دراسة حديثة أقيمت في جامعة كارديف في المملكة المتحدة ونشرت، الخميس الماضي، أظهرت سلبيّة الوقت الزائد الذي يمضيه الأخ الأكبر في التركيز على تنمية الذكاء، فقد لاحظت من خلال دراسة متطوّعين في UK BioBank (مشروع بريطاني يهدف إلى بناء معلومات مفصّلة عن نصف مليون بريطاني تفيد أبحاث الصحّة في المملكة) تتراوح أعمارهم بين 40 و69 أن أكبر الإخوة لديه احتمال 10% أن يصاب بضعف البصر (poor eye sight) واحتمال 20% أن يصاب بقصر النظر الحادّ (severe myopia) أكثر من إخوته.
وتبيّن الدراسة العائدة لنيسان العام الماضي في جامعة إيسيكس في المملكة المتحدة أنّ الفتيات هنّ 4% أكثر قابليّةً لمتابعة الدراسات العليا، وأن المولودات الأُوَّل الإناث هنّ 13% أكثر طموحًا من المواليد الأوائل الذكور، كأوبرا وينفري وهيلاري كلينتون وبيونسيه، إلّا أن الذكورأكبر إخوتهم بحسب الدراسة يبرهنون قدراتهم العالية حاليًا، كباراك أوباما وبيل كلينتون وميك جاغر.
اقرأ أيضاً: والت ديزني: الرجل الذي حقق أحلام ملايين الأطفال