أقوم كما تقوم الحرب

09 يوليو 2015
مجدل نتيل / فلسطين
+ الخط -

أقومُ كما تقومُ الحربُ؛
بشهوةٍ عارمةٍ ومصيرٍ ضالٍّ،
المصائر الضالّة مسعورةٌ وتعضّ.

أقوم كما تقومُ الحربُ من فِراشِها الوثيرِ
يفرُّ من خطوي الحمامُ المسالمُ
ويطوّقني بالدعاءِ تجار السلاحِ ..
وكلّما هزّتني ريحُ الجبلِ..
سقط قلبي، وصرتُ بارداً.

أقومُ هَلِعاً مثلها..
وهم يجرّون رجلي إلى مَقْتَلَتِهمُ العظيمةِ
وفي الملجأ دائماً،
أراها محمومةً وعلى وعي تسبُّهم.
الحربُ كانت حنونةً وطيّبةً مثلنا،
قبل أن يجرّوها من شعرها لتوضّبَ طاولةَ القِمار.

أقومُ كما تقومُ الحربُ؛
في كسلٍ تجذّهُ عصا السماسرة
متثاقلاً من عقد الضحايا في عنقي
أقومُ كما تقومُ الحربُ،
ولا أقعدُ إلا حين يسقطُ الشهداءُ مني واحداً تلوَ الآخر
ويسدّون تصدّعات الأرضِ.

أقوم كما تقوم الحربُ خلسةً؛
فيما أصحاب اللحى يأتمرون
أمرقُ كالرمح من بين الرصاص
وأحمل الحربَ البريئة - التي تقاذفتها شهوات الطوائف - إلى أهلها
أدفعها بيديّ الواهنتين
لئلا تسقطَ في الاقتتال ..
فلا بدَّ من أمٍّ لها، سيحولها الحزنُ إلى وحشةٍ ضاريةٍ لو قُتلتْ طفلتها.

أقومُ كما تقومُ الحرب،
وأقعدُ كما تقعدُ: على الخراب العظيم
وقودي الناس والحجارة ..


* شاعر من فلسطين

دلالات
المساهمون