بعد أزيد من خمسمائة عام على "اكتشاف" أميركا، في ستينيات القرن المنصرم، كان للأدب، على ما يبدو، فضيلة؛ فقد كان لفوز الكاتب "الأميركي" ذي الأصول "الهندية الحمراء" سكوت موماداي، بجائزة البوليتزر الأميركية للآداب، عن روايته "بيت مصنوع من الفجر"، أثرٌ في نظر أميركا إلى ماضيها الدموي تجاه سكان البلاد قبل أن يطأ أرضها كريستوف كولومبوس، الذي منح رتبة "أمير البحار والمحيطات" بقرار ملكي، فضلًا عن قرار منحه عشرة في المائة من الذهب والبضائع التي سيحضرها معه بعد عودته من رحلته الشهيرة عام 1492.
صدر القرار الملكي من أشهر زوجين من الملوك الكاثوليك؛ فرناندو، ملك أراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة. الملكان اللذان طردا أبو عبدالله الصغير من غرناطة. صدر القرار الملكي الذي يعدّ أغرب اتفاق بين فرد وسيده الملكي، ووقع في غرناطة، وتحديدًا في معسكر سانتا فيه Santa Fe.
ظنّ كولومبوس، أنه وصل إلى "الهند الغربية"، فقد كان رائجًا لدى جغرافيي ذاك الزمان، أن ثمة طرقًا بحرية أخرى تؤدّي إلى الهند، وستكون من جهة "بحر الظلمات" بالتعبير العربي قديمًا، أو المحيط الأطلسي بتعبير اليوم. ربّما طاف في خيال كولومبوس الدوران حول أفريقيا إلى رأس الرجاء الصالح ومنه النفاذ إلى الهند، فقد كان "اكتشاف" هذا الطريق أمرًا جللًا قبل رحلة كولومبوس إلى العالم الجديد بخمس سنوات (1487). ويأخذنا هذا الكلام إلى أهمّ الملاحين العرب قاطبة، أحمد بن ماجد ولقبه "أسد البحار"، ومساهمته الجوهرية في ذلك.
اقرأ أيضاً: ثوب الأمير أبو عبد الله الصغير
نظر، ابن جنوة، كولومبوس إلى البشر وفي باله أن أرضهم هندية، فسمّاهم هنودًا، وقيل إن غيره أضاف صفة اللون، نظرًا إلى لون بشرتهم، فلا هو أبيض ولا أسمر ولا أصفر ولا "أسود". وبدا الأحمر مناسبًا لهؤلاء الناس العاشقين للأم الطبيعة، المتآخين مع سلبياتها قبل إيجابياتها ؛ الأحمر هو أيضًا ما لوّحته الشمس، التي كانوا يومًا بضيائها يتمتعون. هكذا ولد الاسم: الهنود الحمر، من نظرة المستعمر وعقليته. في أحسن الحالات سيقال إنهم "السكان الأصليون" أو "الأوائل"، وفي حالات "قليلة" السوء، سيقال إنهم "الأميركيون الهنود"، وهنا ينسب الناس إلى اسم أحد مستعمريهم، إيطالي أيضًا، لكن من فلورنسا هذه المرّة؛ أمريكو فسبوتشي، الذي صوّب خطأ كولومبوس القائل، إن الأرض الجديدة جزء من آسيا وهي الهند الغربية. قائلًا إنها ليست جزءًا بل قارة، إنها العالم الجديد. عالمٌ "رآه" الغربيون من دون ناس، فقد تفننوا في إفنائهم. إلا أن الخطب البليغة لآخر زعيم "هندي أحمر" تستحق التأمّل : "ماذا سيحصل عندما تطغى رائحة الإنسان على زوايا الغابات النائية، أو عندما تشوب الأسلاك الكهربائية مناظر الجبال؟".
صدر القرار الملكي من أشهر زوجين من الملوك الكاثوليك؛ فرناندو، ملك أراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة. الملكان اللذان طردا أبو عبدالله الصغير من غرناطة. صدر القرار الملكي الذي يعدّ أغرب اتفاق بين فرد وسيده الملكي، ووقع في غرناطة، وتحديدًا في معسكر سانتا فيه Santa Fe.
ظنّ كولومبوس، أنه وصل إلى "الهند الغربية"، فقد كان رائجًا لدى جغرافيي ذاك الزمان، أن ثمة طرقًا بحرية أخرى تؤدّي إلى الهند، وستكون من جهة "بحر الظلمات" بالتعبير العربي قديمًا، أو المحيط الأطلسي بتعبير اليوم. ربّما طاف في خيال كولومبوس الدوران حول أفريقيا إلى رأس الرجاء الصالح ومنه النفاذ إلى الهند، فقد كان "اكتشاف" هذا الطريق أمرًا جللًا قبل رحلة كولومبوس إلى العالم الجديد بخمس سنوات (1487). ويأخذنا هذا الكلام إلى أهمّ الملاحين العرب قاطبة، أحمد بن ماجد ولقبه "أسد البحار"، ومساهمته الجوهرية في ذلك.
اقرأ أيضاً: ثوب الأمير أبو عبد الله الصغير
نظر، ابن جنوة، كولومبوس إلى البشر وفي باله أن أرضهم هندية، فسمّاهم هنودًا، وقيل إن غيره أضاف صفة اللون، نظرًا إلى لون بشرتهم، فلا هو أبيض ولا أسمر ولا أصفر ولا "أسود". وبدا الأحمر مناسبًا لهؤلاء الناس العاشقين للأم الطبيعة، المتآخين مع سلبياتها قبل إيجابياتها ؛ الأحمر هو أيضًا ما لوّحته الشمس، التي كانوا يومًا بضيائها يتمتعون. هكذا ولد الاسم: الهنود الحمر، من نظرة المستعمر وعقليته. في أحسن الحالات سيقال إنهم "السكان الأصليون" أو "الأوائل"، وفي حالات "قليلة" السوء، سيقال إنهم "الأميركيون الهنود"، وهنا ينسب الناس إلى اسم أحد مستعمريهم، إيطالي أيضًا، لكن من فلورنسا هذه المرّة؛ أمريكو فسبوتشي، الذي صوّب خطأ كولومبوس القائل، إن الأرض الجديدة جزء من آسيا وهي الهند الغربية. قائلًا إنها ليست جزءًا بل قارة، إنها العالم الجديد. عالمٌ "رآه" الغربيون من دون ناس، فقد تفننوا في إفنائهم. إلا أن الخطب البليغة لآخر زعيم "هندي أحمر" تستحق التأمّل : "ماذا سيحصل عندما تطغى رائحة الإنسان على زوايا الغابات النائية، أو عندما تشوب الأسلاك الكهربائية مناظر الجبال؟".