أقفاص سعيدة

26 مارس 2017
فوزي معاوية/ تونس
+ الخط -

بصيرة

مثل وردةٍ في عسلِ النوم،
أحلمُ بكِ الليلةَ،
إذ يغادر النحلُ الفاسدُ
سريركِ المهدور،
أنا البصيرُ بالحُبِّ والأضرحة،
قلبي خاتَمُ المَسرّات،
يتنزّهُ في ياسمينهِ الحَظّ
وفي أجمتهِ
تُقرأ فاتحةُ الضرير!


أقفاص سعيدة

لن أخرج من أقفاصيَ السعيدةِ تلك،
لن أتوقف
عن تأليفِ النساءِ والعَصافير،
يؤلمني أن أبذل أيامي السبعة
في تبجيلِ ذلك السجن،
يؤلمني أن أقول:
من يمنح الحب؛ يمنح الموت.
من يخسر السماء؛ يربح الغِناء.


تكوين

أنا مادّةُ ليلكَ البهيج،
أنا فضّةُ نومكَ العَذْب،
أنا عنصركَ الأليف،
أصنعُ من حُليّكَ دمالجَ الملوك؛
ومن جحيمكَ ألسنةَ المُهرّجين؛
ومن أساكَ العظيم .. أساي.
أعرفكَ مثلما تعرف أنت الحياة
وأعرف أنا الموت:
عزيزةٌ خِصالُك، وملجومةٌ كلابُك.
لكن في دمكَ الوافرِ ما يكفي
لأسعّركَ بعظمتي، وأنحركَ بمُديتي.


حيوان الجاحظ

يا حيوانَ الجاحظِ العظيم،
اترك التلّةَ واهبط إلى السَهْل. أنا هناك وحدي.
لدي قرطاس وحبر فاسد ودواة. خذها إليك.
خذها وامتحنّي بالكلماتِ الثلاث: الحياة والموت والحب.
أما نسبي فانحر شاة لطلعتهِ أو أسقط عُرجوناً على رأسه.
أنتَ من كِنانة، وأنا من دعجان.
ولذا سأضع عنّي عِمّتي لكي تعرفني،
وأصقلُ لك سيفي لكي تهابني.


* شاعر من فلسطين

المساهمون