أفغانستان: 7 ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم بجولة الإعادة الرئاسية

14 يونيو 2014
شهدت العاصمة والمدن الرئيسية إقبالاً من الناخبين(شاه مراي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -


أغلقت مراكز الاقتراع في أفغانستان، اليوم السبت، بعد انتهاء المهلة القانونية للتصويت في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها وزيرا الخارجية والمالية السابقين عبدالله عبدالله وأشرف عبد الغني، بعد يوم تخلله 165 هجوماً لحركة "طالبان".

وستحسم نتائج الجولة الثانية خليفة الرئيس المنتهية ولايته حميد قرضاي، بعدما أخفق عبد الله وعبد الغني، في الحصول على نسبة الخمسين في المئة اللازمة للفوز من الجولة الأولى التي جرت في الخامس من أبريل/نيسان الماضي.

وقال رئيس مفوضية الانتخابات في أفغانستان، أحمد يوسف نورستاني: إن عدد من أدلوا بأصواتهم في الجولة الثانية والحاسمة في انتخابات الرئاسة بلغ أكثر من سبعة ملايين ناخب. وهو العدد نفسه الذي شارك في الجولة الأولى تقريباً. وأضاف نورستاني "الإقبال على التصويت في انتخابات اليوم يقدر بأكثر من سبعة ملايين ناخب" من إجمالي 12 مليون شخص لهم حق التصويت. كما أكد، عقب الإدلاء بصوته، أن اللجنة تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع أجهزة الأمن لضمان شفافية ونزاهة الانتخابات. وأشار إلى أن "اللجنة سجلت عدداً من الشكاوى خلال سير عملية التصويت، وستحقق فيها سريعاً".
بدوره، أوضح المتحدث باسم لجنة الانتخابات، نادر محسنىي، أن اللجنة تلقت عشرات الشكوى، وأنها تستقبل الشكاوى خلال الثمانية والأربعين ساعة المقبلة.

وكان قرضاي، دعا بعد الإدلاء بصوته في العاصمة كابول، الشعب إلى المشاركة في الجولة الثانية على غرار مشاركته في الجولة الأولى، معتبراً أن الانتخابات هي الطريق الوحيدة لإخراج البلاد من المأزق الحالي.

وشهدت العاصمة الأفغانية والمدن الرئيسية إقبالاً قويّاً من الناخبين، في حين اختلف المشهد الانتخابي في القرى والأرياف، إذ لوحظ ضعف شديد في الإقبال على الاقتراع مقارنة بالجولة الأولى.

وأفادت معلومات لـ"العربي الجديد" أن عدداً كبيراً من مراكز الاقتراع في بعض المناطق النائية لم يفتح أبوابه، في حين فتح بعضها ساعات عدة.

وأوضح أحد الناخبين في مديرية شبرهار (في إقليم ننجرهار)، تحدث شرط عدم ذكر اسمه، أن مراكز الاقتراع قد أغلقت قبل الظهر، وبُدء بفرز الأصوات. وهو الأمر الذي لا يسمح به قانون الانتخابات، والقاضي بعدم فتح صناديق الاقتراع قبل انتهاء المدة في الساعة الرابعة مساء، إذا لم يتم تمديد الفترة.
كما أفادت تقارير واردة من إقليم بلخ، شمالي أفغانستان، أن مسؤولين حكوميين أجبروا الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لصالح أحد المرشحين.

وتعليقاً على ذلك، قال المحلل السياسي الأفغاني، إسماعيل عندليب، لـ"العربي الجديد"، "إن قلق الأفغان ليس من هجمات طالبان والجماعات المسلحة بل من وقوع التزوير في الانتخابات"، مؤكداً وقوع مخالفات في الساعات الأولى من عملية التصويت.

في هذه الأثناء، نظم مئات من الناخبين تظاهرات في ضواحي كابول، احتجاجاً على عدم وجود أو إخفاء أوراق التصويت، على حد تعبيرهم.

وطالب المتظاهرون الحكومة ولجنة الانتخابات باتخاذ خطوات فعالة وفورية بهذا الصدد.
وقال أحد المحتجين في منطقة "أوت خيل"، ويدعى محمد إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، "ذهبت إلى مراكز الاقتراع في الساعة العاشرة صباحاً، إلا أني وجدت أن العملية قد توقفت بسبب عدم وجود أوراق التصويت".

كما تظاهر سكان مدينة جلال باد، بعد قيام مؤيدي أحد المرشحين بإطلاق النار عشوائياً داخل مركز انتخابي في منطقة "قصبة"، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.

أمنياً، كشفت وزارة الداخلية عن قيام مسلحي حركة "طالبان" بـ165 هجوماً على مراكز اقتراع ومواقع للجيش، في مختلف أنحاء أفغانستان. وقال المتحدث باسم الداخلية الأفغانية، صديق الله صديق، إن "قوات الأمن الأفغانية كانت على أتم الإستعداد لمواجهة هجمات طالبان، التي كانت تهدف إلى منع الناخب الأفغاني من الذهاب إلى مراكز الإقتراع". واعتبر أن "الإجراءات الأمنية حالت دون ذلك".
في المقابل، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن مسلحي الحركة نفذوا أكثر من 600 هجوم على مراكز انتخابية ومنشآت حكومية وعسكرية، موضحاً أن المسلحين أوقفوا سير الإنتخابات في كثير من المناطق الأفغانية، ولا سيما الريفية منها.  وهو ما تنفيه الحكومة الأفغانية.
وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن هجمات حركة طالبان أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، وإصابة عشرات آخرين.
وكانت الحكومة الأفغانية قد أعلنت إجراءات أمنية مشددة، ونشرت 400 ألف من جنود الجيش وقوات الأمن في أرجاء البلاد، بهدف توفير الحماية اللازمة لعملية التصويت، إلا أن حركة "طالبان" التي توعدت بعرقلة العملية، تمكنت من استهداف مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر.

كما سقط صاروخان على الحي الدبلوماسي بالقرب من السفارة الأميركية في العاصمة، من دون وقوع إصابات، بحسب الشرطة الأفغانية. وأعلنت طالبان المسؤولية عن الحادثة.

المساهمون