أثارت زيارة وفد روسي أخيراً إلى المناطق القبلية الباكستانية وبالتحديد الحدودية مع أفغانستان، استياء كبيراً في صفوف الأفغان، ولا سيما أن السلطات الأفغانية قالت إن الوفد الروسي زار برفقة وفد من استخبارات الجيش الباكستاني وقياديين في حركة "طالبان" مناطق في الجنوب الأفغاني، والتقوا بقيادات ميدانية في "طالبان" هناك. أتى هذا الأمر في الفترة التي أغلقت فيها باكستان الحدود مع أفغانستان وأمرت بإطلاق النار على كل من يتحرك على جانبي الحدود. هذه الزيارة إضافة إلى مواقف أخرى صدرت عن "طالبان"، تدل وفق مراقبين على وجود تنسيق روسي-إيراني-باكستاني لدعم "طالبان"، وهو ما سيدفع المنطقة لتطورات كبيرة. كما أنه قد يكون بداية تحالف غير معلن في وجه الولايات المتحدة الأميركية وأفغانستان. وتُطرح أسئلة كثيرة حول المستفيد من تلك التجاذبات وماذا سيكون مستقبل أفغانستان إذا أصبحت ميدان صراع إقليمي مرة أخرى، إلا أن الظاهر حالياً أن لهذه التطورات أثراً واحداً وهو تمزيق "طالبان".
وفي ما بدا كرد فعل على التحرك الروسي الإيراني بمباركة باكستانية، قام وفد قيادي بارز في "طالبان" بزيارة للسعودية من دون إذن زعيم الحركة. وقالت مصادر في الحركة إن وفداً من تسعة قياديين مهمين فيها زار السعودية أخيراً لمناقشة قضية أفغانستان مع القيادة السعودية، والاستعانة بها لبدء حوار مع الحكومة الأفغانية، وهو خيار يفضله هؤلاء القادة على الوقوع في حضن موسكو وطهران، لاعتبارهم أن ذلك سيؤدي لإشعال فتيل حرب أهلية في بلادهم. وتضيف المصادر أن من بين القادة الذين سافروا إلى الرياض عبدالرحمن زاهد، عبدالرحمن أحمد هوت، شیخ نظر محمد، مولوي أحمد رباني، مولوي مسلم حقاني، مولوي نصرالله وشیراغا رشیدي، وكلهم قياديون بارزون في الحركة، ومعهم قياديون آخرون يرضون بدور سعودي في المصالحة الأفغانية بدلاً من الوقوع في يد روسيا أو إيران. وجل هؤلاء من المقربين من مؤسس الحركة الملا عمر، وأفراد أسرته أو المنتمين إلى الجهاد الأفغاني ضد الروس.
وأكد قيادي في الحركة زيارة وفد من علماء الدين وقادة "طالبان" الرياض الشهر الماضي، معتبراً أن تقارب "طالبان" مع موسكو وطهران أدى إلى خلق فجوة، ولكنه نفى علمه بأية رد فعل لزعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده على زيارة الوفد، فيما كشفت صحيفة "تاند" المحلية نقلاً عن مصدر في الحركة، أن زعيم الحركة لم يرض بهذه الزيارة، لذا أقدم على إخراج هؤلاء من الحركة، الأمر الذي أدى إلى عداء بين الطرفين وصل إلى التهديد بالقتل. كما أشارت الصحيفة إلى أنه في الفترة القريبة المقبلة سيزور هؤلاء وقياديون آخرون الرياض، أو أية عاصمة عربية مرة أخرى لمواصلة المسيرة، وتشكيل كيان داخل الحركة يعارض الدور الروسي الإيراني، ويرغب في الحوار مع الحكومة الأفغانية والتوصل معها إلى حل، على غرار الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار، ما يشير إلى أن موسكو وطهران اللتين ساعدتا "طالبان" بالعتاد والأموال بدأتا تمزقان الحركة إلى أطراف متناحرة.
اقــرأ أيضاً
ويرى مراقبون أن إيران وروسيا تحاولان استخدام "طالبان" لأجل مصالحهما في أفغانستان، مقابل مساعدتها بالمال والعتاد، لا سيما لأجل الوقوف في وجه تنظيم "داعش"، وهما تسعيان لخلق فجوة بين الحركة المتشددة وبين الدول العربية. وكان الهجوم على الدبلوماسيين الإماراتيين في قندهار قبل شهرين، الذي نفذه عناصر في الحركة من دون تبنّي مسؤوليته، محاولة لخلق فجوة بين "طالبان" والإمارات خصوصاً، والدول العربية على وجه العموم. وهذا ما أدركه التيار المعارض لإيران في صف الحركة، وبدأ محاولة من خلال زيارة الرياض لكي يقف في وجه نفوذ إيران وروسيا ولكي يرمم العلاقات مع الدول العربية.
ووفق صحيفة "تاند"، فإن وفداً من ثلاثة قياديين من الحركة زار الإمارات قبل السعودية، وناقش مع القيادة الإماراتية أبعاد القضايا الأفغانية. كما سيزور وفد آخر من التيار المعارض لإيران الإمارات. وتوقعت الصحيفة أن يلتقي الوفد هذه المرة بوفد من الحكومة الأفغانية في الإمارات. ووصفت الصحيفة هؤلاء القادة بالأثرياء وأصحاب النفوذ داخل "طالبان" وبعضهم من مؤسسي الحركة.
زيارة الوفد الروسي الأخير إلى المناطق القبلية الباكستانية، وتفقده مراكز الحركة داخل أفغانستان، كما تقول السلطات الأفغانية، أثار استياء بعض أركان "طالبان" وعامة الأفغان على حد سواء. وقال رئيس المجلس الإقليمي في إقليم بكتيا، رئيس الله أمير بهرام، إن زيارة الوفد الروسي إلى المناطق الحدودية "محاولة لفتح جبهة ضد الحكومة الأفغانية، ونحن كشعب له سيادته نعارض ذلك وسنقف بكل قوة في وجه هذه المحاولة الرامية لرمي أفغانستان في أتون حرب جديدة". من جهته، قال الزعيم القبلي في الإقليم، تاج محمد منغل، إن "التحرك الروسي في المنطقة والتنسيق بين باكستان وإيران وروسيا خطير للغاية، ويشير إلى أننا سنقع مرة أخرى في ميدان صراع بين القوى العالمية والإقليمية، ولكننا لن نسمح بذلك وسنقف صفاً واحداً في وجه كل معتدٍ على أرضنا".
ولم تتوقف الانعكاسات على ذلك، فبعد أن توجّه المستاؤون من قيادة الحركة والمعارضون للدور الروسي الإيراني إلى الرياض، بدأت الانشقاقات من "طالبان" في الميدان، إذ أعلن القيادي في الحركة عبد الله جريك، والذي لديه نفوذ على الحدود مع دول آسيا الوسطى في شمال أفغانستان، انشقاقه من الحركة بحجة أن إيران وروسيا بدأتا تتلاعبان بها. وقال جريك في حوار مع وسائل إعلام أفغانية: "كنا نقاتل لتطبيق الشريعة وإعلاء كلمة الله، ولكن لما وصلت إلينا أسلحة إيرانية وروسية لندمر بها بلادنا ولنقاتل بها أبناء شعبنا، أدركنا أننا ضحية حروب أجنبية. وبالتالي تواصلنا مع المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية، وها نحن الآن ندافع عن الأراضي التي نسيطر عليها على الحدود مع دول آسيا الوسطى، وسنقف في وجه كل من يعبث بأمن بلادنا". وكان قيادي آخر قد هدد باتخاذ موقف معارض إذا استمر زعيم الحركة في سياساته الحالية. ولكن على الرغم من التداعيات السلبية لتعاون الحركة مع إيران وروسيا، إلا أن قيادة الحركة تبدو مرغمة على ذلك نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها "طالبان" حالياً، وللتقارب بين الحكومة الأفغانية والدول العربية، وهو ما استغلته طهران وموسكو للتقارب مع "طالبان".
وأكد قيادي في الحركة زيارة وفد من علماء الدين وقادة "طالبان" الرياض الشهر الماضي، معتبراً أن تقارب "طالبان" مع موسكو وطهران أدى إلى خلق فجوة، ولكنه نفى علمه بأية رد فعل لزعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده على زيارة الوفد، فيما كشفت صحيفة "تاند" المحلية نقلاً عن مصدر في الحركة، أن زعيم الحركة لم يرض بهذه الزيارة، لذا أقدم على إخراج هؤلاء من الحركة، الأمر الذي أدى إلى عداء بين الطرفين وصل إلى التهديد بالقتل. كما أشارت الصحيفة إلى أنه في الفترة القريبة المقبلة سيزور هؤلاء وقياديون آخرون الرياض، أو أية عاصمة عربية مرة أخرى لمواصلة المسيرة، وتشكيل كيان داخل الحركة يعارض الدور الروسي الإيراني، ويرغب في الحوار مع الحكومة الأفغانية والتوصل معها إلى حل، على غرار الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار، ما يشير إلى أن موسكو وطهران اللتين ساعدتا "طالبان" بالعتاد والأموال بدأتا تمزقان الحركة إلى أطراف متناحرة.
ويرى مراقبون أن إيران وروسيا تحاولان استخدام "طالبان" لأجل مصالحهما في أفغانستان، مقابل مساعدتها بالمال والعتاد، لا سيما لأجل الوقوف في وجه تنظيم "داعش"، وهما تسعيان لخلق فجوة بين الحركة المتشددة وبين الدول العربية. وكان الهجوم على الدبلوماسيين الإماراتيين في قندهار قبل شهرين، الذي نفذه عناصر في الحركة من دون تبنّي مسؤوليته، محاولة لخلق فجوة بين "طالبان" والإمارات خصوصاً، والدول العربية على وجه العموم. وهذا ما أدركه التيار المعارض لإيران في صف الحركة، وبدأ محاولة من خلال زيارة الرياض لكي يقف في وجه نفوذ إيران وروسيا ولكي يرمم العلاقات مع الدول العربية.
ووفق صحيفة "تاند"، فإن وفداً من ثلاثة قياديين من الحركة زار الإمارات قبل السعودية، وناقش مع القيادة الإماراتية أبعاد القضايا الأفغانية. كما سيزور وفد آخر من التيار المعارض لإيران الإمارات. وتوقعت الصحيفة أن يلتقي الوفد هذه المرة بوفد من الحكومة الأفغانية في الإمارات. ووصفت الصحيفة هؤلاء القادة بالأثرياء وأصحاب النفوذ داخل "طالبان" وبعضهم من مؤسسي الحركة.
زيارة الوفد الروسي الأخير إلى المناطق القبلية الباكستانية، وتفقده مراكز الحركة داخل أفغانستان، كما تقول السلطات الأفغانية، أثار استياء بعض أركان "طالبان" وعامة الأفغان على حد سواء. وقال رئيس المجلس الإقليمي في إقليم بكتيا، رئيس الله أمير بهرام، إن زيارة الوفد الروسي إلى المناطق الحدودية "محاولة لفتح جبهة ضد الحكومة الأفغانية، ونحن كشعب له سيادته نعارض ذلك وسنقف بكل قوة في وجه هذه المحاولة الرامية لرمي أفغانستان في أتون حرب جديدة". من جهته، قال الزعيم القبلي في الإقليم، تاج محمد منغل، إن "التحرك الروسي في المنطقة والتنسيق بين باكستان وإيران وروسيا خطير للغاية، ويشير إلى أننا سنقع مرة أخرى في ميدان صراع بين القوى العالمية والإقليمية، ولكننا لن نسمح بذلك وسنقف صفاً واحداً في وجه كل معتدٍ على أرضنا".