أفريقيا بين العربي وأنفاسه

20 مارس 2015
"أفريقيا"، حامد ندا / مصر
+ الخط -

كثيراً ما خيّل لي أن الجزيرة العربية تتوشح بغِلالة أفريقية عملاقة ولا مرئية. ليس جسدها فحسب، بل روحها المعذَّبة أيضاً.

يكفي أن نصغي إلى المدوّنة الغنائية الخليجية قبل أن تعطبها "الكليبات" وطفرة الفضائيات، لنلمس قوة الأثر الأفريقي في ثقافة العرب، في تلك المنطقة بشكل خاص.

إن الثقافة الزنجبارية، مثلاً، مؤثرة في الخليج العربي (تقاليده الموسيقية خصوصاً) أكثر من أي ثقافة أخرى. لا يغرّنكم الركض في "المولات" وتتبع خطوات الرجل الأبيض وبضائعه. أفريقيا بين العربي وأنفاسه، كما أن الأثر العربي في أفريقيا بات واحداً من وشوم أعماقها.

السؤال المريض "لماذا لا تحبّنا أوروبا؟" كان يجب أن يكون "لماذا لا نحبّ أفريقيا؟". لن نكتفي بالواقعة الاستعمارية كتفسير؛ هناك شيء مريض في ثقافتنا، ولا خلاص من مرض إلا بتسميته ومواجهته.

إن النظرة السلبية إلى الثقافات الأفريقية وانقطاع الصلات الثقافية معها هي من أكثر ما نخجل منه في الثقافة العربية، وكأن بعض أكبر بلداننا، كالجزائر ومصر، ليست من أفريقيا.

نحن بحاجة إلى شيء يتجاوز النقد الذاتي.

بعين الخيال أو بعين السينما؛ أصنع مشهداً لثلاثة أجيال من المثقفين العرب أداروا وجههم عن أفريقيا في اتجاه الغرب، وهم يجلدون أنفسهم في سهوب لا نهاية لها على طريقة الخاطئين في العصور المظلمة الأوروبية، وفي مقدمة هؤلاء سلامة موسى وطه حسين!

المساهمون