ولقيت الحملات الشعبية رواجاً غير مسبوق، إذ تزايد عدد التونسيين المقبلين على تجميع "أغطية المحبة" أو "أغطية الأمل" كما يطلقون عليها، وسجلت عدة محافظات في البلاد تحركاً عفوياً بهدف إنساني محض.
وشارك نشطاء في تنظيم حملات واسعة لتجميع والتقاط الأغطية البلاستيكية من الشواطئ والساحات العامة والفضاءات العمومية والحدائق والملاهي، كما تطوع كثيرون بتحويل غرفة أو سطح منزله إلى نقطة تجميع محلية حتى يتسنى جمع كميات تفي بالحاجة.
وقال الشاب صابر الغزواني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "هذه الحملة العفوية لقيت نجاحاً بفضل تضامن التونسيين في كل محافظات البلاد إذ تجندوا شباباً وأطفالاً ونساء ومن كل فئات المجتمع، لجمع أغطية القارورات مقابل كراس متحركة للمعوقين".
وأضاف الغزواني أنّ "هناك شبكات تنسيق لتجميع الأغطية في نقاط بمختلف المعتمديات والجهات ثم يتم نقلها إلى جمعية خيرية تقدمها إلى المزودين للرسكلة (إعادة التدوير) ويقدم لها في المقابل كراس متحركة يتم توزيعها على المستحقين".
ولفت إلى أنّ "نجاح الحملة يعود إلى المواطنين وحبّ التطوع لدى التونسيين، وإقدامهم على فعل الخير والإحساس بالآخر، وخصوصاً الفئات الضعيفة"، معتبراً أنّه "يكفي أنّ هناك وعيا بمعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة".
وتقوم جمعية "أمل تونس" بتجميع كميات أغطية القوارير وتحويلها إلى مزودين ونقاط تدوير النفايات حتى يتم تمكينهم من تأمين كراس متحركة في المقابل، يتم توزيعها على حاملي الإعاقات.
وقالت الناشطة مروى بطيخ، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حملات جمع الأغطية البلاستيكية هي حركة مواطنة يتم من خلالها كسب رهانين؛ الأول مساعدة حامل إعاقة على التحرك اليسير وممارسة أنشطته، وثانياً المساهمة في نظافة البيئة والمحيط"، مشيرة إلى أنّ "هذه الحملة تدخل في إطار المواطنة البيئية وتثقيف الطفولة ونشر الوعي لدى الناشئة بقيم النظافة ومساعدة الآخرين".
وأضافت أنّ "مجرد الانخراط في حملة التجميع هو تعبير من المواطنين بالاهتمام بحاملي الإعاقات والتزام بقضية البيئة السليمة بشكل تلقائي".
من جانب آخر، قالت آية البجاوي صاحبة روضة وحضانة أطفال بمنطقة منوبة شمالي تونس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك تفاعلاً كبيراً من الأهالي والأولياء الذين شجعوا أبناءهم في إطار تمرين بيداغوجي لتعليمهم معاني التطوع وحب الآخر".
وأضافت أنّها تخصص فضاءً في مقر مؤسستها لجمع الأغطية، ومن ثم نقلها إلى مقر جمعية خيرية تتولى نقلها وتوفير الكراسي المتحركة لمن هم في حاجة إليها.