أغصان تلمع بقطرات الذهب

27 ابريل 2019
مقطع من عمل لـ كلود مونيه/ فرنسا
+ الخط -

ثَمة
رجلٌ في البعيدِ
يُهدي
غُيوما للفجرِ،
ثمة
دموعٌ كجثثِ الأطفالِ
تُومضُ بالألم
وبِلَّور الأحلامِ ...
ثَمّة رجل يَهذي تحت المطر
و بين الحشائشِ النابتة
في سُرَّة الفَجْرِ .

ثمة شرفاتٌ تَنزفُ

ثمة أرض
تَفترشُ سُكون الفجرِ
وتنام
حتى إشعار آخر

ثمة أَطفالٌ يولدون
من أرحامِ الظِّلال الوارفة ِ
وفي ساحةِ الحرب
حيث تتساقط شُهُب أيامنا
و تبيَّـض أحلام نافقة ..

ثمة
الألم يَنقبضُ كقلب
في جَوف كُهوف الليل.
كنا نَنصُب خيمة
و نَلتقطُ حِكَمَ الضوءِ.
النجوم كانت تغني
على إيقاع عيوننا المعلقة
و أَهداب الشمس المنسية
في أُفق الظلام

كَجِرار مُعلقة إلى شَجرة التين
نَسْتشف الغيب
في هذا
الليل الموغل في القدم ..
الذي أرخى سدوله
بأطيافِ الألم ...

ثَمَّة نجمة
تَموءُ
ملئ صوتها
تَئن تحت وطأة الجراح

وتَسيل
على قارعة الطريق..

ثمة
رسائل لا تصل أبداً
و أشباح خضراء
في معتقلات الحرية،

ثمة
شخص ينزف
وأرض ترتوي
بمياه أرحام نساء الحرب

ثمة
في البعيد
أنين لا يكاد يسمع
و لا يتوقف
بآستمرار،
صوته الخارق
صدى شعوب قديمة تنتظر على الباب..
ونزيف شمس منسية
في ركن خفي من العالم..

ثمة
عَلامات غَيرُ مفهومة
منقوشة على جلد الليل
وفي البعيد
غَابةٌ من الصنوبر
تَظهرُ وتَختفِي ،
أَغصان أشجارها
تَلمعُ بِقطراتِ ذًهبٍ في ليلٍ قديم..

ثمة
من يَخْتفي في الظُّلماتِ
ولا يظهر أبداً..


*شاعر من المغرب

المساهمون