وكان والاس قد بعث برسالة إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم، الغرفة الدنيا من البرلمان البريطاني، ليطلعهم على تفاصيل تواصل عضوين من مجلس اللوردات، الغرفة العليا من البرلمان، عن حزب المحافظين، لطلب "مساعدة حكومية لزملائهما الروس" منذ تولي والاس منصبه عام 2016.
وقال والاس إنه رفض لقاء اللورد باركر، رئيس شركة "إن بلس" الروسية العملاقة للطاقة، والتي يملك أغلبية أسهمها أوليغ دريباسكا، أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما أن كلاً من "إن بلس" ودريباسكا على قائمة العقوبات البريطانية منذ الاعتداء الروسي على سالزبري في مارس/ آذار الماضي.
كما تذكر الرسالة التي كشفت عنها الصحيفة البريطانية عن اجتماع وزاري عقد مع اللورد فيرفاكس، عن حزب المحافظين، والذي أراد مناقشة خبراته التي حصل عليها من عمله مع شركة "سوفكومفلوت" الروسية للشحن والمملوكة من قبل الدولة الروسية. ويدير فيرفاكس الفرع البريطاني للشركة الروسية.
وتأتي هذه التسريبات وسط مخاوف تنتشر في أوساط مجلس العموم من أن يكون أعضاء في مجلس اللوردات يمارسون الضغط على الحكومة البريطانية لصالح روسيا. كما خرجت مطالب بتغيير قوانين التعامل في مجلس اللوردات بهدف تضييق الخناق على مدى نفوذ الدول الأجنبية في المجلس.
ويمتلك العديد من أعضاء مجلس اللوردات علاقات بروسيا. فاللورد سكيدلسكي عضو في مجلس إدارة روسنفت، وهي شركة روسية للنفط يملك ميخائيل غوتسيريف 47 في المائة من أسهمها، وهو مدرج على قائمة المقربين من بوتين. وكان سكيدلسكي قد رفض العقوبات الغربية على روسيا في كلمة له في مجلس اللوردات عام 2014، على خلفية ضمها لشبه جزيرة القرم.
أما اللورد بونسونبي، عن حزب العمال، فيعمل في إدارة شركة "آر إن جي" الروسية للنفط والغاز، وشركة "إيست سيب" القبرصية العاملة في روسيا.
كما تقدم عدد من أعضاء المجلس بأسئلة برلمانية خلال جلسات النقاش حول مواضيع ذات علاقة بالمصالح الروسية، والتي تشمل السياسة الدفاعية، والاستراتيجية في سورية والدفاع المدني السوري، المعروف بالخوذ البيضاء.
أما اللورد تروسكوت، فقد اقترح عام 2013 اسم بوتين لجائزة نوبل للسلام. وتقول الصحيفة إنه متزوج من سفيتلانا شيرنيكوف، ابنة أحد قادة الجيش الأحمر الروسي السابق. ونقلت الصحيفة عنه أن شركة الذهب الروسية ليست بشركة روسية، ولا وجود للمال الروسي فيها. وقال إن العديد من الشركات البريطانية تعمل في روسيا وغيرها من الأسواق النامية. وأكد على عدم ارتباطه بالحكومة الروسية.
أما في ما يتعلق بسورية، فتستضيف البارونة كوكس الأسبوع المقبل جلسة نقاش ينظمها المركز الأوروبي لدراسة التطرف، الذي يتبنى رواية نظام الأسد عن الثورة السورية. وبينما كانت كوكس قد زارت سورية عدة مرات بدعوة من وزير المصالحة في حكومة الأسد، علي حيدر، قام المركز بدعوة حيدر، في إبريل/ نيسان الماضي، للحديث في بريطانيا عن دور الأسد في مكافحة التطرف بسورية. ودفعت الاحتجاجات الشديدة إلى إلغاء استضافة حيدر في بريطانيا، وهو زعيم مليشيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذي التوجه الفاشي، ويضم 6 إلى 8 آلاف مقاتل.
كما سيستضيف اللورد كليكلوني ربال رفعت الأسد، ابن عم بشار الأسد، في جلسة بالبرلمان البريطاني عن تأثير سورية في المنطقة، مساء غد الخميس.
ويطلب من أعضاء البرلمان البريطاني تسجيل كافة امتيازاتهم التي يحصلون عليها من مؤسسات وأفراد خارجيين، والتي يتلقون منها أموالاً أو فوائد، والهدف منها ضمان عدم وجود تضارب بين مصالحهم والمصلحة العامة.
وطالب عدد من نواب مجلس العموم أعضاء اللوردات بالكشف عن جميع صلاتهم بروسيا، حيث قال بوب سيلي، النائب عن حزب المحافظين وعضو لجنة العلاقات الخارجية: "هل يصح للبرلمانيين أن يتلقوا الأموال من الدول المستبدة ووكلائها المفترضين؟ بالطبع لا... إن اللوردات الذين يعملون لصالح دول أجنبية معادية يجب أن يفقدوا حقهم في الجلوس في البرلمان".