يلجأ يمنيّون إلى وصفات طبيّة تقليديّة لظنّهم أنّها قد تشفيهم من أمراض عدّة. وما إن بدأت الكوليرا تتفشّى في المحافظات اليمنيّة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وصفات قيل إنها قادرة على علاج الكوليرا من دون الحاجة إلى التوجّه إلى المستشفيات وشراء الأدوية.
إحدى هذه الوصفات هي عشبة "العثرب". وبحسب رسالة انتشرت على "واتساب"، فإن تناول هذه العشبة يوميّاً كفيل بعلاج المرض من دون الحاجة إلى التوجه إلى المستشفيات، وهو ما اعتبره أطباء تضليلاً متعمّداً يستهدف حياة الأهالي، خصوصاً القاطنين في مناطق نائية.
ويصف العامل في القطاع الصحّي عبد الكريم يحيى هذه الوسائل بـ "القاتلة"، خصوصاً أنّها تلهي المريض وتجعله يتأخر عن الذهاب إلى المستشفى والحصول على العلاج اللازم. يقول لـ "العربي الجديد" إنه في حال "تأخر المريض عن التوجه إلى المستشفى لأخذ الأدوية الخاصة بالكوليرا، ستكون النتيجة الموت". يضيف أن مثل هذه الرسائل تجعل المريض يعتقد أنه سيتعافى مع مرور الوقت في حال تناول هذه الوصفات، مشيراً إلى أن أكثر من يُخدع هم سكان المناطق النائية الذين يصعب عليهم الوصول إلى المستشفيات.
يضيف يحيى أنه من يتأثر بهذه الرسالة مريض في منطقة نائية يجد صعوبة في الوصول إلى المستشفى بسبب وعورة الطرقات أو عدم امتلاكه المال الذي يساعده على التنقل وتوفير ثمن الدواء. ومثل هذه الوصفات تكون فرصة لهم للتداوي من دون الحاجة للانتقال إلى المدينة. ورغم الخوف الذي يسيطر على عدد من اليمنيين من جرّاء تفشي الكوليرا مؤخّراً، ما دفعهم للذهاب إلى المستشفيات بمجرد إصابتهم بإسهال قد لا يكون له علاقة بالكوليرا، إلّا أنّ بعض المواطنين لا يدركون خطورة المرض ويتبعون أساليب تقليدية لعلاجه.
في هذا السياق، يقول كمال محمد إن والدته أصيبت بالمرض، لكنّها أخفت الأمر معتقدة أنها أصيبت بإسهال نتيجة تناولها طعاماً معيّناً. يضيف أنّها بدأت تتناول اللبن وتشرب الشاي بكثرة، معتقدة أن هذا قد يساعدها. لكنّ حين عرف أنها تعاني من إسهال، نقلها إلى المستشفى على الفور.
ويلجأ كثير من اليمنيّين إلى البحث عن أدوية أو وصفات مجانية أو زهيدة الثمن بسبب ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية التي تساعد على علاج الكوليرا. سعد الحفاشي، أحد الذين أصيب بالكوليرا في محافظة المحويت، يعرب عن استيائه بسبب ارتفاع أسعار هذه الأدوية، مشيراً إلى ضرورة أن "تجتمع وزارة الصحة العامة والسكان مع منتجي ومستوردي الأدوية لتثبيت الأسعار وتخفيضها". يضيف: "هذه أعظم خدمة يقدمونها للشعب في هذا الظرف الصعب".
اقــرأ أيضاً
يقول مدير أحد مراكز التداوي بالأعشاب في صنعاء، محمد عبد السلام الظمين، إن لديه دواء للكوليرا، وفي إمكانه إرساله إلى أي محافظة في اليمن أو دولة مجاورة. لكن في المقابل، تؤكّد مصادر طبيّة في المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني في اليمن، عدم صحّة أي أخبار عن أدوية مداوية للكوليرا مصنوعة من الأعشاب، واصفة ما يحدث بـ "عمليات النصب".
ويوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن إسمه أنّ "كثيراً من المواطنين يقعون في فخ مثل هذه الإعلانات، والتي يسعى أصحابها إلى كسب المال". ويشير إلى أنّ "التعاطي مع مثل هذه الوصفات قد يؤدي إلى الموت، باعتبار أنّ بعض الأعشاب المستخدمة سامة، أو تساهم في تأخر المريض في الحصول على الأدوية اللازمة". يضيف أنّ بعض الصيادلة وشركات الأدوية تستغل الأوضاع وخوف الناس لتروّج لمضادات حيوية باعتبارها تقي الإنسان من الكوليرا، وهذا ليس صحيحاً.
وسعياً إلى مكافحة المرض، سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قافلة محمّلة بـ 550 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج المصابين بالكوليرا في اليمن. وفي وقت سابق، أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص 3.8 ملايين يورو لمواجهة تفشي الكوليرا. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المساعدة الإنسانية وإدارة الأزمات، خريستوس ستيليانيدس، إن اليمن يواجه تفشياً سريعاً للكوليرا على مستوى غير مسبوق، مشيراً إلى أن الكتلة الأوروبية ستزيد من الأموال المخصصة للدولة "من أجل مساعدة المحتاجين". أضاف أنّ "هذه المساعدة ستسمح لشركائنا الإنسانيّين زيادة قدراتهم سريعاً لمعالجة الأشخاص وإنقاذ الأرواح"، لافتاً إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار تمويل عام مقدّم من الاتحاد الأوروبي إلى اليمن خلال العام الجاري.
وبحسب منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك، فإنّ المنظمات الإنسانية تحتاج إلى 55.4 مليون دولار أميركي للوقاية والعلاج من الكوليرا على كافة الأصعدة الوطنية والمحلية خلال الأشهر الستة المقبلة. أضاف أن "الكوليرا تنتشر في اليمن بوتيرة غير مسبوقة".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا بلغ 38 ألف حالة، وأن عدد الوفيات هو 398 حالة، منذ 27 أبريل/ نيسان الماضي.
اقــرأ أيضاً
إحدى هذه الوصفات هي عشبة "العثرب". وبحسب رسالة انتشرت على "واتساب"، فإن تناول هذه العشبة يوميّاً كفيل بعلاج المرض من دون الحاجة إلى التوجه إلى المستشفيات، وهو ما اعتبره أطباء تضليلاً متعمّداً يستهدف حياة الأهالي، خصوصاً القاطنين في مناطق نائية.
ويصف العامل في القطاع الصحّي عبد الكريم يحيى هذه الوسائل بـ "القاتلة"، خصوصاً أنّها تلهي المريض وتجعله يتأخر عن الذهاب إلى المستشفى والحصول على العلاج اللازم. يقول لـ "العربي الجديد" إنه في حال "تأخر المريض عن التوجه إلى المستشفى لأخذ الأدوية الخاصة بالكوليرا، ستكون النتيجة الموت". يضيف أن مثل هذه الرسائل تجعل المريض يعتقد أنه سيتعافى مع مرور الوقت في حال تناول هذه الوصفات، مشيراً إلى أن أكثر من يُخدع هم سكان المناطق النائية الذين يصعب عليهم الوصول إلى المستشفيات.
يضيف يحيى أنه من يتأثر بهذه الرسالة مريض في منطقة نائية يجد صعوبة في الوصول إلى المستشفى بسبب وعورة الطرقات أو عدم امتلاكه المال الذي يساعده على التنقل وتوفير ثمن الدواء. ومثل هذه الوصفات تكون فرصة لهم للتداوي من دون الحاجة للانتقال إلى المدينة. ورغم الخوف الذي يسيطر على عدد من اليمنيين من جرّاء تفشي الكوليرا مؤخّراً، ما دفعهم للذهاب إلى المستشفيات بمجرد إصابتهم بإسهال قد لا يكون له علاقة بالكوليرا، إلّا أنّ بعض المواطنين لا يدركون خطورة المرض ويتبعون أساليب تقليدية لعلاجه.
في هذا السياق، يقول كمال محمد إن والدته أصيبت بالمرض، لكنّها أخفت الأمر معتقدة أنها أصيبت بإسهال نتيجة تناولها طعاماً معيّناً. يضيف أنّها بدأت تتناول اللبن وتشرب الشاي بكثرة، معتقدة أن هذا قد يساعدها. لكنّ حين عرف أنها تعاني من إسهال، نقلها إلى المستشفى على الفور.
ويلجأ كثير من اليمنيّين إلى البحث عن أدوية أو وصفات مجانية أو زهيدة الثمن بسبب ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية التي تساعد على علاج الكوليرا. سعد الحفاشي، أحد الذين أصيب بالكوليرا في محافظة المحويت، يعرب عن استيائه بسبب ارتفاع أسعار هذه الأدوية، مشيراً إلى ضرورة أن "تجتمع وزارة الصحة العامة والسكان مع منتجي ومستوردي الأدوية لتثبيت الأسعار وتخفيضها". يضيف: "هذه أعظم خدمة يقدمونها للشعب في هذا الظرف الصعب".
يقول مدير أحد مراكز التداوي بالأعشاب في صنعاء، محمد عبد السلام الظمين، إن لديه دواء للكوليرا، وفي إمكانه إرساله إلى أي محافظة في اليمن أو دولة مجاورة. لكن في المقابل، تؤكّد مصادر طبيّة في المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني في اليمن، عدم صحّة أي أخبار عن أدوية مداوية للكوليرا مصنوعة من الأعشاب، واصفة ما يحدث بـ "عمليات النصب".
ويوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن إسمه أنّ "كثيراً من المواطنين يقعون في فخ مثل هذه الإعلانات، والتي يسعى أصحابها إلى كسب المال". ويشير إلى أنّ "التعاطي مع مثل هذه الوصفات قد يؤدي إلى الموت، باعتبار أنّ بعض الأعشاب المستخدمة سامة، أو تساهم في تأخر المريض في الحصول على الأدوية اللازمة". يضيف أنّ بعض الصيادلة وشركات الأدوية تستغل الأوضاع وخوف الناس لتروّج لمضادات حيوية باعتبارها تقي الإنسان من الكوليرا، وهذا ليس صحيحاً.
وسعياً إلى مكافحة المرض، سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قافلة محمّلة بـ 550 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج المصابين بالكوليرا في اليمن. وفي وقت سابق، أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص 3.8 ملايين يورو لمواجهة تفشي الكوليرا. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المساعدة الإنسانية وإدارة الأزمات، خريستوس ستيليانيدس، إن اليمن يواجه تفشياً سريعاً للكوليرا على مستوى غير مسبوق، مشيراً إلى أن الكتلة الأوروبية ستزيد من الأموال المخصصة للدولة "من أجل مساعدة المحتاجين". أضاف أنّ "هذه المساعدة ستسمح لشركائنا الإنسانيّين زيادة قدراتهم سريعاً لمعالجة الأشخاص وإنقاذ الأرواح"، لافتاً إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار تمويل عام مقدّم من الاتحاد الأوروبي إلى اليمن خلال العام الجاري.
وبحسب منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك، فإنّ المنظمات الإنسانية تحتاج إلى 55.4 مليون دولار أميركي للوقاية والعلاج من الكوليرا على كافة الأصعدة الوطنية والمحلية خلال الأشهر الستة المقبلة. أضاف أن "الكوليرا تنتشر في اليمن بوتيرة غير مسبوقة".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا بلغ 38 ألف حالة، وأن عدد الوفيات هو 398 حالة، منذ 27 أبريل/ نيسان الماضي.