تُسجَّل في بلجيكا واحدة من أعلى نسب فقر الأطفال في البلدان الأوروبية، الأمر الذي يؤرّق العاملين في المجال الاجتماعي الذين يبحثون كيفية محاربته. وبهدف الإحاطة بهذه القضيّة، استحدث باحثون مؤشّراً أوروبياً يقيس الصعوبات التي يواجهها الأطفال في يومياتهم هو مؤشّر الحرمان.
ويعيش أكثر من طفل واحد من بين كلّ ستة أطفال في بلجيكا تحت عتبة فقر، فيما يتعرّض طفل واحد من بين كلّ خمسة أطفال إلى مخاطر فقر الدخل، على الرغم من أنّ مكافحة فقر الأطفال أُدخل تدريجياً في إطار السياسات العامة على مدى عقود. وتفيد تحقيقات مجموعة من المنظمات العاملة في مجال مكافحة الفقر بأنّ نسبة فقر الأطفال تصل إلى 15 في المائة في إقليم فلاندر (شمال) الغني، وإلى 25 في المائة في إقليم والوني (جنوب)، و40 في المائة في إقليم بروكسل (شمال وسط).
في هذا السياق، تقول الخبيرة البلجيكية آني كوفين لـ"العربي الجديد" إنّ "هذه الأرقام المقلقة تدلّ على أنّ الواقع الذي يواجهه المواطنون الأصغر سناً قاسٍ ومعقّد، وهذا أمر لا يُحتمَل"، مؤكدة أنّ "لفقر الأطفال تأثيره على كلّ جوانب حياتهم، سواء أكان ذلك يتعلّق بتعليمهم أو صحتهم أو نموّهم النفسي والاجتماعي ومستقبلهم". تضيف أنّ "ثمّة تقريراً حديثاً صدر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أظهر أنّ الخروج من الفقر يحتاج إلى خمسة أجيال في المتوسّط، بمعنى آخر، فإنّه من المرجّح أن يصير الأطفال المتحدرون من خلفيات هشّة بالغين فقراء". من هنا، أهميّة محاولة كسر الحلقة المفرغة في وقت مبكر، من خلال جعل الأطفال أولوية في برامج مكافحة الفقر. وتشرح كوفين أنّ "الحرمان لدى الأطفال يُقاس بشكل ملموس من خلال المؤشّر الموضوع على المستوى الأوروبي الذي يتضمّن 17 معياراً، علماً أنّ الطفل يُعَدّ في حالة حرمان عندما لا يلبّي ثلاثة من تلك المعايير، ومنها تناول الفواكه والخضراوات كلّ يوم، والعيش في منزل دافئ، ودعوة الأصدقاء إلى المنزل في بعض الأحيان، وامتلاك زوجَين من الأحذية بالمقاس الصحيح، والمشاركة في حفلات المدرسة، وامتلاك كتب مناسبة لسنّ الطفل في المنزل".
اقــرأ أيضاً
وفي دراسة في هذا السياق موّلتها مؤسسة الملك بودوان التي تتّخذ من بروكسل مقرّاً لها وتعمل في البلاد وكذلك على الصعيدَين الأوروبي والعالمي، تبيّن أنّ الحرمان على المدى الطويل أكبر بكثير ممّا يمكن تصوّره. ومثال على ذلك، توضح الدراسة أنّ طفلاً في سنّ الرابعة من أسرة هشّة يستخدم نصف عدد الكلمات (كمتوسّط) التي يستخدمها طفل من خلفيّة مميّزة، وهذا الأمر الذي يؤدّي إلى بطء في تعلّمه القراءة من بين أمور أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنّه لمواجهة هذا الواقع المظلم واحتفاء باليوم العالمي للقضاء على الفقر (17 أكتوبر/ تشرين الأول)، عقدت مؤسسة الملك بودوان لقاءً مع اتحاد المدن والبلديات بهدف العمل على تعزيز طاقاتهما لمواجهة فقر الأطفال على المستوى المحلي كخطوة أولى.
وتمّ التركيز على الوسائل المتاحة لرؤساء البلديات والمشرفين على مراكز المساعدة الاجتماعية للقضاء على الفقر وتخفيف عواقبه على الأطفال. ولتحديد انتشار فقر الأطفال، كلّفت المؤسسة باحثين في إحدى الجامعات رسم خريطة، على مستوى البلديات لمصلحة المنتخَبين المحليّين، لعوامل الخطر المختلفة لفقر الأطفال، بالإضافة إلى دليل لمواجهته.
اقــرأ أيضاً
وتشير كوفين إلى أنّ "الأسر الفقيرة تكون غالباً غير مطلعة على حقوقها وغير مستعدة بطريقة مناسبة للمطالبة بها. لذا أنشأ مكتب المساعدة الاجتماعية في مدينة نامور (جنوب) شبكة من المهنيين المختصّين في مرحلة الطفولة المبكرة لتوعية المواطنين حول عواقب الفقر على الأطفال". تضيف أنّ "اقتراحات مؤسسة المك بودوان تشدّد على ضرورة أن تطوّر كلّ البلديات أساليب استباقية لجذب الأسر التي لا تخطو بنفسها تلك خطوة، حتى تلتقي المسؤولين للبحث عن حلول لفقر الأطفال". وتتابع أنّ "البيت الاجتماعي في مدينة ميخلن (شمال) كان سبّاقاً في إنشاء فريق يتكّلف بمثل هذه المهمّة، فيرافق مساعد اجتماعي الأسر التي تواجه المشاكل والصعوبات الاجتماعية". يُذكر أنّ فريق المتخصصين يتبنّى طريقة عمل مرنة جداً، ما يسهّل عمليّة التعرّف عن قرب إلى احتياجات الأسر وفي أسرع وقت ممكن. وقد تمكّنت 122 أسرة وأكثر من 320 طفلاً، منذ عام 2014، من الاستفادة من خدمة ذلك الفريق. والأسر التي شملتها دراسة مؤسسة الملك بودوان، صرّحت بأنّ تحسّن ظروف معيشتها يرتبط بشكل أو بآخر بدعم فريق البيت الاجتماعي.
ويعيش أكثر من طفل واحد من بين كلّ ستة أطفال في بلجيكا تحت عتبة فقر، فيما يتعرّض طفل واحد من بين كلّ خمسة أطفال إلى مخاطر فقر الدخل، على الرغم من أنّ مكافحة فقر الأطفال أُدخل تدريجياً في إطار السياسات العامة على مدى عقود. وتفيد تحقيقات مجموعة من المنظمات العاملة في مجال مكافحة الفقر بأنّ نسبة فقر الأطفال تصل إلى 15 في المائة في إقليم فلاندر (شمال) الغني، وإلى 25 في المائة في إقليم والوني (جنوب)، و40 في المائة في إقليم بروكسل (شمال وسط).
في هذا السياق، تقول الخبيرة البلجيكية آني كوفين لـ"العربي الجديد" إنّ "هذه الأرقام المقلقة تدلّ على أنّ الواقع الذي يواجهه المواطنون الأصغر سناً قاسٍ ومعقّد، وهذا أمر لا يُحتمَل"، مؤكدة أنّ "لفقر الأطفال تأثيره على كلّ جوانب حياتهم، سواء أكان ذلك يتعلّق بتعليمهم أو صحتهم أو نموّهم النفسي والاجتماعي ومستقبلهم". تضيف أنّ "ثمّة تقريراً حديثاً صدر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أظهر أنّ الخروج من الفقر يحتاج إلى خمسة أجيال في المتوسّط، بمعنى آخر، فإنّه من المرجّح أن يصير الأطفال المتحدرون من خلفيات هشّة بالغين فقراء". من هنا، أهميّة محاولة كسر الحلقة المفرغة في وقت مبكر، من خلال جعل الأطفال أولوية في برامج مكافحة الفقر. وتشرح كوفين أنّ "الحرمان لدى الأطفال يُقاس بشكل ملموس من خلال المؤشّر الموضوع على المستوى الأوروبي الذي يتضمّن 17 معياراً، علماً أنّ الطفل يُعَدّ في حالة حرمان عندما لا يلبّي ثلاثة من تلك المعايير، ومنها تناول الفواكه والخضراوات كلّ يوم، والعيش في منزل دافئ، ودعوة الأصدقاء إلى المنزل في بعض الأحيان، وامتلاك زوجَين من الأحذية بالمقاس الصحيح، والمشاركة في حفلات المدرسة، وامتلاك كتب مناسبة لسنّ الطفل في المنزل".
وفي دراسة في هذا السياق موّلتها مؤسسة الملك بودوان التي تتّخذ من بروكسل مقرّاً لها وتعمل في البلاد وكذلك على الصعيدَين الأوروبي والعالمي، تبيّن أنّ الحرمان على المدى الطويل أكبر بكثير ممّا يمكن تصوّره. ومثال على ذلك، توضح الدراسة أنّ طفلاً في سنّ الرابعة من أسرة هشّة يستخدم نصف عدد الكلمات (كمتوسّط) التي يستخدمها طفل من خلفيّة مميّزة، وهذا الأمر الذي يؤدّي إلى بطء في تعلّمه القراءة من بين أمور أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنّه لمواجهة هذا الواقع المظلم واحتفاء باليوم العالمي للقضاء على الفقر (17 أكتوبر/ تشرين الأول)، عقدت مؤسسة الملك بودوان لقاءً مع اتحاد المدن والبلديات بهدف العمل على تعزيز طاقاتهما لمواجهة فقر الأطفال على المستوى المحلي كخطوة أولى.
وتمّ التركيز على الوسائل المتاحة لرؤساء البلديات والمشرفين على مراكز المساعدة الاجتماعية للقضاء على الفقر وتخفيف عواقبه على الأطفال. ولتحديد انتشار فقر الأطفال، كلّفت المؤسسة باحثين في إحدى الجامعات رسم خريطة، على مستوى البلديات لمصلحة المنتخَبين المحليّين، لعوامل الخطر المختلفة لفقر الأطفال، بالإضافة إلى دليل لمواجهته.
وتشير كوفين إلى أنّ "الأسر الفقيرة تكون غالباً غير مطلعة على حقوقها وغير مستعدة بطريقة مناسبة للمطالبة بها. لذا أنشأ مكتب المساعدة الاجتماعية في مدينة نامور (جنوب) شبكة من المهنيين المختصّين في مرحلة الطفولة المبكرة لتوعية المواطنين حول عواقب الفقر على الأطفال". تضيف أنّ "اقتراحات مؤسسة المك بودوان تشدّد على ضرورة أن تطوّر كلّ البلديات أساليب استباقية لجذب الأسر التي لا تخطو بنفسها تلك خطوة، حتى تلتقي المسؤولين للبحث عن حلول لفقر الأطفال". وتتابع أنّ "البيت الاجتماعي في مدينة ميخلن (شمال) كان سبّاقاً في إنشاء فريق يتكّلف بمثل هذه المهمّة، فيرافق مساعد اجتماعي الأسر التي تواجه المشاكل والصعوبات الاجتماعية". يُذكر أنّ فريق المتخصصين يتبنّى طريقة عمل مرنة جداً، ما يسهّل عمليّة التعرّف عن قرب إلى احتياجات الأسر وفي أسرع وقت ممكن. وقد تمكّنت 122 أسرة وأكثر من 320 طفلاً، منذ عام 2014، من الاستفادة من خدمة ذلك الفريق. والأسر التي شملتها دراسة مؤسسة الملك بودوان، صرّحت بأنّ تحسّن ظروف معيشتها يرتبط بشكل أو بآخر بدعم فريق البيت الاجتماعي.