عادت الطفلة السورية، ريم حمود، في عام 2013 إلى مقاعد الدراسة، بعد انقطاع دام عامين. في اليوم الدراسي الأول، لاحظت أنها تكبر بنات صفها، ممّا نغص عليها فرحة العودة إلى المدرسة. هذا الواقع ترك لديها مشاعر سلبيّة. تقول: "إنه لأمر صعب أن أخسر عامين من عمري، خصوصاً أنني أكبر من جميع زميلاتي. أحياناً، أشعر أنّني صديقتهن ووالدتهن في آن". لكنّ الاهتمام الذي تلقاه في مدرستها ساعدها على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. وإن تشعر بالحزن أحياناً، إلا أن ما بات يسعدها هو أن مدرسيها لا يعتبرونها طفلة.
تركت ريم (14 عاماً) وعائلتها منزلهم في مدينة حمص في عام 2011، ولجأوا إلى الأردن هرباً من الصراع، لتجد الطفلة نفسها محرومة من الدراسة، أسوة بآلاف الأطفال السوريين. لاحقاً، عكفت الحكومة الأردنية، وبتمويل ومساعدة عدد من المنظمات والمجتمع الدولي، على وضع خطط تستوعب الاحتياجات التعليمية للسوريين، مما أدى إلى عودة عشرات الآلاف منهم إلى المدارس. لكنّ تقديرات محليّة ودولية تشير إلى أن ثلث الأطفال في سن الدراسة ما زالوا لا يحصلون على تعليم رسمي.
تذكر ريم يومها الأول في المدرسة. "ارتديت أجمل ما لدي من ثياب. لكن حين دخلت إلى المدرسة، صدمت. كانت المدرسة كبيرة، وتختلف عن مدرستي في سورية. أمسكت بيد أمي وخشيت أن تتركني". هي اليوم في الصف الخامس، علماً بأنها كان يفترض بها أن تكون في الصف السابع.
أصرّت الطفلة على التغلب على التفاصيل التي تضايقها، خصوصاً أنها تحلم بمتابعة تعليمها، فالتحقت بمبادرة "مكاني" التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وتستهدف الأطفال والشباب. بدأت المبادرة في عام 2015، في وقت كان فيه التعليم يشكل مصدر قلق كبير للاجئين العاجزين عن إلحاق أطفالهم بالمدارس. وتشمل المبادرة خدمات لدعم التعليم، وتقديم الدعم النفسي، وتعليم المهارات الحياتية للاجئين من مختلف الجنسيات، إضافة إلى المواطنين الأردنيين. لهذه الغاية، افتتحت 200 مركز بالتعاون مع شركاء محليين في مختلف مناطق المملكة، منها 40 مركزاً داخل مخيمات اللاجئين السوريين.
بلغ عدد المستفيدين من المبادرة منذ انطلاقها في أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2015 وحتى مارس/ آذار الماضي، أكثر من 140 ألف طفل وشاب، وشكّل اللاجئون السوريون نحو 50 في المائة من المستهدفين. في أحد مراكز الصندوق الأردني الهاشمي، الشريك في تنفيذ المبادرة، كانت الطفلة العراقية عبير سالم (11 عاماً) تشارك في نشاط ترفيهي. واجهت عبير، التي تركت وأسرتها منزلهم في مدينة البصرة في عام 2015، المشكلة نفسها. فبعدما انقطعت عن الدراسة في البصرة بسبب الوضع الأمني، التحقت بالصف الرابع بدلاً من الخامس.
اقــرأ أيضاً
عبير ليست غاضبة جداً. تشعر بالحزن لخسارتها سنة دراسية. ما يضايقها أكثر أنها وابن خالها، الذي تكبره، في الصف نفسه اليوم. مع ذلك، تحاول ألّا تفكر في الأمر كثيراً. تطمح أن تصبح طبيبة في المستقبل. لذلك، تعتقد أن عليها أن تبذل جهداً كبيراً في الدراسة، وترى في "مكاني" فرصة جيدة للتعلم، يضاف إلى ما تتعلمه في المدرسة.
إلى ذلك، ترى مديرة برنامج الطفولة في المركز، رنا ذياب، أن الفارق في العمر بين التلاميذ في المرحلة الابتدائية يشكل تحدياً، ويؤدي إلى إحباط بعضهم أحياناً. تقول إنّه حتى لو كان الفرق سنة أو سنتين، فيبدو واضحاً في درجة الوعي وطريقة التفكير. تضيف: "علينا تشجيعهم على الالتحاق بالمدارس الآن، فهذا أفضل من أن يتأخروا أكثر". تضيف: "عندما بدأ البرنامج، وُعد الأطفال أن يوضعوا في صفوف تتناسب وأعمارهم، على أن يحصلوا على دروس مكثّفة. لكنّ الأنظمة المدرسية وضعتهم في صفوف أصغر، ما أدى إلى إحباط بعضهم".
وتشير ذياب إلى أن أنظمة التعليم تفرض على الأطفال الذين انقطعوا أكثر من ثلاث سنوات عن التعليم، الالتحاق ببرنامج التعليم الاستدراكي، في حين يلتحق الأطفال الذين لم يتجاوز انقطاعهم ثلاث سنوات، في التعليم النظامي، وبفارق صف أو صفين عن عمرهم.
لدى انطلاق المرحلة الأولى من مبادرة "مكاني" في أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2015، اعتمدت خدمات التعليم غير الرسمي للاجئين، إذ إن غالبية اللاجئين السوريين ليسوا على مقاعد الدراسة. وهدفت المبادرة في مرحلتها الأولى إلى توفير التعليم في المركز للاجئين السوريين، تمهيداً لإعادتهم إلى المدارس.
لكنّ المبادرة في مرحلتها الثانية، والتي بدأت مطلع العام الجاري، ونظراً لالتحاق اللاجئين بالمدارس، اعتمدت خدمات دعم التعليم، والتي تقدم دروس تقوية للتلاميذ الملتحقين بالمدارس لرفع مستواهم الدراسي ومعالجة المشاكل الناتجة عن انقطاعهم عن الدراسة في وقت سابق.
إضافة إلى خدمات التعليم، تقدم "مكاني" خدمات الدعم النفسي لمساعدة الأطفال على تجاوز المحن التي عاشوها، من خلال السينما والموسيقى والمسرح، عدا عن المهارات الحياتية لمساعدتهم في التعبير عن ذواتهم.
تركت ريم (14 عاماً) وعائلتها منزلهم في مدينة حمص في عام 2011، ولجأوا إلى الأردن هرباً من الصراع، لتجد الطفلة نفسها محرومة من الدراسة، أسوة بآلاف الأطفال السوريين. لاحقاً، عكفت الحكومة الأردنية، وبتمويل ومساعدة عدد من المنظمات والمجتمع الدولي، على وضع خطط تستوعب الاحتياجات التعليمية للسوريين، مما أدى إلى عودة عشرات الآلاف منهم إلى المدارس. لكنّ تقديرات محليّة ودولية تشير إلى أن ثلث الأطفال في سن الدراسة ما زالوا لا يحصلون على تعليم رسمي.
تذكر ريم يومها الأول في المدرسة. "ارتديت أجمل ما لدي من ثياب. لكن حين دخلت إلى المدرسة، صدمت. كانت المدرسة كبيرة، وتختلف عن مدرستي في سورية. أمسكت بيد أمي وخشيت أن تتركني". هي اليوم في الصف الخامس، علماً بأنها كان يفترض بها أن تكون في الصف السابع.
أصرّت الطفلة على التغلب على التفاصيل التي تضايقها، خصوصاً أنها تحلم بمتابعة تعليمها، فالتحقت بمبادرة "مكاني" التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وتستهدف الأطفال والشباب. بدأت المبادرة في عام 2015، في وقت كان فيه التعليم يشكل مصدر قلق كبير للاجئين العاجزين عن إلحاق أطفالهم بالمدارس. وتشمل المبادرة خدمات لدعم التعليم، وتقديم الدعم النفسي، وتعليم المهارات الحياتية للاجئين من مختلف الجنسيات، إضافة إلى المواطنين الأردنيين. لهذه الغاية، افتتحت 200 مركز بالتعاون مع شركاء محليين في مختلف مناطق المملكة، منها 40 مركزاً داخل مخيمات اللاجئين السوريين.
بلغ عدد المستفيدين من المبادرة منذ انطلاقها في أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2015 وحتى مارس/ آذار الماضي، أكثر من 140 ألف طفل وشاب، وشكّل اللاجئون السوريون نحو 50 في المائة من المستهدفين. في أحد مراكز الصندوق الأردني الهاشمي، الشريك في تنفيذ المبادرة، كانت الطفلة العراقية عبير سالم (11 عاماً) تشارك في نشاط ترفيهي. واجهت عبير، التي تركت وأسرتها منزلهم في مدينة البصرة في عام 2015، المشكلة نفسها. فبعدما انقطعت عن الدراسة في البصرة بسبب الوضع الأمني، التحقت بالصف الرابع بدلاً من الخامس.
عبير ليست غاضبة جداً. تشعر بالحزن لخسارتها سنة دراسية. ما يضايقها أكثر أنها وابن خالها، الذي تكبره، في الصف نفسه اليوم. مع ذلك، تحاول ألّا تفكر في الأمر كثيراً. تطمح أن تصبح طبيبة في المستقبل. لذلك، تعتقد أن عليها أن تبذل جهداً كبيراً في الدراسة، وترى في "مكاني" فرصة جيدة للتعلم، يضاف إلى ما تتعلمه في المدرسة.
إلى ذلك، ترى مديرة برنامج الطفولة في المركز، رنا ذياب، أن الفارق في العمر بين التلاميذ في المرحلة الابتدائية يشكل تحدياً، ويؤدي إلى إحباط بعضهم أحياناً. تقول إنّه حتى لو كان الفرق سنة أو سنتين، فيبدو واضحاً في درجة الوعي وطريقة التفكير. تضيف: "علينا تشجيعهم على الالتحاق بالمدارس الآن، فهذا أفضل من أن يتأخروا أكثر". تضيف: "عندما بدأ البرنامج، وُعد الأطفال أن يوضعوا في صفوف تتناسب وأعمارهم، على أن يحصلوا على دروس مكثّفة. لكنّ الأنظمة المدرسية وضعتهم في صفوف أصغر، ما أدى إلى إحباط بعضهم".
وتشير ذياب إلى أن أنظمة التعليم تفرض على الأطفال الذين انقطعوا أكثر من ثلاث سنوات عن التعليم، الالتحاق ببرنامج التعليم الاستدراكي، في حين يلتحق الأطفال الذين لم يتجاوز انقطاعهم ثلاث سنوات، في التعليم النظامي، وبفارق صف أو صفين عن عمرهم.
لدى انطلاق المرحلة الأولى من مبادرة "مكاني" في أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2015، اعتمدت خدمات التعليم غير الرسمي للاجئين، إذ إن غالبية اللاجئين السوريين ليسوا على مقاعد الدراسة. وهدفت المبادرة في مرحلتها الأولى إلى توفير التعليم في المركز للاجئين السوريين، تمهيداً لإعادتهم إلى المدارس.
لكنّ المبادرة في مرحلتها الثانية، والتي بدأت مطلع العام الجاري، ونظراً لالتحاق اللاجئين بالمدارس، اعتمدت خدمات دعم التعليم، والتي تقدم دروس تقوية للتلاميذ الملتحقين بالمدارس لرفع مستواهم الدراسي ومعالجة المشاكل الناتجة عن انقطاعهم عن الدراسة في وقت سابق.
إضافة إلى خدمات التعليم، تقدم "مكاني" خدمات الدعم النفسي لمساعدة الأطفال على تجاوز المحن التي عاشوها، من خلال السينما والموسيقى والمسرح، عدا عن المهارات الحياتية لمساعدتهم في التعبير عن ذواتهم.