في 2011 أعلنت الحكومة الأرمينية عن جعل الشطرنج مادة إجبارية في المدارس يتمرن عليها الطلبة من عمر 6 سنوات بشكل دوري مرتين في الأسبوع ويخضعون لامتحانات خاصة بها في نهاية العام، كلّفت المبادرة الحكومة ما قيمته 1.5 مليون دولار لشراء وتصنيع الأدوات، وطباعة الكتب، وتجهيز المدرسين والمنهج لأكثر من 1600 مدرسة كمرحلة أولى، شارك في تلك العملية أساتذة شطرنج كبار، ومتخصصون في إدارة الأعمال، ومتخصصو علم نفس، وأساتذة تربية وتعليم.
اقــرأ أيضاً
في الحقيقة يعد الشطرنج نوع من أنواع الهوس القومي في أرمينيا، حتى أنهم يمتلكون هيئة حكومية خاصة للشطرنج بداية من 1927، ويعاملون الأساتذة الكبار هناك كأنهم نجوم سينما أو أبطال كرة قدم، ويمارسون الشطرنج في الشوارع بالضبط كما تمارس بقية الشعوب كرة القدم في الشواع والحواري، وعلى الرغم من عدد السكان الصغير، حوالي 3.5 مليون نسمة، إلا أنها تحقق تقدما ملحوظا في البطولات العالمية، فعلى مدى السنوات الأخيرة حصل فريق أوليمبياد الشطرنج الخاص بهم على البطولة في أربعة دورات.
لعب الاتحاد الأرميني للشطرنج دوراً كبيراً في الترويج للعبة بين الأطفال، كمرحلة أولى قبل تطبيقها في المدارس، حيث بدأ بافتتاح عدد أكبر من مراكز لعب الشطرنج كل عام، وإتاحة الممارسة المجانية للجميع وخاصة الأطفال، ودعم الدورات بالجوائز عالية القيمة، خاصة حينما عمل الاتحاد على أولمبياد المدارس على أربع مراحل بإشراك 15000 طفل سنويا، جهز ذلك المجتمع الأرميني لاستقبال اللعبة كمادة دراسية إجبارية.
في المرحلة الثانية بدأ الاتحاد في تهيئة الجمهور عبر وسائل الإعلام لتقبل الشطرنج بشكل أكبر، عبر لقاءات مع أبطال الشطرنج وحديث عن طفولتهم مع الشطرنج، وتربويين يتحدثون عن أهميته في تحسين أداء الأطفال دراسيا، بعد ذلك تم تقديم الشطرنج للأطفال بشكل رقمي فقط، برامج تدريب على الحواسيب وأجهزة "التابلت" ومسابقات مدرسية ترتبط بذلك، ثم على مدى ثلاث سنوات عكف أساتذة علم النفس على دراسة أثر اللعبة على الأطفال، بعد أن جاءت نتائج تلك الدراسات إيجابية بدأت خطط العمل الفعلية في المدارس.
دفعت تلك المبادرة العديد من الهيئات البحثية لدراسة التجربة الأرمينية بشكل أكثر واقعية، فنحن الآن أمام عيّنة ضخمة تمكننا من دراسة أثر الشطرنج، هل بالفعل يمكن للممارسة المستمرة للشطرنج أن تؤثر في درجات التفوق الدراسي عند أطفال في سن السادسة؟ هل يمكن أن تتمكن تلك اللعبة من دعم قدرات الأطفال على إيجاد حلول عقلانية أكثر إبداعا للمشكلات الدراسية والحياتية؟
اقــرأ أيضاً
الإجابة القصيرة: نعم، في 2014 خرج المؤتمر السنوي لتدريس الشطرنج في المدارس والتابع للاتحاد الدولي للشطرنج بنتائج غاية في الأهمية، كانت الدراسات قد انقسمت لخمس مراحل ما بين إبريل/نيسان 2012 حتى فبراير/شباط 2014، وأكدت أن تدريس الشطرنج في المدارس يعمل على تحسين قدرات الأطفال الإبداعية بفارق واضح.
نتائج أخرى أكدت وجود تحسن في قدرات الأطفال على التذكر البصري والتحليل العقلاني للأحداث، ورفع درجة الانتباه، وتحسن واضح في القدرة على التذكر، والتحسن العام في المستوى الدراسي، دراسة أخرى بحثت قدرة الشطرنج على تحسين أداء الأطفال المتوحدين اجتماعياً وجعلهم أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، كذلك الأطفال ذوو المشاكل في النطق، وضعاف الانتباه، وجاءت النتائج لتؤكد ضرورة وضع الشطرنج على لائحة المواد المقدمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهة أخرى، تظهر آراء معارضة لتقول إن الأثر الدراسي للشطرنج لا يزال غير ممكن التحديد، خاصة أن الفترة ما زالت غير كافية للتأكد، كما أنه في بعض الحالات تتسبب الشطرنج بمشاكل تحفيزية ذات علاقة بالتنافس بين الطلبة، لكن إلى الآن تتفق غالبية الدراسات حول دور الشطرنج في رفع المحصلة العامة لأداء الأطفال الدراسي.
واجهت أرمينيا أكبر مشكلاتها في إيجاد مدرسين للعبة، رغم أن الشطرنج كما قلنا يعتبر هوساً قومياً أرمينياً، إلا أن تجهيز مدرّس هو أمر له عدة نواح تربوية، نفسية، وكان عليهم أن يجتازوا تدريبات قاسية وامتحانات 4 مرات في السنة، أما بالنسبة للحالة العربية – مثلا – فسوف تكون الأمور أكثر تعقيداً، خاصة حينما تكون الدولة كبيرة كمصر، وغير ذات اهتمام مسبق باللعبة.
اقــرأ أيضاً
في المرحلة الثانية بدأ الاتحاد في تهيئة الجمهور عبر وسائل الإعلام لتقبل الشطرنج بشكل أكبر، عبر لقاءات مع أبطال الشطرنج وحديث عن طفولتهم مع الشطرنج، وتربويين يتحدثون عن أهميته في تحسين أداء الأطفال دراسيا، بعد ذلك تم تقديم الشطرنج للأطفال بشكل رقمي فقط، برامج تدريب على الحواسيب وأجهزة "التابلت" ومسابقات مدرسية ترتبط بذلك، ثم على مدى ثلاث سنوات عكف أساتذة علم النفس على دراسة أثر اللعبة على الأطفال، بعد أن جاءت نتائج تلك الدراسات إيجابية بدأت خطط العمل الفعلية في المدارس.
دفعت تلك المبادرة العديد من الهيئات البحثية لدراسة التجربة الأرمينية بشكل أكثر واقعية، فنحن الآن أمام عيّنة ضخمة تمكننا من دراسة أثر الشطرنج، هل بالفعل يمكن للممارسة المستمرة للشطرنج أن تؤثر في درجات التفوق الدراسي عند أطفال في سن السادسة؟ هل يمكن أن تتمكن تلك اللعبة من دعم قدرات الأطفال على إيجاد حلول عقلانية أكثر إبداعا للمشكلات الدراسية والحياتية؟
الإجابة القصيرة: نعم، في 2014 خرج المؤتمر السنوي لتدريس الشطرنج في المدارس والتابع للاتحاد الدولي للشطرنج بنتائج غاية في الأهمية، كانت الدراسات قد انقسمت لخمس مراحل ما بين إبريل/نيسان 2012 حتى فبراير/شباط 2014، وأكدت أن تدريس الشطرنج في المدارس يعمل على تحسين قدرات الأطفال الإبداعية بفارق واضح.
نتائج أخرى أكدت وجود تحسن في قدرات الأطفال على التذكر البصري والتحليل العقلاني للأحداث، ورفع درجة الانتباه، وتحسن واضح في القدرة على التذكر، والتحسن العام في المستوى الدراسي، دراسة أخرى بحثت قدرة الشطرنج على تحسين أداء الأطفال المتوحدين اجتماعياً وجعلهم أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، كذلك الأطفال ذوو المشاكل في النطق، وضعاف الانتباه، وجاءت النتائج لتؤكد ضرورة وضع الشطرنج على لائحة المواد المقدمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهة أخرى، تظهر آراء معارضة لتقول إن الأثر الدراسي للشطرنج لا يزال غير ممكن التحديد، خاصة أن الفترة ما زالت غير كافية للتأكد، كما أنه في بعض الحالات تتسبب الشطرنج بمشاكل تحفيزية ذات علاقة بالتنافس بين الطلبة، لكن إلى الآن تتفق غالبية الدراسات حول دور الشطرنج في رفع المحصلة العامة لأداء الأطفال الدراسي.
واجهت أرمينيا أكبر مشكلاتها في إيجاد مدرسين للعبة، رغم أن الشطرنج كما قلنا يعتبر هوساً قومياً أرمينياً، إلا أن تجهيز مدرّس هو أمر له عدة نواح تربوية، نفسية، وكان عليهم أن يجتازوا تدريبات قاسية وامتحانات 4 مرات في السنة، أما بالنسبة للحالة العربية – مثلا – فسوف تكون الأمور أكثر تعقيداً، خاصة حينما تكون الدولة كبيرة كمصر، وغير ذات اهتمام مسبق باللعبة.