أصوات الجدران

14 سبتمبر 2014
مريم غانم -الصورة من الصفحة الرسمية على فيسبوك
+ الخط -
أصبح فن الغرافيتي وكالة إخبارية يومية تبث وقائع المجتمع الذي نعيشه على جدران المدن، يمكن اعتباره فوضى منظمة جميلة، تحمل جملاً سياسية اجتماعية ثقافية وربما دينية.

منهم من يصنف هذا الفن بـأنه عمل خارج على القانون ينتهك الملكيات العامة، لكن السؤال الأهم، هل الحكام يحترمون ملكياتنا الحقوقية؟

فهم أيضاً بدورهم ينتهكون حقنا دون أي استئذان أو مراجعة، يسلبون ما يريدون دون أي محاسبة.. ىسرقة الجدران للتعبيرعن الرأي، أرحم بكثير من سرقة الحقوق لتملك المنصب.. "النزول إلى الشارع والرسم على الحيطان، هو فعل ثوري بحد ذاته، بغض النظر عن المادة المرسومة أو الكلمة المكتوبة على الحائط" تقول آية طارق (24 عاماً) من الإسكندرية -مصر، وهي متخرجة من معهد الفنون- قسم التصوير الزيتي أو ما يعرف بـ Oil Painting.

اشتهرت آية طارق بأعمالها في فن الغرافيتي في مصر، وتذكر أنها بدأت بهذا الفن بعد أن تأثرت بـBanksy وBlu وهما من أشهر فناني الغرافيتي في العالم. وتضيف آية: "كنت مطلعة على عدة أوساط: غرافيكس، آنيميشن وغرافيتي، ويمكن اعتبار الأخير المثل الأصح ليترجم قول (الحاجة أم الاختراع)، فأصبح الشارع بالنسبة إليّ معرضاً كبيراً أعرض فيه أعمالي".

رغم مليارات الجدران الافتراضية، ورغم آلاف المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي بين Facebook و Twitter وYoutube وInstagram ورغم مئات وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة.. "أعتبر فن الشارع طريقة قوية لإيصال أفكاري وآرائي، وبما انني أحب الرسم، أستعمل فن الشارع وسيلة لإبداء رأيي وأفكاري في المواضيع التي نعيشها يومياً" تقول مريم غانم مهندسة معمارية وفنانة غرافيتي من لبنان لـ"العربي الجديد".

يمكن القول إن ما قدمته مريم من رسائل ثورية على جدران بيروت، كان بمثابة نافذة إلى الحرية وتحية للشعب الفلسطيني المقاوم. ما زالت جدران بيروت من أبرز وسائل التعبير في الشارع اللبناني. يقول أحد جدران الضاحية: الموت لإسرائيل. وآخر: لبّيك يا حسين. في منطقة الكولا القريبة من الطريق الجديدة، تهتف الجدران: "كلّنا رابعة".

في شارع الحمراء تتنوع الهتافات. أحد الجدران غاضب من الوضع الفنّي في البلد، فقرّر ارتداء وجه كوكب الشرق المطربة أم كلثوم وهو يغنّي "بوس الواوا" للمغنية هيفا وهبي. جدار آخر قال: ثورة على النظام وليس صُورَة عن النظام. الغرافيتي هو فنّ التعبير "المحظور"، وربما الساخط. ربما الشعب لا يملك جدران الشارع، لكنه يملك أفكاره الثورية، التي تنقل غضبه على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية، فن الغرافيتي أداة جديدة للثورة.
دلالات
المساهمون