أصغر أسير فلسطيني يراسل أمه.. "لا تحزني"

31 مايو 2016
رسالة الأسير الطفل شادي إلى أمه (العربي الجديد)
+ الخط -
"إلى أمي وعائلتي أريد أن أقول لك كل عام وأنتِ بخير، ولكن هذه المرة وأنا بعيد عنكِ، أريدك أن تبقي رافعة الرأس مثل شجرة النخيل، لا يهزها ريح ولا حتى زلزال، يا أمي لا تحزني لأن هذا اختبار من عند الله"، هذه الكلمات كانت بمثابة معايدة لأصغر أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأمه في عيد ميلادها.

الطفل شادي فراح (12 عاماً)، أصغر الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وتسكن عائلته في منطقة سميراميس جنوبي رام الله وسط الضفة الغربية، يقبع حالياً في مركز للإصلاح بحكم من السلطات الإسرائيلية منذ اعتقاله أواخر ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي في القدس المحتلة، بتهمة حيازته سكيناً ومحاولته تنفيذ عملية الطعن.

لم تترك سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسيدة فريهان دراغمة، والدة الطفل شادي متسعاً لتربط حذاءه في ذلك اليوم، كما كانت تفعل كل صباح وهو في طريقه إلى مدرسته، بل حاصره جنود الاحتلال واعتقلوه في الشارع المعروف بشارع "رقم واحد" بمدينة القدس، وهو حي غالبية رواده من اليهود.

بدت معالم الاشتياق عند الأم وطفلها واضحة بعد حرمان الأم الحنون من حضن ابنها لمدة ثلاثة شهور، كونها تحمل هوية فلسطينية، ولم تصدر سلطات الاحتلال لها تصريحاً بالزيارة حتى اللحظة، ما دفع شادي الصغير لأن يكتب رسائل لأمه، جعلته يكبر ليشد من أزر أمه التي لا تعرف كيف تحبس دموعها.

"لا يجب أن تتحسري يا أمي على ما جرى، اليوم أقف أمام المرآة لكي أحاول أن اقتلع سيئاتي، وأجد إيجابياتي"، هكذا يحاول طمأنة أمه ويطلب منها أن تحمل سلامه لأصدقائه والأقرباء وإخوته الخمسة، وختم رسالته "أحبك يا أمي".

يحمل الطفل من خلف القضبان هموم العائلة التي تتكبد مصاريف الزيارة على نفقتها الخاصة، ما دفعه إلى أن يرسل رسالة أخرى، يعتذر فيها على المشقة والتعب الذي يعتقد أنه سببه لها.

تقول الأم لـ"العربي الجديد" إن "رسائل شادي أثرت في نفسي كثيراً، وأعطتني القوة والصبر، يعجز الكبار عن كتابة مثيل لها، فيها الإحساس بالمسؤولية والوعي، هذا طفلي المظلوم الذي لم يرتكب أية جريمة!".

الجزء الأول من الرسالة

هكذا اختتم شادي رسالته لأمه (العربي الجديد)


أنا آسف يا أمي

رغم أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الطفل شادي فراح من دون محاكمة، ودون أي دليل يثبت صحة الادعاء والتهمة الملفقة بحقه، فوضعته في مركز الإصلاح مع مرتكبي الجرائم الجنائية، فإن العائلة تتكبد عناء تكاليف سجنه وحتى تكاليف زيارته.

ويعاني شادي ظروفاً نفسية صعبة، ويظهر ذلك في رسالته "إلى ست الحبايب، إلى أم الحنان، إلى أغلى شيء في حياتي، لقد أتعبتك معي، من صغري وحتى كبري، إلى أم الصبر التي صبرت علي وأنا في سجني، أريد أن أقول لك أنا آسف، لأني لم أرح بالك، ولم أجعلكِ تنامين الليل".


أعيدوا طفلي!

تتنهد الأم وتحاول حبس دمعة الألم والأمل عندما تقرأ كلمات شادي وتقول: "يحمل همنا، وهمّ مصاريفنا، وفي رسالته قلق علينا، ويعتذر عن شيء أجبره الاحتلال عليه، هذا طفلي كالكبار أعيدوه إلي".

وتضيف "أنا في أمان، لأن الله معي، والله مع الصابرين". وتقول: "أنا أم كيف بدي أنام وأنا بفكر بابني، وشو بيصير معه، ممكن يتعرض للاعتداء الجسدي أو أي شيء".

الأم المكلومة تناشد المؤسسات الدولية والحقوقية والقانونية للتدخل الفوري والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لإعادة ابنها لها، وإنقاذ طفولته من الأسر، وأن لا يصمتوا أمام محاولات الاحتلال التحايل على القانون وإبقاء ابنها في مركز الإصلاح مع المدمنين وتجار المخدرات حتى يبلغ السن القانوني لمحاكمته.

المساهمون