أصعب مغامرات بيب.. مشروع بدون ميسي وأشياء لا تُشترى

31 يوليو 2016
مهمة غوارديولا صعبة مع السيتي (Getty)
+ الخط -


"إنه تحدٍ من نوع خاص، لقد أثبت نفسي في برشلونة ثم ألمانيا، والآن الدور على ملاعب إنكلترا، حيث الدوري الإنكليزي وفرقه التنافسية"، وصف بيب غوارديولا وظيفته الجديدة في مانشستر بأنها عبارة عن تحدٍ، لإثبات قدراته الفنية في بلد جديد، ومحاولة تطبيق أفكاره الجديدة مع السيتي، للعودة إلى منصات التتويج، وتقديم طفرة تكتيكية جديدة يستفيد منها الجميع في الجزر البريطانية.

خطوة تأخرت
تحول مانشستر سيتي في فترة قصيرة إلى واحد من أفضل فرق إنكلترا، بعد الدعم الاستثماري الكبير لمجموعة الاتحاد الإماراتية، والتي ضخت أموالاً طائلة داخل النادي، ونجحت في جذب كبار اللاعبين إلى المشروع الوليد، ليفوز السيتي بالدوري الإنكليزي مع الإيطالي مانشيني ثم الشيلي بليغريني، ليكون آخر تتويج محلي بالدوري في 2014.

قدم مان سيتي أداء سيئاً ونتائج ضعيفة في آخر نسختين من عمر البطولة المحلية، فاز تشيلسي باللقب بسهولة في الموسم قبل الماضي، ثم حقق ليستر الإعجاز وخطف الدوري دون أي منافسة قوية من جانب سكان ملعب الاتحاد، ورغم وصول السيتي إلى نصف نهائي الشامبيونزليغ، إلا أنه شارك في 180 دقيقة سلبية أمام ريال مدريد، دون أن يصنع لاعبوه فرصة واحدة حقيقية طوال الجولتين، ليخرج دون إقناع مع سخط قوي من جانب الجماهير، والتي لم تحضر كلمة بليغريني الوداعية في آخر مباراة له بالمدينة.

"غوارديولا وسيتي"، خطوة تأخرت بعض الشيء، لأن مشروع هذا النادي أدير بالمال لسنوات طويلة، دون تحقيق لمسة واضحة في الأداء مثل باريس سان جيرمان كمثال، أو خطف لقب ذات الأذنين كما فعل تشيلسي في 2012؛ وبالتالي فشل كل من مانشيني ثم بليغريني في الوصول إلى توليفة خططية مبتكرة رغم هذا الدعم. ولذلك فإن التعاقد مع بيب كان يجب أن يتم منذ عدة سنوات، حتى قبل توليه مهمة بايرن ميونخ، لأن "الشخصية" الكروية هي الأساس، وهذا ما لا يتوافر في هذا المشروع خلال الحقبة الماضية.

مؤثر
تحدث المحلل البريطاني غريغ جونسون عن إمكانية التطور الكبير الذي سيجلبه بيب إلى الكرة الإنكليزية، وقارن الرجل بين فترة بيب في برشلونة وما نتج عنها من استخدام التمركز والتيكي تاكا، لجلب بطولة كأس العالم في 2010 ثم يورو 2012، مع الإعجاب الكبير من جانب ديل بوسكي تجاه أفكار الفيلسوف الكاتلوني الشاب.

حتى يواكيم لوف في ألمانيا تأثر بأفكار غوارديولا، من خلال استخدام فكرة المهاجم الوهمي في مباريات عديدة، مع الاستعانة بالضغط العالي في مباراة البرازيل بنصف نهائي 2014، حتى في البطولة الأوروبية الأخيرة، اعتمد الألمان على الصغير كيميتش، اللاعب الذي راهن عليه مدرب بايرن السابق وجعله أفضل خلال الموسم الماضي.

سام ألارديس مدرب إنكلترا أمامه فرصة هو الآخر، خصوصاً مع إمكانية جلب ستونز إلى السيتي، ووجود لاعبين وطنيين أمثال ديلف وستيرلينغ والبقية، لذلك سيعمل بيب أولاً على الاستفادة من أكاديمية الشبان داخل السيتي، ثم يقوم بتحسين جودة كل المتاحين، من أجل اللعب بهم في صفوف مان سيتي، ثم تأهيلهم للالتحاق بصفوف منتخب الأسود الثلاث في قادم المواعيد.

ثلاثية الأداء
وضع بيب كامل ثقته في بوسكيتس، ليجعله واحداً من أفضل محاور الارتكاز في العشرينية الأخيرة، كذلك لعب فيليب لام تحت قيادته فترة لا تنسى، والدور في الولاية الثالثة على لاعبي السيتي، ليتحدث الفيلسوف في مقابلة أخيرة عن فرناندينيو أنه لاعب بوسعه اللعب في 10 مراكز داخل الملعب، وكأن الدينيو هو الابن الكروي الجديد للمدرب القادم من كاتلونيا.

فرناندينيو قصته مختلفة بحق، عرفه الجميع عن طريق تألقه كلاعب وسط مهاجم أقرب إلى صانع اللعب في شاختار، ثم تحول إلى لاعب ارتكاز دفاعي خلف يايا توريه في أول مواسمه بالسيتي، كذلك لعب كارتكاز مساند بجوار فرناندو في جولات عديدة بالموسم الماضي، وبالتالي يمتاز هذا النجم بأنه "بوكس" صريح، يجيد التمركز دفاعا وهجوما، ومن الممكن استخدامه في عدة خطط وفق ظروف كل مباراة.

نوليتو أيضاً مختلف بشدة، الإسباني بارع جداً في تسجيل الأهداف وصناعتها، ويعتبر مؤثراً جداً أمام المرمى، عندما يقطع من الطرف إلى داخل منطقة الجزاء، هو نوع مفضل عند غوارديولا، استخدمه من قبل أثناء تألق دافيد فيا مع برشلونة في 2011، وبالتالي أمام المدرب فرصة ذهبية لاستغلال لاعبه الجديد بطريقة مغايرة، سواء كلاعب جناح على الخط، أو مهاجم وهمي في عمق الملعب.

كذلك أوتاميندي المدافع الأرجنتيني الذي يمتاز بالسرعة والقوة، لكنه سيئ جدا في التمركز دون كرة مع فقره الشديد في ما يخص التمرير، وسيحاول بيب تطوير هذا اللاعب، كما فعل مع بواتينغ في بايرن، لكي يجعله أفضل في عملية بناء الهجمة من الخلف، ليكون هو اللاعب الثالث القابل للتعلم بعد فرناندينيو ونوليتو.

تعاقدات منتظرة
لعب غوارديولا بخطة قريبة من 3-4-3 خلال مباراة سيتي ودورتموند الودية، ولجأ الفيلسوف إلى هذا الشكل من أجل غلق الأطراف بثنائي على كل جانب، مدافع وظهير أمام حامل الكرة من الفريق الألماني، مع الضغط بأكثر من لاعب في الثلث الهجومي، وبالتالي فإن السيتي سيلعب بأكثر من رسم تكتيكي في الموسم القادم، من 3-4-3 إلى 4-3-3 مرورا بـ 4-1-4-1.

من المستحيل توقع خطة بعينها لكن من الممكن تحديد التعاقدات المقبلة للفريق الإنكليزي، فبيب يضع كامل تركيزه على الثنائي كومباني وأغويرو، الأول يغيب كثيراً بسبب الإصابات، والآخر أصبح لا يظهر في المباريات الكبيرة، لذلك هناك مدافع قادم ومهاجم منتظر. ستونز لاعب إيفرتون في القائمة، خصوصا بعد فشل انتقال بونوتشي، ويعتبر الإنكليزي الشاب سريعاً بالكرة ومن دونها، لذلك سيكون خير تدعيم.

أما مركز المهاجم فالأقرب غابرييل خيسوس، البرازيلي الشاب الذي يجيد اللعب في كل مراكز الهجوم، ليبقى تعاقد ثالث قريب هو الألماني ساني نجم شالكه، لاعب الجناح الذي يمتاز بالسرعة والمهارة، رفقة كيفين دي بروين في الوسط الهجومي.

ثلاثي يمتاز بصغر السن من أجل قابلية التعلم، وتوجد لديه المهارة اللازمة للنضج، في انتظار موسم كروي مشتعل، سيحاول بيب أولاً الوصول إلى توليفة محكمة، ومن ثم يبدأ التفكير في صناعة شخصية البطل، خلال مهمة ستكون الأصعب على الإطلاق بالنسبة إليه، لأن الفريق الحالي للسيتي أبعد ما يكون عن الاكتمال.

المساهمون