أسماء الخطيب.. الصحافية المصرية المحكومة بالإعدام تروي "الكوميديا السوداء"

08 مايو 2016
أسماء الخطيب: لا أعلم لماذا ظهر اسمي بالقضية (فيسبوك)
+ الخط -
تنظر الصحافية المصرية الشابة أسماء الخطيب، إلى حكم الإعدام الصادر ضدها، أمس السبت، بسخرية ممزوجة بالمرارة. وترى الفتاة ذات الخمسة والعشرين ربيعاً أن الحكم بلا قيمة وسيسقط بسقوط النظام الذي أصدره.

كان رد فعل الخطيب، وهي أم لطفل عمره ستة أشهر فقط، الأول على الحكم الذي عرفت به من وسائل الإعلام ساخراً. حيث كتبت على "فيسبوك" إنه سيمنعها مؤقتاً من "سندوتشات الكبدة" التي اعتادت تناولها من بائعين في شوارع القاهرة أثناء عملها كصحافية.

وتروي الخطيب لـ"العربي الجديد" تفاصيل قضيتها "الكوميدية"، برأيها، والتي لا تعتمد على أية أسانيد قانونية أو منطقية. "فما علاقة النظام الحاكم في مصر الآن بالمنطق أو القانون"، على حد قولها.

أسماء الخطيب واحدة من 6 أشخاص أصدرت محكمة جنايات القاهرة، أمس السبت، حكماً بإحالة أوراقهم إلى مفتي مصر، وهو إجراء استشاري تتخذه المحاكم المصرية قبل الحكم بتنفيذ الإعدام. ورأي المفتي عادة يوافق المحكمة، وحتى إن خالفها فللمحكمة حق تجاهله.​

تقول أسماء الخطيب: "كنت أعمل صحافية لصالح عدة وسائل إعلامية بينها "شبكة رصد" وقناة "الشرق" التلفزيونية. لا أعلم على وجه التحديد لماذا ظهر اسمي في قضية التخابر مع قطر. ربما بسبب طبيعة عملي وتعاملاتي مع أشخاص لهم صلة بالقضية تم زجّ اسمي فيها". وتضيف: "كانت تعاملاتي محصورة في كل ما له علاقة بمهنة الصحافة فقط. وليست لي أي علاقة بما نُشر أو بالأحرى لفق ضدي وضد المتهمين".



وتشير إلى أنّها "عرفت عن القضية أول مرة من خلال التلفزيون عندما قام وزير الداخلية السابق، محمد إبراهيم، بالحديث عن خلية إرهابية، أراها وهمية مثل معظم بيانات الشرطة، تتخابر مع قطر، كنت حينها في تركيا. صدمني الخبر تماماً"، وتقول: "كنت قد خرجت من مصر قبل الكشف عن القضية بخمسة أشهر".

وتؤكد الخطيب أن لا أحد يمثّلها في القضية، ولا محامين يترافعون عنها، وتقول "حتى إنني عرفت الحكم من الأخبار أيضاً لأني لم أكن أتابع القضية ولا أعرف عنها شيئاً، لم أكن مهتمة بها واعتبرتها من اللحظة الأولى جزءاً من الهراء المعتاد لهذا النظام".

وتشير الخطيب إلى حالة من الارتباك التي أصابتها لوهلة معرفة أنه حُكم عليها بالإعدام. "كان رد فعلي على الحكم مزيجاً من السخرية، لأني لم أكن أتوقعه، والصدمة منه. لا يمكن تجاهل حكم بالإعدام طبعاً". لكنها عادت سريعاً لقناعاتها الرافضة للتأثر بما يصدر عن نظام السيسي. "لا أعترف بشرعية نظام الانقلاب وقضائه، وأعلم أنه سينتهي عاجلاً أو آجلاً، وكل هذه القضايا ستسقط. لكن لا أنكر صدمتي من الحكم وبشاعته، لم أتوقع أن ظلم القضاء وفجوره ضد الصحافيين وخصومته معهم تصل إلى هذا الحد".

وبنوع من التحدي تواصل الخطيب: "أنا أول صحافية مصرية يحكم عليها الانقلاب العسكري بالإعدام، وزملائي سامح مصطفى وعبدالله الفخراني حكم عليهم بالمؤبد. وغيرنا العديد من صحافيي شبكة رصد التي تظل شوكة في حلق النظام، مع آخرين من الصحافيين في وسائل إعلامية أخرى". وتضيف: "أنا شايفة القضية هتنتهي وهتسقط كما جميع القضايا. ستسقط بسقوط النظام يوماً ما، وأتمنى أن يكون هذا اليوم قريباً حتى لا يتأذى المحبوسون أكثر من ذلك"، تقولها بثبات وثقة.

وحول أوضاعها الحياتية حالياً، تقول أسماء الخطيب: "أعيش حالياً في تركيا، مع عائلتي المكونة من زوجي وابني، هنا بالنسبة لنا أمان أكثر من بلدنا للأسف، ولا نفكر في الرجوع إلى مصر مرة أخرى، نريد أن نربي أبناءنا في أمان وسلام من دون خوف من حبس أو قتل أو ترهيب من قبل نظام عسكري طاغٍ".

وتتابع "أنا أصغر صحافية حكم عليها بالإعدام، ولكني لا أفخر بذلك ولا أشعر أنه وسام، بالعكس هذا شيء مخز بالنسبة لي. خاصة وأنه صدر ضدي من مصريين مثلي، عار عليهم أن يفعلوا ذلك".

"العمل الصحافي في مصر أصبح جريمة ويمارس ضده الإرهاب بكل أنواعه. هذا كابوس مخيف"، تضيف الخطيب.

وعن سخريتها من الحكم بالحنين إلى سندوتشات الكبدة، تقول "عندما كتبت عن سندوتشات الكبدة، كانت أولاً رسالة للقضاء والنظام الذي حكم عليّ بالإعدام، أني غير مهتمة بكم، ولا بأحكامكم. بل كل ما يهمني هو بلدي وذكرياتي فيها وشوارعها وأهلي، وخاصة أني أحب عربات الكبدة. وكنت آكل منها كثيراً وقتما أجوع أثناء عملي كمراسلة صحافية أتجول في الشارع لأوقات طويلة".

وتضيف "أنا وزوجي نعمل في مهنة واحدة. وهو يدعمني نفسياً كثيراً. خاصة منذ ظهور هذه القضية، ونحاول جاهدين أن نتجاوز هذه المحنة السخيفة حتى لا تؤثر على ابننا الذي يبلغ من العمر الآن ستة أشهر".

المساهمون