تكاد كلمتا (أسعار النفط) تكونان أكثر كلمتين تترددان في معظم وسائل الإعلام والجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً المجالس. حيث يعتبر هذا الانخفاض غيرالمسبوق مؤثراً وبشكل كبير على اقتصاديات دول كثيرة. لا يهتم العديد من الشباب بمثل هذه الأخبار، ولا تستهويه أصلاً، إلا لمَن كانت له ميول اقتصادية، أو ارتباطات وظيفية في هذا المجال. ولو علم الشباب ما تمثّل لهم هذه القضية من أهمية، كونها تتحكّم في مستقبل معظمهم، لكان اهتمامهم بها أكبر، ودراستهم لمتغيّراتها أكبر وأكثر.
ولربما يدق هذا الانخفاض ناقوس الخطر وجرس إنذار بضرورة إيجاد بدائل اقتصادية، ولعلّ من أهمها ما ينادي به العالم، وهو (ريادة الأعمال). حيث تعتبر ريادة الأعمال من أهم منشطات الاقتصاد، ويلعب الشباب فيها دوراً كبيراً، لما تحمله من عناصر تجعل من الشباب المحرّك الأساسي لهذا النوع من الأعمال. وتعتبر البحرين من الدول الناشطة في هذا المجال، حيث يعمل الكثير من الشباب في مشاريعهم الخاصة المبتكرة، والتي يشرفون عليها بأنفسهم.
ولكن ما زالت الأرضية طرية وبحاجه للكثير من التقوية لكي تُشجع أعداداً أكبر من الشباب لينخرطوا في مجال ريادة الأعمال ويبدعوا فيه.
ولو أخذنا ريادة الاعمال بمقياس أخلاقي وتربوي، فإن رسولنا وقدوتنا، كان تاجراً وتعامل بالتجارة، فهي تعزز الأخلاق والقيم المُثلى لدى الإنسان، كالصدق والأمانة وحسن التعامل. وكانت التجارة من أسباب انتشار الإسلام، حيث جاب تجار المسلمين دول المشرق والمغرب، وكانوا خير سفراء بحسب تعاملهم وأخلاقهم وتركهم الانطباع الجيد لدى مَن تعامل معهم، فكانت لهم الحظوة بدخول الكثير ممّن تعاملوا معهم في هذا المجال لدين الإسلام إعجاباً بتعاملهم وصدقهم ونبلهم.
الدول القوية هي التي يتنوّع اقتصادها بين عدة مجالات ولا تعتمد على مصدر واحد للدخل، وكما أن للتاريخ عبرة وعظة في دول كانت عظيمة، ولكن حالها تبدّل وانقلب، فالأيام دول، علينا، نحن الشباب، أن نكون أكثر اهتماماً بمستقبلناً من خلال قراءة الأحداث ومجرياتها، ومن خلال العمل على تأمين مستقبلنا وعدم الاعتماد على ما تقدمه الدولة من وظائف وخدمات فقط.
مجالات العمل كثيرة ولا يمكن حصرها. ومن أساسيات نجاح مشاريعنا الخاصة، أن نُحسن اختيار الفكرة، ونعطيها حقها من الاهتمام والوقت، ومن ثم العمل على جودة الخدمة والسمعة الطيبة، والله الموفّق.
* البحرين