أسعار النفط خارج سيطرة "أوبك"

15 أكتوبر 2014
تهاوي أسعار النفط يضع "أوبك" في مأزق (أرشيف/Getty)
+ الخط -
وضعت توقعات وكالة الطاقة الدولية، بشأن اتجاه أسعار النفط لمزيد من الانخفاض خلال العامين الحالي والمقبل، الدول المصدرة في مأزق الإبقاء على مستويات الإنتاج كما هي، وسط توقعات باضطرارها إلى التخلي عن هذا الأمر.
وقالت الوكالة، أمس، إن العالم سيشهد نمواً أضعف بكثير من المتوقع في الطلب على النفط في 2015.
ونزل سعر خام برنت عن 86 دولاراً للبرميل، ليظل عند أدنى مستوياته في 4 سنوات، بفعل وفرة المعروض، وتباطؤ نمو الطلب، وصعود الدولار.
وأوضحت وكالة الطاقة، التي تمثل الدول الصناعية في تقرير شهري، "يبدو أن الانخفاضات التي شهدتها الأسعار سببها العرض والطلب".
ونزل سعر برنت أكثر من 20% منذ يونيو/حزيران، حين اقتربت الأسعار من 116 دولاراً للبرميل، بدعم من اضطرابات العراق.
وزاد معروض النفط العالمي بنحو 910 آلاف برميل يومياً في سبتمبر/أيلول إلى 93.8 مليون برميل يومياً، مقارنة بأغسطس/آب، مع ارتفاع الإنتاج داخل وخارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
كما زاد إجمالي المعروض في سبتمبر/أيلول بنحو 2.8 مليون برميل يومياً عن مستواه قبل عام، مع عودة معروض أوبك إلى النمو، وكذلك الارتفاع الكبير في إمدادات المعروض من خارج المنظمة التي تضم 12 دولة، بواقع 2.1 مليون برميل يومياً.
وأشارت الوكالة إلى أنها تتوقع نمو المعروض خارج أوبك إلى 1.3 مليون برميل يوميا في المتوسط في 2015.
وقالت "ما زال إجمالي إنتاج السوائل في الولايات المتحدة يتجاوز إمدادات النفط الروسية والسعودية. نتوقع أن يزيد إجمالي الإنتاج من السوائل الأميركية عن 12 مليون برميل يومياً بالشهر المقبل، وسيظل فوق هذا المستوى حتى ديسمبر/كانون الأول 2015".
وزاد إنتاج أوبك من الخام في سبتمبر/أيلول إلى أعلى مستوياته في 13 شهرا، بدعم من تعافي الإنتاج في ليبيا، ونمو الإمدادات العراقية، ليزيد بواقع 415 ألف برميل عن أغسطس/آب، مسجلا 30.66 مليون برميل يوميا.
وقالت وكالة الطاقة، إنها خفضت تقديراتها للطلب على خام أوبك بواقع 200 ألف برميل في 2015، إلى 29.3 مليون برميل يوميا.
ويقل هذا المستوى أكثر من مليون برميل يومياً عن مستويات الإنتاج الحالية، رغم أن أوبك لم تشر حتى الآن إلى أي خطط لخفض إنتاجها في اجتماعها المقبل المقرر نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
كانت الكويت قالت إن خفض الإمدادات أمر مستبعد، فيما ألمحت السعودية، أكبر المصدرين للنفط، إلى استعدادها لتقبل انخفاض الأسعار لفترة.
وزادت إمدادات السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك، بواقع 50 ألف برميل في سبتمبر/أيلول إلى 9.73 مليون برميل يوميا.
وقالت وكالة الطاقة إن التدفقات قد تقل في أكتوبر/تشرين الأول بسبب تباطؤ الطلب الموسمي على الوقود في المملكة.
وقالت الوكالة "يبدو أن الرياض عازمة على حماية حصتها في السوق الآسيوية التي يحتدم فيها التنافس، إذ خفضت أسعارها الرسمية للشهر الرابع على التوالي".
وأشار مصدران في أوبك في تصريحات لرويترز، إلى أنه من المستبعد أن تدعو المنظمة لعقد اجتماع طارئ، مثلما اقترحت فنزويلا، لبحث هبوط أسعار النفط.
ويعد هذا مؤشراً على أن أوبك ليست في عجلة من أمرها لبحث اتخاذ إجراء جماعي، ردا على الانخفاض الحاد في الأسعار.
ودعت فنزويلا عضو أوبك الأسبوع الماضي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث سبل وقف هبوط الأسعار.
ولكن الاقتراح قوبل بفتور من أعضاء آخرين في أوبك، وبدت المنظمة منقسمة بشأن ما إذا كان ينبغي اتخاذ أي إجراء لوقف هبوط الأسعار.
وقال مندوب في أوبك طلب عدم الكشف عن اسمه "الاجتماع الدوري ليس بعيدا. وستكون مفاجأة إذا اجتمعت أوبك قبل ذلك".
وأضاف أن الطلب خلال موسم الشتاء من شأنه دعم سوق النفط في الشهور المقبلة، وأن ارتفاع الدولار الأميركي عوض جزئيا تأثير انخفاض الأسعار بالنسبة لبعض المنتجين.
وتابع "في هذا الوقت من العام من الطبيعي حدوث بعض الضعف في الأسعار".
كما قلل مصدر آخر في أوبك من احتمال عقد اجتماع طارئ قائلا "لا تجري أي استعدادات لذلك".
وتعتمد دول الخليج بشكل كبير على إيرادات النفط، ولكن لديها احتياطات مالية كبيرة، قد تقلص من آثار تراجع الأسعار مؤقتا، حسب محللين اقتصاديين، الذين قالوا إن ما يثير القلق هو خروج أسعار النفط والتحكم بالمعروض العالمي عن سيطرة أوبك.
وقال انطوان هاف كبير محللي وكالة الطاقة الدولية أمس، إن أوبك قد لا تلعب بالضرورة بعد الآن دور المنتج المرن، الذي يحقق التوازن في سوق النفط.
ويبدو أن الدول النفطية، ولا سيما الخليجية، لم يعد أمامها خيار لخفض الإنتاج من أجل دفع الأسعار للصعود، حسب أحمد إبراهيم المحلل الاقتصادي المصري في تصريح لـ"العربي الجديد" في عددها الصادر أمس.
وخفضت السعودية إنتاجها في أغسطس/آب بنحو 400 ألف برميل يوميًا للحفاظ على سعر 100 دولار للبرميل، لكنها عادت في أكتوبر/تشرين الأول، لتزيد من إنتاجها، ليصعد من 9.5 مليون برميل يوميًا إلى 9.7 مليون برميل.
المساهمون