05 يوليو 2017
أسرار غرف الأخبار
طارق البرديسي (مصر)
غرفة صناعة الأخبار أو برامج الهواء موضوع لا يهتم به فقط المتخصصون، بل قد يسترعي انتباه كلّ متابع للمنتوجات الإخبارية والصيغ البرامجية. هو أمرٌ، الكلام فيه ليس فضفاضاً، لأنه واضح وضوح السواد من البياض.
لن أتطرّق إلى شرح مسائل مهنية، أو أتعرّض لاصطلاحات خبرية ومفردات أكاديمية، لأنّنا اتفقنا على أنّ المسألة عامة، ولا تحتاج الولوج في متاهات المتخصصين ورطانة الإعلاميين، لأَنِّي أمقت ثرثرة المتفيقهين وفلسفات المنظرين المتعالين.
لا تعدو الحكاية أن تكون واحد زائد واحد يساوي اثنين، لكلّ مشاهد يحظى بعينين أو له أذنان، فليس هناك كبير إبداع، فالعمل مكرّر وروتين، والتكرار يعلّم الشطار، فلا هم ينحتون الفخار، ولا يعملون تحت خط النار، لاهم أشرار ولا أبرار، لا أقطع هل هُم من أهل الجنة ولا من أهل النار، لا هم فجّار ولا أطهار، إنّهم فقط يستخدمون الأحبار، وقد يلجأون للعطار، ليمدّهم ببعض البهار وشيء من الفلفل الحار، فيهم من له معرفة بالأغيار، ومن يغوص في البحيرات والأبيار، وفيهم الثرثار الذي يزبد ويهرف بما لا يعرف ليل نهار، ولن نتحدث عن الأمي الحمار، حتى لا نهتك الأسرار، ونكون عشبا تلوكه الأبقار.
غرفة الأخبار، فيها متسع لكل الأعمار، ففيها المهزار الذي لا يتحلّى بكبير احتشام، ودائما يخرج عن الطريق والمسار، ولن أتحدث عن إمساك المزمار فهو أمر بديهي ليس منه فرار، ونحن نشاهده ليل نهار.
وإن كانت غرف صناعة البرامج والأخبار تعج بالزمار والثرثار والمهزار والمحترف المغوار، وهو ما لا يطلع عليه الأغيار، فإنّ المذيع يصل إلى مسامعه ما يدور في الكواليس، وقد يصاب بصداع الرغي وهرطقات السهار، وقد تجده مشتتا يبغي الهروب من ضجيج المتفزلكين محبي الثرثرة وعشاق التصدر والشهرة.
القابع في الأستوديو، قد يقع فريسة لجهل أو تلقين خاطئ من كهنة الحوار، فيردّد ما يتلقاه منهم كالببغاء، فتكون العاقبة شراً وبلاء وتجهيلاً وإفتراء، ذكرا كان أو حواء.
ولا يزايد أحد عليه وينعته بالخواء والغباء، لأنّه قد يكون مشغولاً بمحاورة الضيف، وهو في غاية البراء والصفاء، فيصرفه المواء والغثاء الذي يصل إلى أذنيه من الزملاء الذين لا يتمتعون بكبير وفاء عن متابعة أصل الداء وأس البلاء، فيكون المشهد عبثياً فيه لقاء الغرباء وتناقض الأسوياء وجهالة الأدعياء وغفلة النشطاء وطلّة البلهاء.
وإذا سألت الببغاء عن أيّ نوع توّد التعامل معه في غرف الأخبار وصناعة البرامج والأفكار، هل الثرثار أم المهزار أم الوكيل الحصري للملفات والأسرار أم نجم محترف من النجوم الشطار، فقد يصمت طويلاً، منتظراً من يقوم بتلقينه حتى لا تكون إجابته كنهيق حمار أو رفسة مار أو ركضة فار، فلا أحد يحب الضرّاء ويكره السرّاء، فالكل ينتظر الخير والجود والعطاء والعلاج والشفاء من كل بلية وإبتلاء حتى يأتي يوم الفناء.
لن أتطرّق إلى شرح مسائل مهنية، أو أتعرّض لاصطلاحات خبرية ومفردات أكاديمية، لأنّنا اتفقنا على أنّ المسألة عامة، ولا تحتاج الولوج في متاهات المتخصصين ورطانة الإعلاميين، لأَنِّي أمقت ثرثرة المتفيقهين وفلسفات المنظرين المتعالين.
لا تعدو الحكاية أن تكون واحد زائد واحد يساوي اثنين، لكلّ مشاهد يحظى بعينين أو له أذنان، فليس هناك كبير إبداع، فالعمل مكرّر وروتين، والتكرار يعلّم الشطار، فلا هم ينحتون الفخار، ولا يعملون تحت خط النار، لاهم أشرار ولا أبرار، لا أقطع هل هُم من أهل الجنة ولا من أهل النار، لا هم فجّار ولا أطهار، إنّهم فقط يستخدمون الأحبار، وقد يلجأون للعطار، ليمدّهم ببعض البهار وشيء من الفلفل الحار، فيهم من له معرفة بالأغيار، ومن يغوص في البحيرات والأبيار، وفيهم الثرثار الذي يزبد ويهرف بما لا يعرف ليل نهار، ولن نتحدث عن الأمي الحمار، حتى لا نهتك الأسرار، ونكون عشبا تلوكه الأبقار.
غرفة الأخبار، فيها متسع لكل الأعمار، ففيها المهزار الذي لا يتحلّى بكبير احتشام، ودائما يخرج عن الطريق والمسار، ولن أتحدث عن إمساك المزمار فهو أمر بديهي ليس منه فرار، ونحن نشاهده ليل نهار.
وإن كانت غرف صناعة البرامج والأخبار تعج بالزمار والثرثار والمهزار والمحترف المغوار، وهو ما لا يطلع عليه الأغيار، فإنّ المذيع يصل إلى مسامعه ما يدور في الكواليس، وقد يصاب بصداع الرغي وهرطقات السهار، وقد تجده مشتتا يبغي الهروب من ضجيج المتفزلكين محبي الثرثرة وعشاق التصدر والشهرة.
القابع في الأستوديو، قد يقع فريسة لجهل أو تلقين خاطئ من كهنة الحوار، فيردّد ما يتلقاه منهم كالببغاء، فتكون العاقبة شراً وبلاء وتجهيلاً وإفتراء، ذكرا كان أو حواء.
ولا يزايد أحد عليه وينعته بالخواء والغباء، لأنّه قد يكون مشغولاً بمحاورة الضيف، وهو في غاية البراء والصفاء، فيصرفه المواء والغثاء الذي يصل إلى أذنيه من الزملاء الذين لا يتمتعون بكبير وفاء عن متابعة أصل الداء وأس البلاء، فيكون المشهد عبثياً فيه لقاء الغرباء وتناقض الأسوياء وجهالة الأدعياء وغفلة النشطاء وطلّة البلهاء.
وإذا سألت الببغاء عن أيّ نوع توّد التعامل معه في غرف الأخبار وصناعة البرامج والأفكار، هل الثرثار أم المهزار أم الوكيل الحصري للملفات والأسرار أم نجم محترف من النجوم الشطار، فقد يصمت طويلاً، منتظراً من يقوم بتلقينه حتى لا تكون إجابته كنهيق حمار أو رفسة مار أو ركضة فار، فلا أحد يحب الضرّاء ويكره السرّاء، فالكل ينتظر الخير والجود والعطاء والعلاج والشفاء من كل بلية وإبتلاء حتى يأتي يوم الفناء.