ستجبر أستراليا شركتي "فيسبوك" و"غوغل" على الدفع للمنصات الإعلامية الأسترالية مقابل محتواها الإخباري، في سابقة تاريخية هدفها حماية الصحافة المستقلة.
وأوضح وزير الخزانة الأسترالية، جوش فرايدنبرغ، أن أستراليا ستكون الدولة الأولى حول العالم التي تطالب "فيسبوك" و"غوغل" بالدفع مقابل المحتوى الإخباري الذي تقدمه المؤسسات الإعلامية، بموجب نظام سيصبح قانوناً خلال العام الحالي.
وقال فرايدنبرغ للمراسلين في ملبورن: "المسألة تتعلق بنزاهة الإعلام الإخباري الأسترالي، وضمان المنافسة وحماية المستهلك ومشهد إعلامي مستدام"، محذراً من أن "مستقبل الإعلام الأسترالي على المحك"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" اليوم الجمعة.
وتأتي هذه الخطوة بينما يواجه عمالقة التكنولوجيا ضغوطاً ودعوات لفرض تنظيم أكثر تشدداً عليها حول العالم، وبعد مثول "غوغل" و"فيسبوك"، إضافة إلى "آبل" و"أمازون"، أمام الكونغرس الأميركي يوم الأربعاء، لاستجوابهما بشأن إساءة استخدام نفوذهما في السوق.
لم تعلق "فيسبوك" بعد على القرار الأسترالي، لكن شركة "غوغل" اعتبرت في بيان أنه "يتجاهل مليارات النقرات التي توفرها لناشري الأخبار الأستراليين سنوياً"، وأنه "لا يقدم أي حل للتحديات الأساسية أمام إنشاء نموذج عمل ملائم للعصر الرقمي".
يذكر أن المؤسسات الإعلامية الأسترالية ضغطت على سلطات البلاد، لإجبار شركات التكنولوجيا الأميركية على التفاوض معها، بعدما شهدت انخفاضاً مقلقاً في إيرادات الإعلانات. وقد قدرت دراسة أجريت عام 2019 أن نحو 3 آلاف وظيفة صحافية ألغيت في أستراليا خلال السنوات العشر الماضية، إذ دفعت شركات الإعلام التقليدية عائدات الإعلانات إلى "غوغل" و"فيسبوك" اللتين لم تدفعا أي مبلغ مقابل المحتوى الإخباري.
وقال وزير الخزانة الأسترالية إنه مقابل كل مائة دولار أسترالي تنفق على الإعلان عبر الإنترنت في أستراليا، باستثناء الإعلانات المبوبة، يذهب ما يقرب من الثلث إلى "غوغل" و"فيسبوك".