أسبوع على اختفاء جمال خاشقجي... سيناريو الرعب

09 أكتوبر 2018
لا دليل على مغادرة خاشقجي السفارة (أماني العلي/العربي الجديد)
+ الخط -
قبل أسبوع تماماً، دخل الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، سفارة بلاده في مدينة إسطنبول التركية، لكنه لم يخرج. هكذا بقي مصيره معلّقاً بين إشارة مصادر تركية إلى مقتله بعد اختطافه، ونفي سعودي رسمي لذلك من دون تدعيمه بدليل يثبت مغادرته القنصلية.

خاشقجي دخل إلى القنصلية السعودية في 28 سبتمبر/أيلول، في أول محاولة لتخليص بعض الأوراق الروتينية، وطلب منه العودة في الأسبوع التالي. عاد خاشقجي إلى القنصلية مرة أخرى، يوم الثلاثاء الماضي، ولم يخرج.

انتقادات خاشقجي لسياسات بلاده، لا سيما خيارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسط حملات الاعتقالات التي نفّذها الأخير، ترسم صورة ربما لما وراء اختفاء الكاتب المعروف في صحيفة "واشنطن بوست" حالياً.


وخاشقجي (60 عاماً)، من أبرز الإعلاميين السعوديين والعرب، وهو من القلائل الذين انتقدوا حملات القمع التي يقوم بها بن سلمان، وكذلك له مواقف نقدية واضحة من حرب اليمن، وحصار قطر، والتحالف السعودي الأميركي، والسياسة السعودية حيال الثورات العربية و"الإخوان المسلمين"، من دون أن يعتبر نفسه معارضاً بالمعنى التقليدي للكلمة.


خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، أفادت بأنّ جمال دخل إلى القنصلية السعودية وحده في تمام الساعة الواحدة ظهراً لإتمام أوراق رسمية متعلقة بالزواج، مشيرة إلى أنّها ظلت تنتظر أمام أبواب القنصلية حتى خروج الجميع لكنه اختفى ولم يظهر. وأوضحت أنّها توجهت للقنصلية للسؤال عنه، إلا أنّهم أخبروها بأنّ "الجميع خرجوا ولا يوجد أحد في الداخل".




ونقلت وسائل إعلامية أخرى عن أزرو أنّ خاشقجي دخل القنصلية بعدما تلقّى اتصالاً هاتفياً من شخص يعمل في القنصلية يدعى سلطان، وكان قد منحه موعداً قبل أسبوع لإتمام المعاملات، وأبلغه المتصل بأنّهم بانتظاره.

توالت الردود الدولية والتحركات لمعرفة مصير خاشقجي، في وقتٍ حاولت فيه السلطات السعودية التنصّل من مسؤولية اختطافه.


وأعربت "واشنطن بوست"، ومنظمات عالمية تعنى بحقوق الإنسان وحرية الصحافة عن قلقها بشأن خاشقجي، بينما طالبت مجموعة من الصحافيين والناشطين والحقوقيين العرب والأتراك، السلطات السعودية بالكشف عن مصيره، في وقفة لهم أمام القنصلية السعودية بإسطنبول.

في عددها ليوم الجمعة 5 أكتوبر/تشرين الأول، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فراغاً أبيض في عددها الورقي، تحت عنوان "صوت مفقود"، شارحة أنّ الفراغ كان يفترض أن يملأه مقال لخاشقجي.


مساء السبت، 6 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت النيابة العامة التركية فتح تحقيق حول اختفاء خاشقجي، ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر أمنية تركية تأكيدها عدم خروجه من القنصلية، مضيفة أن "15 سعودياً، بينهم مسؤولون، وصلوا إلى إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي، قبل العودة إلى البلدان التي قدموا منها".

لاحقاً، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين تركيين، أنّ السلطات التركية تعتقد أنّ خاشقجي قُتل داخل القنصلية، وأن الجثمان نقل إلى خارجها، فيما نقلت عن مصدر سعودي مسؤول في القنصلية نفيه مقتل خاشقجي.


يوم الأحد 7 أكتوبر/تشرين الأول، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات صحافية: "ما زلت أحسن النية في توقعاتي، بإذن الله لن نواجه حالة لا نرغب فيها"، مضيفاً: "أتابع بصفتي رئيساً للجمهورية مسألة اختفاء خاشقجي، وسنعلن نتائج التحقيقات إلى العالم مهما كانت".

الإثنين 8 أكتوبر/تشرين الأول، طلبت تركيا السماح لها بتفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول بحثاً عن خاشقجي، واستدعت أنقرة السفير السعودي لديها للمرة الثانية بشأن القضية.

بدوره، صرح أردوغان، مجدداً، منتقداً التصريحات التي تخرج من مسؤولي القنصلية السعودية في إسطنبول، قائلاً إنه "ليس بوسع القنصلية السعودية أن تنقذ نفسها بالقول إن خاشقجي غادر المبنى". وأضاف أردوغان أنّه "على مسؤولي القنصلية السعودية إثبات أن خاشقجي غادر المبنى"، مشددا على أنه "علينا التوصل إلى نتيجة من خلال هذا التحقيق في أسرع وقت ممكن".


يُذكر أنّ خاشقجي يعيش في واشنطن، منذ حوالى عام، بموجب إقامة مؤقّتة. الصحافي الذي يكتب مقالات رأي في "واشنطن بوست"، كان رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية، قبل إقالته من منصبه.

كما كتب في صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن، قبل أن يُوقف أيضاً عن الكتابة عام 2017 بموجب قرار صدر عن الناشر الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، بعد يوم واحد من تغريدات دافع فيها عن "الإخوان المسلمين".

كذلك تسلّم منصب المدير العام لقناة "العرب" التي أسسها الأمير السعودي الوليد بن طلال، ولكن لم يكتب لها النجاح.

المساهمون